الجزء الثامن
رهينُ النَّكَبات
ملحمة شعرية في 450
رباعيةً (إصداري السابع والثلاثون)
تروي نكبات فلسطين
منذ بدايتها حتى الآن
تأليف
د. أسامه مصاروه
الجزءُ الثامن
211
يا عَرَبُ الذُّلِّ أنا عاتِبُ
لا بلْ أنا حقيقةً غاضِبُ
لا مُسْتحيلٌ أنَّكُمْ عَرَبٌ
وكُلُّ مَنْ يلومُني كاذِبُ
212
هلْ كانَ سَيِّدي مِنَ الْعَجَمِ
أمْ عربيًا صاحِبَ الشِّيَمِ
فأيْنَ مِنكُم سيّدي ويْلَكُمْ
صِرْتُمْ عبيدًا دونَما ذِمَمِ
213
الشَّعْبُ عبْدٌ وكذا الحاكِمُ
والْحاكِمُ الْعبْدُ لَهمْ ظالِمُ
والشَّعْبُ مِنْ إذلالِهِ صامِتٌ
بلْ ميِّتٌ في ذِلَّةٍ جاثِمُ
214
يا ويْلَكُمْ يا ويْلَكُمْ يا بَني
مَنْ يا تُرى؟ هلْ نسْلُكُمْ مِن مَني
إبْليسَ أمْ مِنْ عاهِرٍ داعِرٍ
أَنْجَبَكُمْ لِخِدْمَةِ النَّتِنِ؟
215
يا نسْلَ إبليسَ ويا غَنَمُ
يا مَنْ إلهُكُمْ أجلْ صَنَمُ
لستُم بِمُسْلِمينَ لا أبدًا
حتى أَبَتْ صَفْعَكُمُ الْجِزَمُ
216
مِن غُرْبَةٍ لِغُربةٍ عابِرُ
مِنْ نكْبَةٍ لِنكْبَةٍ صائِرُ
لا أهلَ لي بلْ هُمْ أعادٍ لنا
يَسوسُهمْ مثْلَ الدُمى عاهِرُ
217
ماذا جرى يا قومُ ماذا جرى
ماذا أصابَ الْعُرْبَ ماذا اعْتَرى
ما دوْرُكُمْ في عالَمٍ جائِرٍ
أكْلٌ وَشُرْبٌ أمْ لِساني افْتَرى
218
صُمٌ وَبُكْمٌ مَنْ إذًا يهْتَدي
حتى يوقِفَ الظّالِمَ الْمُعْتَدي
عنْ غَيِّهِ جنونِه ظُلْمِهِ
فالأرضُ تبكي مَنْ هُنا يفْتَدي
219
يا أرضَنا كمْ تنزِفينَ دَما
إنَّ الدِّماءَ مثْلُ غَيْثٍ هَما
لا تنزِفي لا تصْرُخي اصْبِري
لنْ يُنْقِذَنَّ الأرضَ حُكْمُ الدّمى
220
لا الأرضُ أرضُهمْ ولا عِرْضُهمْ
لقدْ توَفَّى وَقضى نبْضُهمْ
فالأرضُ منْجَمٌ لِأَطْماعِهِمْ
بدونِهِ سيَخْتفي روْضُهمْ
221
فهلْ يُراعي العاهِرُ الفاسِدُ
أرْضًا وَللْغَرْبِ فقطْ عابِدُ
وهلْ يُراعي كذا شَعْبَهُ
والشَّعْبُ راكِعٌ لَهُ ساجِدُ
222
والْمالُ يا أعْرابُ ما دوْرُهُ
هلْ بيَدِ الشَّعْبِ تُرى أَمْرُهُ؟
وهلْ لشَعْبٍ جائعٍ مُعْدَمٍ
حظٌّ بمالٍ للزِّنى وَفْرُهُ؟
223
هلْ أَفْتري إنْ قُلْتُ أسْيادُنا
في قِمَّةِ الأهْدافِ إفسادُنا؟
هلْ طَهّروا حُكْمًا على أرضِنا؟
وَهلْ بِهمْ يفْخَرُ أجدادُنا؟
224
لا مُسْتَحيلٌ ليْسَ أجْدادُهُمْ
أجْدادَنا وليْسَ أَحْفادُهمْ
أَحْفادَنا تبًا وَسُحْقًا لَهُمْ
أَلَيْسَ للْأَغْرابِ أَجْنادُهُمْ؟
225
يا داعِمي إبليسَ ما أمْرُكمْ؟
أنتُمْ عبيدُهُ فما سِرُّكُمْ؟
مِنْ أجْلِ ماذا ترْكَعونَ له؟
