بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 15 أغسطس 2022

إبحار في قصيد بقلم د/ نوال علي حمود الشاعر : د. زين العابدين فتح الله / مصر

 إبحار في قصيد بقلم 
د/ نوال علي حمود 

قصيد نثري حداثي سبكه الشاعر بإحساس عميق وبرهيف من الكلمات صاغها بإبداع وكأنها رصف بريشة 
 فنان ...
الشاعر : د. زين العابدين فتح الله / مصر 

عنوان القصيدة :سنلتقي يوما ما ...
عنوان بين دفتيه موضوع متكامل؛ وكأن حروفه صيغت 
بمفاصل مطواعة تضيء من كل الجوانب ...

يبدأ شاعرنا بالتساؤل مباشرة، حيث وجه خطابه مباشرة؛
 وجاء هذا التساؤل على شكل استفهام استنكاري ( أتظن أن قلبي يغفو عن ذكرك ؟  ...) مدعما بفعل الظن اي هو غير مؤكد...
وجاء المتعلق بها جملة اسمية خبرها فعل مضارع والجمل الفعلية هي متغيرة تساعد في التعبير عن تبدل الأحوال، لا تحب الثبات ...
(أو أن طيفك يخبو عن مخيلتي ...) وعطف مباشرة على البيت الأول بجملة بدأها 
بجملة اسمية مسبوقة بحرف مشبه بالفعل فنصب الاسم (طيف) وجاء الخبر جملة فعلية ...
وهذا الدمح ما بين الجملة الفعلية والجملة الاسمية هو دليل على ان شاعرنا متمكن من لغته ويجيد توظيفها لتصوير مشاعره ، واقناع محبوبته ...
( لا ولن أنساك ياعمري 
ولن أرى في فؤادي غيرك ...) 
حسم شاعرنا الأمر مباشرة وأراد طمأنة الحبيبة فاستخدم حرف النفي ( لا ) 
ولحقه مباشرة ب( لن ) الناصبة والمؤكدة للفعل المضارع ( لا لن أنساك ياعمري ...)
( ولن أرى في فؤادي غيرك ..)
سيطر على الجملة فادخلها في الزمن المستقبلي ..
( بعدت المسافات بيننا ...)
ولايغفل شاعرنا عن توظيف المكان ليؤكد لحبيبته كم تحتل من قلبه وروحه رغم كل شيء ..
(ولكن أنت الأقرب لروحي ..)
وباستدراكة جميلة ينقلنا الشاعر نقلة نوعية للدخول بعمق الجملة الأسمية مؤكدا ثبات حبه واستقراره في عمقه (أنت الأقرب لروحي 
هوى واشتياقا 
فكرا وذكرا 
صمتا ونطقا ) يا لها من كلمات أشعلت لهيب الحب فأججه الشاعر بكلمات متضادة لا تظهر جماليتها إلا باختلافها ..
ثم يعود بهدوء المحب الوقور قائلا (اذكرك في همسي )
وهنا لابد من الإشارة فالشاعر أولا استخدم حرف السين؛ ليصلنا ذاك المهموس نغما ...
وثانيا استخدم جملة فعلية ليقول لها كذلك اذكرك بالصوت الواضح ..
( ألم تصلك رسائلي 
وتسمع مناجاتي 
يا أملي و رجائي 
يا كل اشتياقي ..) 
يوضح الشاعر أنه دائما وفي كل الأوقات هي لاتغيب يكلمها يناجيها ويحدثها ...
وهذه رسائل أرواح يرددها المحب وبعمقه أنها تصل ..
لذلك سؤاله استفهامي(ألم تصلك رسائلي ..؟!!) استنكاري لا ينتظر الجواب عليه لأن قلبه يعرف الإجابة. . .

