📜 معلّقة الحرف
***
أرضَعَتنِي أمّي القَصِيدةَ أوّلًا
لبنَ الهَوَى، فَغَدَوتُ فِيهَا مُولَدَا
وسَقَتنِي مِن كَفِّهَا أسرَارَها
حَتّى ظَنَنتُ بِأنَّنِي المُتَفَرِّدَا
أبْنِي عَلى الألفَاظِ صَرْحَ خُلُودِها
وأحسَبُ نَفْسِي بِالقَصِيدَةِ سَيِّدَا
كَم مَرَّ بِي فِيك الصّبا مُتَرنِّحًا
يَشْدو ويَقطُفُ مِن رُباكِ تَوَرُّدَا
والآنَ ما أبقَيتِ غَيرَ صَدَى الأَسَى
يَسقِي الفُؤادَ ويَستَعِيدُ العَهْدَا
أَمْضِي إلى قَبْرِي وأحْمِلُ فِي يَدِي
قَلَمًا كَسَيْفٍ مَا يَزَالُ مُجَرَّدَا
لكنَّ شِعْرِي فِي الوُجُودِ وَصِيَّةٌ
يَبقَى صَدَاها فِي القُلُوبِ مُخَلَّدَا
فإذَا طَوَانِي المَوتُ، مَاتَ جَسَدِي
لكنَّ حَرْفِي ظَلَّ رُوحًا سَيِّدَا
ويَبقَى نَشِيدِي فِي القُلُوبِ وَسِفْرُهُ
يَمحُو الزَّوالَ ويَستَعِيدُ المَجْدَا
فَمَا الشِّعْرُ إِلَّا مَنْزِلِي وَمَصِيرُهُ
أَنْ لا يُفَارِقَ رُوحِي أَبَدًا أَبَدَا
وَإذَا تَسَامَى الحَرْفُ يَشْهَدُ مَجْدَهُ
يَبقَى لأَهْلِ الضَّادِ نُورًا مُفْرَدَا
فحَرْفِي دُعَائِي حِينَ يَخْذُلُنِي الفَنَا
وأَرَاهُ فِي الأرْواحِ يَنْبِتُ سُجَّدَا
***
بقلمي
عزالدين الهمّامي
بوكريم/تونس
2025/10/28
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .