بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025

سفر التراب والروح بقلم الراقي لطفي الستي

 سفر التراب والروح

على الطرقاتِ ينام الغبارُ

كأنهُ ذاكرةُ الأرضِ المنسيّة،

تتردّدُ في الصمتِ أصواتُ أنينٍ قديم

من أقدامٍ عبرتْ ثم تلاشتْ

كأنها لم تكن.


في البعيدِ يلوحُ قوسُ السراب،

يحملُ أرواحًا تاهتْ في المدى

تسألُ الرملَ عن وطنٍ لم يُخلق بعد،

وعن ماءٍ يفتدي عطشَ الوجود.


الروحُ مسافرةٌ بين حطامِ الظلال،

تفتّشُ عن جذورِها

في نداءٍ غامضٍ يتردّدُ بين الفجاج،

كأنها توقّعُ صكَّ العودة

إلى سرٍّ لم يُفكَّ بعد.


هنا الترابُ ينهضُ نبيًّا بلا كتاب،

يمسحُ على الوجوهِ الغريبة

ويتركُ على الجباهِ وشمًا من صمتٍ خالد،

كأنهُ يقول:

"ما أنتم إلا ذرّةٌ في سفرٍ لا نهاية له".


ويمضي المسافرُ،

روحُهُ مُعلّقةٌ بين أرضٍ وسماء،

بين ثِقلِ الترابِ وخفّةِ الأبد،

لا يدري

أكانَ الطريقُ بدايةً أم خاتمةً

أم مجرّد حلمٍ

يتكرّرُ في العيونِ ا

لمغمضة.


     لطفي الستي/ تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

احتمال جديد بقلم الراقية فريدة الجوهري

 احتمال جديد جلست وحدها، تحدّق في العتمة التي تتسلل من نافذة الغرفة. كان الليل ساكنًا حدّ الاختناق، وكأن الهواء نفسه يراقب ارتجاف قلبها بصمت...