إبحار في قصيد بقلمي د/ نوال حمود قصيدة بعنوان (حبها يصرخ ) للشاعر السوري السامق أ. ويع القس

 إبحار في قصيد 
 بقلمي د/ نوال حمود 
قصيدة بعنوان (حبها يصرخ )
للشاعر السوري السامق أ. ويع القس ...
قصيدة عامودية موزونه على البحر البسيط ...
[إِنَّ البَسِيطَ لَدَيْهِ يُبْسَطُ الأَمَلُ; مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُن] 
وعلى قافية الراء المضمومة..
 وسنتناول النص بدراسة فيها من بحثية الأديب الكبير استاذ الأدب والنقد  شوقي ضيف الكثير الكثير لكن بعيدا عن الإحصاء للمفردات وتوظيفها ...
فلنمعن النظر والفكر بجمان قصيدة الشاعر وديق القس  علنا نقطف منه بديع ما رصف وجاد ...
العنوان : حبها يصرخ 
عنوان بألف عنوان سبكه شاعرنا من نضيد الحرف 
بدأه بالحب( حبها) وجاء الخبر جملة فعلية ، معلنا كل الحدث ( يصرخ ) ...
_* أبدعت شاعرنا باختيار العنوان المناسب، [ ( حبها .. يصرخ .!!؟) / والأقوى {حبها يصرخ }  ]

لتتبدى القصيدة أمامنا بشفيف ما خط القلم من عميق الكلم ...
_من البيت الأول نتلمس الوجع وجع الحب والغرام؛ الذي ينتاب الشاعر لدرجة لا يستطيع معها أن يوقف دموعه
( سالت دموعي ..)جملة فعلية 
انسيابها جاء في زمن ماض اراده مستمرا وجاءت المفارقة
 ( تنتظر) /
( منها الجواب  ..) لكنه الصمت ويذكرنا هنا بالمثل القائل ( اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب )
وقيل الصمت أبلغ أحيانا ...
والصمت هو الذي رد على الحبيب ( لا  القمر ) تشبيه بليغ استخدمه الشاعر ليظهر عذره وجمال محبوبته  ...
_ وفي البيت الثاني يحدثنا بلوعة العاشق عن أحوال المحبين ( والصمت يفشي بما في القلب من شجن ..) 
والشجن لغة هو الحزن الشديد و[الشجن بكسر الجيم 
هو المشغول بأمر حد الوجع ]
(لكنه بحريق السوق ينصهر   )
صورة بديعة ساقها لنا الشاعر ليوضح مدى المعاناة [ لايفل الحديد إلا الحديد ] 
وهنا نجد الشجن بآلمه قد انصهر مع الشوق بحرارته ..
_ وهاهي وتيرة الشاعر ترتفع مع فونيمه الصوتي عندما يأمر حبيبته بعدم الصمت ( لاتصمتي...) وها هي دلائل 
حبك والبراهين تظهر في عينيك ..ومنها علمت مدى الغرام في قلبك (يستعر ).
_ (لا تصمتي ..فلهيب الروح يلفحني ..) ولهيب تلروح هو نفسه الشجن الذب حدثنا عنه
في بيته الثاني وكأنه يحاول ان يؤكد لنا المؤكد..
_ ثم يطلب منها ان تتكلم وان تخبره بحبها علها تخفف منه لهيب الروح عندما تشاركه  ( قاسميني لوعة الشجن )  
ثم نجده وبكل إيمان يقول ( فالله وحده نبع العدل ...) 
_ ل ينتقل الى مرحلة اقوى وقرار يجب على المحبوبة اتخاذه ( فحطمي قيدك المصقول من بشر ...) 
هذا القيد الذي فرضته عادات اجتماعية وأعراف صقلته ولمعته وازالة صدأه  خدعة للقلب ( فالحب أقوى من الأفاك ما مكروا )...
_(بددي الخوف جهرا دونما خجل / إن الحبيب بعزم الحب ينتصر ) 
يطالبها باتخاذ موقف وأن ترمي الخوف جانبا فهذا حقها وإذاطالبت به (الحب ينتصر )