ثم يبدأ شاعرنا بإخبار الحبيبة عن تصرفاته وماذا فعل ..
(قد...) حرف تحقيق ... 
(قد أطلقت اسمك واسمي 
_على قصائدي  
وحروفي 
وعلى جدران غرفتي 
وحتى على وسادتي 
وفي شرفتي 
وفي صفحات كتبي )
يا لها من أماكن مغلفة بالأزمنه 
فها هو شاعرنا يخبرها ان اسمها مقرون باسمه فيجميع الأماكن [وهذه كما نعلم عادة درج عليها الأحبة في كل الدنيا من نقش الأسماء ]
(فكيف أنساك ياعمري ...)
ثم ينتقل الى المرحلة الثانية المغلفة بالأمل والرغبة والسعي من أجل اللقاء ..
(سيحين يوما لنلتقي
فقلوبنا لم ولن تفترق 
وحبنا لم يزل يرتقي )
ويعود للأماكن والذكريات وجميل ما عاشه الحب معهما 
وكل هذا يزهر حنينا...
لكل الاماكن لكل لقاء في واد 
او بناء (ويزهر حنينا بكل وادي
وبكل نزل فيه التقينا ) 
استخدم الفعل المضارع( يزهر ) ودلالته المستقبلية ..
وكأنه يشير لثمار سيقطفها بعد زهر وعقد ...
ثم ينعطف إليها بالوصف الجميل لأنها بالنسبة إليه كل شيء 
(يا أجمل من رات عيني 
ياكلي وما احوي 
ياذات السمت الراقي 
والجمال السامي 
والخلق السامق العالي ...)
روعة الوصف في كل شيء ومن كل شيء ...
ومن خلال حرف السين ( س) 
الذي أدخله على الفعل المضارع بقوله : (سنلتقي / سأدعو )
يؤكد لها اللقاء 
لأنهما خلقا ليلتقيا؛وكأنه اقتبس من نور إيمانه وقصة آدم عليه السلام وحواء
حروف النهاية ليبدأ من جديد .

أبدعت فكرا ورصفا شاعرنا 
وكانت كلماتك تنساب كالماء السلسبيل إمتاعا وجمالا ..
شكلت لنا صورا متناسفة نتنفل بينها تنقل الحجل بين الخمائل ...
يحلق بنا خيال خصب فيه من التحليق والأبداع الكثير الكثير ..
أما الجرس الموسيقي الذي تخلل حروف النص كان قصة وحده بفونيمه الصوتي ..
كل الموفقية وجميل الإبداع .
بقلمي :عشتار سوريا 
الأديبة والناقدة
 د/نوال علي حمود
_________________
قصيدة سنلتقي يوما
الشاعر والأديب د/زين العابدين فتح الله
إليكم قصيدتي
                       (سنلتقي يوما ما)

أ تظن أن قلبي يغفو عن ذكرك؟
أو أن طيفك يخبو عن مخيلتي
لا و لن أنساك ياعمري
و لن أرى في فؤادي غيرك
بعدت المسافات بيننا
و لكن أنت الأقرب لروحي 
هوى و اشتياقا
فكرا و ذكرا
صمتا و نطقا
أذكرك في همسي
ألم تصلك رسائلي
و تسمع مناجاتي
يا أملي و رجائي
يا كل اشتياقي
قد أطلقت اسمك و اسمي
على قصائدي و حروفي 
و على جدران غرفتي
و حتى على وسادتي
و في شرفتي 
و في صفحات كتبي
فكيف أنساك يا عمري
سيحين يوما  لنلتقي
فقلوبنا لم و لن تفترق 
و حبنا لم يزل يرتقي
و يزهر حنينا بكل وادي
و بكل نزل فيه التقينا
يا أجمل من رأت عيني
يا كلي و ما أحوي
يا ذات السمت الراقي
و الجمال السامي
و الخلق السامق العالي
سنلتقي و سأدعو في محرابي
أنك صنوان حياتي
فقري عينا و اسعدي
قد خلقنا لنلتقي

للشاعر والأديب
 د/زين العابدين فتح الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

الشرانق بقلم الراقية زهرة بن عزوز

 الشّرانق  طوبى لك أيّتها الشّاعرة قال حطمت تماثيل فرويد وعشتار تقودين المعاني تأسرينها داخل الأشعار تضمحلّ خرساء ثابتة تجلس على ركام الحروف...