بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025

ملامح من ضوء وتراب بقلم الراقية ياسمين عبد السلام هرموش

 *ملامحٌ من ضوءٍ وتراب*


#بقلمي ياسمين عبد السلام هرموش 

#بريشة بشرى عطر القداح 


وجهُها خريطةُ الدهر

محفوفةٌ بتجاويفِ الصبر

تروي حكايةَ البيداءِ حين عطِشت

فلم تَشْكُ، 

بل أنبتت نخلًا في جوفِ الرِّياح.

تحتَ جبهتها نُقشتْ سطورُ الشمسِ 

 لا تُغضبها الأعوام،

بل تُنقّيها كالرملِ

 حين يعصفُ به الزمنُ

فيصيرُ ذهبًا.

عيناها بئران من ندمٍ وحكمة،

تسكنُ في عمقهما نوارسُ الغياب

وتلوذُ بهما أسرارُ القوافلِ 

العائدةِ من التيه.

تجاعيدُها خرائطُ ملوكٍ ضاعوا

 وعادوا على ملامحها توّابين،

تقول كلّ خطٍّ: 

"ما خُلقَ الوجعُ إلّا ليوقظَ النورَ في الجسد."

شفاهُها نبعُ سكونٍ

 مرَّ عليه الدهرُ ولم يُفسده،

تخبّئ بين طيّاتها صلاةَ الرضا،

وتنطقُ بالحكمةِ حتى في صمتها.

كفُّها نخلَةٌ باسقةٌ

 لم تنحني إلّا لله

تُخفي بين الأصابعِ 

خاتمَ البحر، ومِلحَ الانتظار.

وحين تضحكُ 

يفرُّ الحزنُ من فمها

 كطيرٍ أُطلِقَ من قفصِ الأبد.

هي امرأةٌ لو لامسَها الليلُ، لخشع،

ولو رآها الزمنُ، لاعتذر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

احتمال جديد بقلم الراقية فريدة الجوهري

 احتمال جديد جلست وحدها، تحدّق في العتمة التي تتسلل من نافذة الغرفة. كان الليل ساكنًا حدّ الاختناق، وكأن الهواء نفسه يراقب ارتجاف قلبها بصمت...