بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 31 أكتوبر 2025

نور الجمعة بقلم الراقية عبير ال عبدالله

 🌿 نور الجمعة


إلهي...


ها أنا عند بابِك،


أتوكّأُ على ضعفي، وأستندُ إلى رحمتِك،


فكلُّ ما فيَّ منك، وإليكَ يعود.


قد ألمَّ بي الحزنُ كما يهبطُ الليلُ على قلبِ العاشق،


لكنّ نسمةً من لطفِكَ كفيلةٌ أن تُنيرَ داخلي،


وتعيدَ ترتيبَ نجومِ روحي.


يا ربّ،


أتشفّعُ إليكَ بفجرِ الجمعةِ المبارك،


حينَ تتوضّأُ الأرضُ بندى السماء،


ويُولدُ النورُ على أطرافِ المآذن.


في تلكَ اللحظةِ التي يسكنُ فيها الكون،


ويهمسُ المؤذّنُ بنداءٍ من غيبِكَ،


تسجدُ القلوبُ قبلَ الجباه،


ويفيضُ في الأرواحِ سلامٌ لا يُدرَكُ سِرُّه.


---


يا فجرَ الجمعة…


يا وعدَ الطهرِ والسكينة،


فيكَ تفيضُ الدموعُ من عيونٍ تعرفُ طريقَها،


وفي سجدتِكَ يتلاشى ثِقلُ الوجود،


كأنَّ النفسَ قد رأتكَ،


فنسيتْ ما سواكَ.


---


وحينَ تزهرُ الشمسُ في كبدِ النهار،


تجتمعُ الأرواحُ في بيتِكَ،


صفوفًا من النورِ لا من الجسد،


يتقاسمون الدعاءَ كما يتقاسمُ الأطفالُ الحلوى،


ويبتسمونَ لأنَّهم التقَوا على اسمِكَ وحدَكَ.


يا لصلاةِ الجمعة…


كيف تجمعُ ما تفرّقَ منّا،


وتغسلُ الحقدَ من القلوب،


حتى إذا سلّمَ العبدُ، سلّمَ على الدنيا بنورٍ جديد.


---


عبقُ الجمعةِ يملأُ روحي،


وثوبُ صلاتي يفوحُ بخشوعٍ وضياء،


أمضي إلى لقائي بك،


وأنا أعلمُ أنَّك الأقربُ من حبلِ خيالي.


تنتظرني نجمةٌ أخيرةٌ في السماءِ،


تلوّحُ لي بأنوارِها،


كأنها تبشّرني بالوصل،


فأبتسمُ…


وأذوبُ فيك،


كما يذوبُ الحرفُ في معنى الكلام.


بقلمي عبير ال عبد الله 🇮🇶

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

خندق الوقت بقلم الراقي طاهر عرابي

 "خندق الوهم" قصة قصيرة بقلم: الشاعر والمهندس طاهر عرابي (دريسدن — كُتبت عام 2020 ونُقّحت في 05.12.2025) وافق التيس، مزهوًّا بقرني...