هلْ عِزُّكُمْ بالذّلِّ أو فخرُكُمْ؟
226
يا وَيْلَكُمْ حُثالَةَ الْبَشَرِ
زبالَةَ التَّاريخَ والْاَعْصُرِ
مِنْ أجْلِ ماذا بِعْتُمُ عِرْضَكُمْ؟
مِنْ أجْلِ مالٍ فاسِدٍ قَذِرِ
227
مِمّن يدوسُكُمْ بِجَزْمَتِهِ
معْ أنَّهُ غارِقٌ بِأَزْمَتِهِ
لا عِرْضَ لا أصْلَ لَكُمْ أبدًا
أنتُمْ فقطْ قَشٌّ بِحِزْمَتِهِ
228
تبًا لِحكامٍ بلا قِيَمِ
مُلوكُ عُهْرٍ دونَما ذِمَمِ
بَعْرُ جمالِكُمْ تُرى أطْهرُ
مِنْكُمْ وَمِنْ سُلالَةِ الْجِزَمِ
229
سُحقًا لَكُمْ عبيدَ واقْ واقِهِمْ
يا ماسِحي بالذُّلِّ أَطْباقِهِمْ
بُعْدًا لكُمْ أنتُمْ وأبنائِكمْ
يا خدَمًا لَهُمْ وَأعْراقِهمْ
230
كُنْتُمْ رُعاةً وَذوي شرَفِ
بالنَّفْطِ صِرْتُمْ ذوي قَرَفِ
فالنَّفطُ كانَ لعْنَةَ الْخالِقِ
حتى يُعيدَكُمْ إلى الشَّظَفِ
231
يا ويْلَكُمْ إذْلالُكُمْ ذلَّنا
حتى نَسينا مِثْلُكُمْ أَصْلَنا
هُنْتُمْ فهانَ الْعِزُّ والشَّرَفُ
حتى الْهَوانُ ويْلَكُمْ مَلَّنا
232
عروشُكُمْ يا أيُّها النُظُمُ
وُجودُها سَيّانِ والْعَدَمُ
بألْفِ ألفِ ثرْوَةٍ تُشْتَرى
حتى بِها العاهِرُ يَنْتَقِمُ
233
مِنْ كلِّ حُرٍّ رافِضِ الذِّلَّةِ
ورافضِ الإذْلالِ للْمِلَّةِ
لِقَتْلِهِ الرَّصاصُ والْمَدْفعُ
حتى يَدومَ الْحُكْمُ لِلثَّلَّةِ
234
يا زمانَ الْخِيامِ عُدْ علَّهُمْ
يقاوِمونَ مُنْتِنًا ذَلَّهُمْ
ظنّوا بِأنَّهُ مُخَلِّصُهُمْ
مِنْ غَضَبِ الشُّعوبِ يا ويْلَهُمْ
235
أيْنَ الْفِرارُ إنْ أتتْ صَحْوَةُ
مَنْ غلَّفَتْهُمْ سابِقًا غَفْوَةُ؟
هلْ هِيَ غفْوَةٌ إلى الأبَدِ؟
أَلمْ تَزَلْ فيهمْ وَلوْ جذوَةُ؟
236
تُثيرُ نيرانَ الإباءِ بِهِمْ
أوْ قِيَمًا تَموتُ في شَعْبِهِمْ
بَعْدَ زمانٍ مِنْ خُنوعِ وَمِنْ
ذُلٍّ طويلٍ ليْسَ مِنْ دأْبِهِمْ
237
مِنْ غُرْبَةٍ لِغُرْبَةِ الْغُرْبَةِ
مِنْ نكْبَةٍ لِنكْبَةِ النَّكْبَةِ
خطيئَتي أوْ زَلَّتي يا تُرى
ما هِيَ كيْ أُعْلِمَكُمْ توْبَتي؟
238
أحْمِلُ غُرْبتي على كَتِفي
وأَصْطَلي النيرانَ مِنْ شَغَفي
وَشوْقِيَ الْجارِفُ للْبَلَدِ
يحْرِقُ أعْصابي وَزِدْ لَهَفي
239
يا ليلَ غُرْبتي ألا تَنْجَلي
حتى بنارِ الشَّوْقِ لا أَصْطلي؟
هلْ غُرْبتي يا ربَّنا قَدَري
أمْ أنَّ مِنْ ضعْفِيَ ما ابْتَلي؟
240
مِنْ صُنْعِ أيْدينا فقطْ بلْوَتي
مِنْ فقْدِنا عناصِرَ الْقُوَّةِ
يا أُمَّتي هلْ لكِ مِنْ عَوْدةٍ
لِعِزّةٍ تعيدُ لي سلْوَتي؟
د. أسامه الاء مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .