بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 31 أكتوبر 2025

حين أضناني الغياب بقلم الراقي هاني الجوراني

 🌺 حين أضناني الغياب

شعر: هاني الجوراني


كمْ مِتُّ في غيبتِكْ، والعُمرُ يسألُني:

لِمَ البقاءُ؟! ولا لُقيا، ولا خَبَرِ


كم كنتِ لي قِبلةَ الأحلامِ في زمنٍ

ضاعَ الهوى فيهِ ما بينَ الهوى والضَّجرِ


ناديتُ ظلكِ في صمتي... أُعاتبُهُ،

فما أجابَ، كأنَّ الصمتَ مُعتَذِرُ


يا من تركتِ بقلبي ألفَ أسئلةٍ،

هل كنتِ حبّي؟ أمِ الوهمَ الذي عُثِرِ؟


رحلتِ عنّي، ولكنْ لا فِكاكَ مِنِي،

فما النّجاةُ، وجرحي منكِ مُنفَطِرُ


ناديتُ ظلكِ في ليلي، فأسمَعُني

صمتًا تُجيبُ بهِ الأرواحُ من سُوَرِ


كنتِ الضياءَ، وكانَ الليلُ يأخذُني

إلى عيونِكِ كالإسراءِ في القَدَرِ


رحلتِ عنّي، ولكنّي أراكِ معي

في كلِّ بابٍ، وفي همسٍ من الشَّجَرِ


كمْ قلتُ: أنساكِ... لكنْ كلَّما ابتعَدَتْ

خُطايَ، عادَ هواكِ الدافِقُ المُضَرِ


يا قبلةَ الحلمِ، والأيّامُ شاهدةٌ

أنّي عشقتُكِ حبًّا غيرَ مُفتَخَرِ


ما كنتِ أنثى تمرُّ الريحُ تذكُرُها

بل كنتِ فجرًا على أيّاميَ انهمَرِ


يا من سكبتِ بكأسِ الشوقِ أغنيتي

حتّى غدوتُ رهينَ الوهمِ والذِّكَرِ


قلبي يُعاتِبُهُ ظِلٌّ فقدتُ صِباهُ،

ما عادَ يسكُنُهُ إلّا صدى السَّمَرِ


قد كنتِ لي وطنًا، والآنَ أحمِلُهُ

في كلِّ حلمٍ، كأنَّ الحلمَ مُغتَفِرِ


رحلتِ عنّي، ولكنْ ما فكاكِ مِنِي،

ما زالَ حبُّكِ يجري في دمي كدُرَرِ


إنّي إذا ما ذكرتُ الاسمَ، أسمَعُهُ

نبضًا يُناديني: يا قلبي، إلى الأثَرِ


نامَ الحنينُ على أطلا

لِ ذاكِرَةٍ،

تَبكِي، وتُطفِئُ نارَ الشوقِ بالعَبَرِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

خندق الوقت بقلم الراقي طاهر عرابي

 "خندق الوهم" قصة قصيرة بقلم: الشاعر والمهندس طاهر عرابي (دريسدن — كُتبت عام 2020 ونُقّحت في 05.12.2025) وافق التيس، مزهوًّا بقرني...