صمود بلا انكسار
أنا من إذا نُوديَتْ الكِرامةُ أجابها
ومضى إلى العُليا ولا يَخشى الخَطَرْ
أمشي بثقلِ الحقِّ فوق مفاصلي
فتلينُ صخراتُ الطريقِ ولا أُقَرْ
لا أستكينُ، ولا أُسوِّغُ ذلَّتي
فالحرُّ يعرفُ أن يُماتَ ولا يُكَسَرْ
لي في المواقفِ سطوةٌ مشهودةٌ
إن ناطحَتْها الريحُ عادَتْ بالفِكَرْ
أبني اليقينَ على الصدورِ صلابةً
وأصوغُ من صمتِ الرجالِ هوى الظَّفَرْ
إن ضاقَ وقتي بالخذلانِ ارتقيتُ
فالسيرُ في الدُّنيا امتحانٌ مُعتَبَرْ
ما خُنتُ معنى الصدقِ يومًا عامدًا
ولا اصطنعتُ لنقصِ نفسي مُعتَذَرْ
حرفي إذا نطقَ الحقيقةَ صادقًا
غدتِ الحروفُ جيوشَ عدلٍ تُنتَصَرْ
أنا من فلسطينَ التي إن أُثقِلَتْ
نهضَتْ على جرحِ السنينِ ولم تُهَرْ
فيها تعلّمتُ الوقوفَ شموخَ مَن
جعلَ البقاءَ كرامةً لا مُنتَظَرْ
أرضي تُعلّمني إذا اشتدَّ العِدا
أن الصلابةَ مولدُ النصرِ الأكَبَرْ
لا أنحني لسطوةِ الزيفِ التي
لبستْ ثيابَ الحقِّ زورًا وافترَرْ
إن خانَ هذا العصرُ عهدَ مبادئٍ
فالحرُّ عهدُهُ في الضمائرِ مُدَّخَرْ
ما كلُّ من عاشوا أحياءً هنا
الأحياءُ من خلّوا المواقفَ تُبتَكَرْ
أزنُ الأمورَ بميزانِ العدلِ لا
بميزانِ خوفٍ عابرٍ مُستَعجَرْ
إن قلتُ قولي قلتُهُ متجذّرًا
كالنخلِ، لا يميلُ مهما اشتدَّ عُسْرْ
أكتبُ كي يبقى الطريقُ مُنيرَةً
لا كي أُراكمَ في الثناءِ ولا أُشْهَرْ
هذا نشيدي… لا يُساوِمُ مبدئي
ولا يُهادنُ باطلًا مهما انتشَرْ
سيقولُ من يأتي: هنا رجلٌ مضى
وتركَ الصدقَ على الزمانِ كما الأثَرْ
بقلم: ناصر صالح أبو عمر
التاريخ: 16 / 12 / 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .