بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 7 ديسمبر 2025

فوضى الحواس بقلم الراقي عبد العزيز عميمر

 فوضى الحواس:

_أعياه السير،توقّف وجلس فوق بساط عشب ،ومدّ يده للكيس ليخرج طعامه،لانّه جائع،غضب وتأسف ! أين الطعام! أيكون قد نسيه! وماذا يأكل !؟

ترك الطعام في البيت وكان يظنّه داخل الكيس .


_بدأ يفكّر ...الجوع لا ينتظر ! والمعدة لاتصبر ،عندما

تفرغ ،تدفع صاحبها بقوّة ليلبّي رغبتها ،إنها غريزة

مستحكمة من أجله البقاء .

كان الجوع يغطّي بؤرة تفكيره ويستحوذ عليه،وبينما هو كذلك يسمع من يناديه باسمه : عبدالعزيز! تعال ! لا تخف ! الأميرة ترغب في مقابلتك ! نهض وسار في اتجاه الصوت،والصوت يصبح اقرب ،يفتح باب في صخرة كبيرة يطلّ ضوء منه اعمى عينيه ، ومجموعة

من الفراشات ،غطّت المكان ،لايرى موضع قدميه.


تقدّم نحن ننتظرك منذ مدّة ،ونحن نعرفك، وقرأنا كل ما كتبت ،وخاصة القصص الغريبة منها،نسخ منها محفوظة في مكتبة الأميرة ،هيّا ادخل إلى هذه الغرفة على اليمين .


غرفة واسعة مفروشة بالزرابي والحشايا ،تتوسّطها

موائد كثيرة ،هنا وهناك،تزخر بأنواع مختلفة من اللحوم المشويّة،والدجاج المحمّر،وأنواع لاتخطر على البال من أطعمة وعصائر،وشموع مضاءة بألوان مختلفة فأصبحت الجدران ملوّنة،يتوارى لون ويظهر آخر،مع عبير البخور،وماء الورد ،،،،

أين هو ؟ لا يعرف ! أهو في حلم ام في اليقظة؟

ومن يصدّق ما يراه! .


انهض ! مولاتي الأميرة تدعوك لتناول الأكل معها

معي أنا،وبلباسي هذا ! 

دفعة واحدة مع الأميرة ! 

يتعثّر وهو يمشي عيناه تقفزان في كل الاتجهات،هو مبهور،سحره الفضاء ،أما زلتُ في الدنيا!؟

يحدّق في عيني الأميرة،بحيرة زرقاء بضوء ممتصٌ،يبحر ويضيع ،هيبة تفيض من وجهها ،وجمال أخّاذ ،يتوقّف النبض ويصدم الفكر ،ترمى كل المعارف السابقة،بدائي يبدأ من الصفر ،يحمرّ وجهه يتنفّس 

بصعوبة ،ريقه ،محبوس ولسانه أصبح مشلولا يتجوّل في وجهها خفية بطرف عين ،وعندما تنظر إليه يطأطئ رأسه للأرض ،خوفا ورهبة

 ،اختفت شجاعته وتخلّت عنه،هو طفل في الروضة ينتظر حضور أمّه لتأخذه .

انتفخت بطنه وسرواله لم يعد يحمله ،نام واستغرق

في أحلامه .


ينهض على رنين جرس الباب ،يفيق يمسح فمه من دسم اللحوم،المدير جاء ليتفقّد الورشة 

_اما زلت نائما حتى الآن! كيف تحرس المؤسسة

وانت نائم،هيّا خذ متاعك واغرب عن وجهي

.سيّدي المدير !! اسمح لي أبيّن لك...

_قلت لك اغرب عن وجهي ! اسكت ! أنت مطرود ..

.سيدي ،الأميرة هي التي وجهت لي الدعوة ، وتغديت معها،وذهبت لعالم آخر ،ودخلت القصر

_لقد أصبحت مجنونا ! الأميرة،والقصر،،مهبول،،


جلس على الأريكة التي تتوسط القاعة والكل يقول له: 

مبروووك! أصبحت مديرا للمؤسسة ،والعمال يهنئونك

ويقدّمون لك ديكا أسودا مذبوحا،اشرب من دمه،هذه

هي العادة ، ارتوِ من دم الديك ،تبتعد عنك العين والحسد ،وتطير دون أجنحة وتصبح شابا 

وتبقى في الكرسي دائما ،لا من يحرّكك ،مادام دم الديك في عروقك ،إنه حجاب الصحة والعافية.


هذا كابوس ! مرعب ! أنا جائع وأحتاج للخبز فقط

وتدخل زوجته: أظن أن الحمّى زالت عنك وأنت بخير الآن، بفضل عصير الرمان الأحمر الممزوج بالأدوية.

لقد بتّ تتخبّط طول الليل،وابتلّت ثيابك بعرق الحمّى

اغربي عني ،أنا مدير المؤسسة ،وقد تزوّجت امرأة

أخرى،انا المدير! أنا المدير، أليس كذلك !؟

نعم مبروووك ،مبروك عليك سيّد

ي المدير!


  عبدالعزيز عميمر الجزائر 


ا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

الندم بقلم الراقية سامية خليفة

 الندم  السماء مكفهرة تشهد وقع المصاب البحر غاضب  لا يستطيع أن يتمالك صخب الهدير  الطيور كئيبة تحمل معها فتات الأحزان وتهاجر  القلوب تتحطم ا...