بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 30 أكتوبر 2025

أنا الفنان بقلم الراقي بلعربي خالد

 قصيدة : أنا الفنانُ

من ديوان : عزيف الصمت

الشاعر بلعربي خالد -هديل الهضاب

أنا الفنانُ ..

تاجي من ورقٍ مبتلْ

أرقصُ في ساحةِ الغافلينَ،

وأُصفّقُ لنفسي كي لا أنهارْ.

أنا الشمعةُ.. .

أضيءُ دروبَ العابرينَ،

وأذوبُ في صمتٍ،

كأنّي خطيئةُ نورٍ في زمنِ العتمةْ.

تكميم احتراق تصفير

أنا الفنانُ.. .. .

خشبةٍ تبكي الا تُسمعْ..

خشبٌها يئنُّ تحت قدمي،

لكنّ صوتَي مفقود،

والأنينُ يُكمّمُ بقرارٍ لا يعرفُ

الفرقَ بين المسرحِ والمصرخ.

أنا الفنانُ.. .

أرسمُ ضحكة على وجهِ طفلٍ،

وأخيطُ جُرحي بخيطِ الأملْ،

أغنّي للحياةِ،

وأنا أُدفنُ حيًّا في مقبرةِ النسيانْ.

يا ربّ،

يا من ترى ما لا يُرى،

وتسمعُ أنينَ الأرواحِ خلفَ الأقنعةْ،

هل خلقتَ الفنَّ لعنةً؟

أم ابتلاءً لا يُشفى؟

يا ربّ،

أنا عبدُك الذي جعل من صوتهِ مناجاة،

ومن ريشتهِ دعاءً،

ومن خشبةِ المسرحِ صرحا وهاجا،

فلا تتركني في يدِ من لا يعرفونَ الفرقَ

بين القصيدةِ و رسائل القرار والبيانِ ،

بين النغمةِ والصفّارةِ الأمنِ.

يا ربّ،

ارفع عني هذا الكربْ،

واجعل لصوتي صدىً في قلوبٍ لاتنام،

واجعل لدمعتي معنى،

ولفنّي وطنًا لا يُباع في مزادِ الخائنين.

يا ربّ،

في مزادِ الخائنينَ، لا مكانَ للصدقْ

ولا للدمعةِ التي تُكتبُ على الخشبْ

ولا للشمعةِ التي تحترقُ كي لا يضلّوا الطريقْ.

في مزادِ الخائنين، كل شيءٍ له ثمنٌ

إلا الكرامةْ، فهي تُمنع من الدخولْ.

أنا الفنانُ .. .

لا أطلبُ وسامًا،

بل أن أُعامل كإنسانْ.

أن يُقال لي: "شكرًا"،

يوم يومي انه يوم عيدْ .

أنا الفنانُ .. ..

لكنّي ل

ستُ أضحوكةً،

أنا إنسانْ..

لكنّي أصرخُ،

فهل من يسمعْ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

خندق الوقت بقلم الراقي طاهر عرابي

 "خندق الوهم" قصة قصيرة بقلم: الشاعر والمهندس طاهر عرابي (دريسدن — كُتبت عام 2020 ونُقّحت في 05.12.2025) وافق التيس، مزهوًّا بقرني...