_ وصف الحب بالأعمى، وهذا حال المحبوب لا يمكن ان يرى إلا الجميل في الحبيب 
( لولا القلوب لكان الحب يندثر )  
نعم فالقلب مركز الأحاسيس والمشاعر وهو من يرسل النبضات ليحرك العقل باستمرار 
- ويعود الشاعر للتوضيح والتأكيد الذي يسعى جاهدا لترسيخه فقضيته واضحة لكل من عنده بصيرة في قلبه ..
قال تعالى : " أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ سورة الحج / (46)".
_  ( لا تجعلي الصمت سفاحا لفرقتنا ...) 
إن الضد بالضد يعرف فالصمت الذي كان أبلغ الرد من حب المحبوبة ...
يراه إن تمسكت به سفاحا 
صور مركبه استخدمخا الشاعر تدور جميعها بنفس الفضاء ...
- هو الحب يعتصر قلوب العاشقبن 
_ هوالقلب وما يبدي من أحوال المحبين فيخبر عما يجول في صدورهم من ردود افعالهم وكدرهم  ..
- (عودي إلى العالم المجبول من دمنا ...
ترين روحي رهين الحب تنتظر ) 
هو طهر الدماء التي جبلت بها خلقتنا والروح التي نمى بها الحب فتنتظر 
_ نقلة نوعية من الشاعر فهو يستشف أن هذا الحب قاتله 
( فلا تكتبي فوق قبري إنه قدر ...) 
وكأنه يؤكد أن موته حبا لا محالة قادم ، هو القضاء اسمى انواع الموت بل هو يبطن وصفه بالشهادة .
_ وأنه بعد الموت ستلتقي أرواح الأحبة في البرزخ الأعلى وجنان الخلد موعدهم 
(بداية العالم الروحي تتبعنا ..
والكنز في جنة الاقداس يبتشر ) 
_ ( فأينما أينعت أزهارنا عبقا 
سينضح العطر والأطياب والثمر ) 
صورة رائعة وحركة الحياة بين طياتها من زرد وزهر وطيب إلى أينع الثمار وأشهاها .
_ ليختم لنا قصيده بنتيجة يراها سر الكون في خلقه وعظمته فالله محبة وخلقه أحبة ومهمتهم إعمار الأرض.. الحب فطرة الإنسانية 
( مهد الحياة بنور الحب قد خلقت ...
والصادقون به أقداس ما طهروا ) ..
قصيدة جميلة كلاسيكية ، مفرداتها واضحة سهلة وسلسة ، موضوعها الحياة من ألفها حتى الياء 
وكلها تدور في معترك الحب والنبض ...
جملها في معظم  الأبيات فعلية  وهو رجاء في عقل الشاعر؛ يأمل منه التغيير، والوصل والحب الذي خلقه الله السكن والحياة ..
أما ما جاء من الجمل الاسمية في معرض القصيدة من صدر أو عجز فجاء لتقرير حالة ثابته 
جاءت لتدعيم فكرة او تقرير مطلب .
الملاحظات : 
_ العنوان حبها ...يصرخ..!!
/ حبها يصرخ 
_علامات الترقيم هي داعم وموضح لمعنى الجملة أو الفقرة أو النص ...
ولكل علامة هدف وعمل وقد أكثر شاعرنا منها ...!
سلمت الأيادي شاعرنا السامق
 عشتااار سورياااا 
بقلمي د/ نوال علي حمود 
___________________

قصيدة الشاعر وديع القس 
من سوريا 
حبّها يصرخُ  ..!!.؟
  شعر / وديع القس
/
سالتْ دموعيْ على الخدّين ِ تنتظرُ
منها الجوابَ فردَّ الصّمتُ لا القمرُ
/
والصّمتُ يفشيْ بما في القلب ِ منْ شجن ٍ
لكنّهُ ، بحريق ِ الشّوق ِ ينصهرُ
/
لا تصمتيْ .. فدلالُ العينِ يخبرني
حبّيْ الوحيدُ بذاك َ القلب ِ يستعرُ
/
لا تصمتي .. فلهيبُ الرّوح ِ يلفحني
إنّيْ الوحيدُ بنار ِ الحبِّ يحتضرُ 
/
تكلّميْ .. قاسميني لوعةَ الشّجنَا
فاللهُ وحدهُ نبعُ العدل ِ لا البشرُ
/
فحطِّميْ قيدك ِ المصقولُ منْ بشر ٍ
فالحبُّ أقوى من َ الأفّاك ِ ما مكروا
/
وبدّدي الخوفَ جهرا ً دونما خجل ٍ
إنّ الحبيبَ بعزم ِ الحبِّ ينتصرُ
/
أعمى هو الحبُّ .. والإحساسُ في فطن ٍ
لولا القلوبَ لكانَ الحب يندثرُ ..؟
/
ليس العمى بضرير ِ العين ِ يعمينَا
إنَّ الضّريرَ ضريرُ القلب ِ لا البصرُ.!
/
لا تجعلي الصّمتَ سفّاحا ً لفرقتنَا
ومنْ ورودك ِ فاضَ السرّ ينفجرُ
/
ويلتقي صمتهَا في عمق ِ أفئدتي
ليخبرَ الحبَّ إنَّ القلبَ يُعتصرُ
/
قلبيْ تكلّمَ عنْ صمتي وعنْ ألمي
والجرحُ أعمقُ ممّا يضمرُ الكدرُ
/
عوديْ إلى العالم ِ المجبول ِ من دمنَا
ترينَ روحي رهينَ الحبِّ تنتظرُ
/
لا تكتبي فوقَ قبريْ إنّهُ قدرٌ
فالموتُ بالحبِّ أسمى الموتَ ما شعروا
/
بدايةُ العالم ِ الرّوحيِّ تتبعنَا
والكنزُ فيْ جنّة ِ الأقداسِ يبتشرُ
/
فأينما ينعت أزهارنا عبقَا
سينضحُ العطرُ والأطياب والثمرُ
/
مهدُ الحياة ِ بنور ِ الحبِّ قدْ خُلِقَتْ
والصّادقونَ به ِ ، أقداسُ ما طهَروا..!!
/
بقلم الشاعر وديع القس