بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 16 أغسطس 2022

الحلقة الثانية في فن القصة في القرآن الكريم بقلم الدكتورة نوال علي حمود

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

الحلقة الثانية في فن القصة في القرآن الكريم 
___________
     بسم الله الرحمن الرحيم 
 ذكرت تحت عنوان :
                 🌟 فن القصة 🌟
             ***************
الكثير عن القصة، معناها،  سبب وجودها وكثير من الأمور التي تدور في عقولنا عن القص.... 
ووصلنا لتعريف فن القصة بشكل عام 
وسأوجز ذلك مما كتبت للتذكير ... 
فن القصة ( هو فن تبوأ مكانة عالية بين فنون الأدب في العالم ،  والتنافس بين فن القصة وفنون الأدب الأخرى أخذ حيزا كبيرا عبر تاريخ القصة..... 
وبهذا الاتجاه تحدث   ( والتر آلن)  عن القصة قائلا: ((......أكثر الأنواع الأدبية فعالية في عصرنا الحديث بالنسبة للوعي الأخلاقي،  وذلك لأنها تجذب القاريء لتدمجه في الحياة المثلى، التي يتصورها الكاتب،  كما تدعوه ليضع خلائقه تحت الاختبار،  الى جانب أنها تهبنا من المعرفة ما لا يقدر على هبته 
 أي نوع أدبي سواها،  وتبسط أمامنا الحياة الإنسانية في سعة وامتداد،  وعمق وتنوع)) . 
،،،،،،،،،الحلقة الثانية،،،،،،،،، ___________________
 ستكون بإذن الله عن :
  🌟فن القصة في القرآن الكريم 🌟
   *************************
فمنذ ظهور القرآن الكريم سجل لنا سبقا في فن القصة،  لم يصل إليه أحد،  وهي قصص كثيرة ومتنوعة في موضوعات شتى تتوفر فيها شروط  القصة بأسلوب بديع وبلاغة جميلة. 
تعريف القصة القرآنية :
__________________
             هي كل خبر موجود في القرآن الكريم،  أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحداث الماضي،  بقصد العبرة والموعظة والهداية،  والحدث جار سواء بين الرسل وأقوامهم أم بين بعضهم،أي : بين الأمم السابقة أفرادا وجماعات ..
  
ولا يخفى على ذي بصيرة أن هدف القرآن الكريم الدعوة الدينية إلى معرفة الله الأحد الفرد الصمد قبل كل شيء،  لذلك كانت القصة في القرآن الكريم وسيلة لتعليم البشرية تخدم الغرض لتحقيق الهدف لإبلاغ الدعوة 
وتثبيتها. 
الخصائص الفنية للقصة القرآنية :
___________________
إن للقصة خصائصا فنية معروفة من حيث استقلالية الموضوع،  وطريقة العرض،  وإدارة الحوادث لتقديم قصة فنية جميلة تهدف إلى أداء الغرض. 
أما القصة القرآنية فكانت وسيلة من وسائل القرآن الكريم لتحقيق هدف أصيل من أجل دعوة دينية توحيدية 
لخلاص البشرية.... 
وعليه ومماسبق نقول: إن للقص القرآني دراسة خاصة به تختلف عن القصة الفنية التي رسمها البشر من خلال نقادهم عن القصة الفنية... 
إن القص القرآني يتمتع بخصائص متعددة ومختلفة حيث نجد :
_ تنوع في طريقة العرض من خلال
     __________________
 التنويع في الاستهلال بالقصة... 
ووضع مدخل مناسب  إليها،  وأهم مظاهر التشويق تكون في بداية القصة،  والقصة القرآنية تبدأ بأكثر المشاهد إثارة وأغربها على الاطلاق 
ممايشد انتباه المتلقي،  ثم ينطلق بعد ذلك البيان الإلهي... 
ففي قصة موسى عليه السلام [سورة طه  ٢٠ / ٩ـ١٠ ] {{ وهل أتاك حديث موسى * إذ رءا نارا فقال لأهله: امكثوا إني أنست نارا لعلي آتيكم بقبس،  أو أجد على النار هدى }}مشهد رائع يثير فضول المتلقي ويلفت انتباهه،  وهذه الإثارة جعلتنا نندفع لمتابعة البيان الإلهي في ثنايا القرآن... 
إلا أن الأساليب في القص القرآني متعددة،  والطرق مختلفة حسب الحاجة لتوظيفه القصة ليكون بها موعظة للناس، ومن هذه الطرق نختار البعض للاسترشاد لا الحصر: 
 ١ـ سرد ملخص للقصة يسبق التفصيل العام في أحداثها ففي قصة أصحاب الكهف [١٨ /  ٩ـ١٢ ] {{أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا * إذ آوى الفتية إلى الكهف،  فقالوا ربنا أتنا من لدنك رحمة...... }}
وبعد تلخيص قصتهم يبدأ بالتفصيل فيقول: {{نحن نقص عليك نبأهم بالحق،  إنهم فتية آمنوا بربهم...  }}
 ٢ـ قد تبدأ القصة من مغزاها الأساسي 
كقصة يوسف عليه السلام حيث بدأت بالرؤية يقصها يوسف عليه السلام على أبيه،  فنبهنا أبوه بأن سيكون له شأن عظيم لتتابع أحداث القصة بعد ذلك بسياق بياني يأخذ بناصية العقول 
سورة يوسف [ ١٢ / ٤ـ٦ ].... بعد ذلك تجد القصة تؤيل الرؤيا وتوضيح لما توقعه يعقوب لابنه عليهما السلام... 
٣ـ ونرى القصة في مواقع أخرى مذكورة مباشرة بدون مقدمات ونجد في مفاجأتها الخاصة مايغني كقصة مريم عند مولد عيسى عليه السلام 
سورة مريم [١٩ / ٢٢ـ٢٦] {{فحملته فانتبذت به مكانا قصيا * فأجاءها 
المخاض إلى جذع نخلة........ }}
٤ـ وأحيانا نجد القصة تمثيلية،  حيث تنبهنا الألفاظ إلى ابتداء العرض،  وتتحدث القصة عن نفسها بلسان أبطالها كالمشهد الذي يجمع بين ابراهيم وإسماعيل عليهما السلام،  عند بناء ورفع قواعد الكعبة... سورةالبقرة 
 [٢. ١٢٧ ] {{إذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت وإسماعيل }}ثم قولهما {{ربنا تقبل منا }} لتتوالى الأحداث بعد ذلك حتى نهاية المشهد. 

يتبع بإذن الله 
بقلمي: أ.د.  نوال علي حمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

قال بقلم الراقي د.سامي الشيخ

 قال: يا ربَّةَ الحرفِ  مشهودٌ أناقتهُ فيكِ الصبابةُ  والأشواقُ تأتلقُ هذي الأناملِ  للأشعارِ قد خُلقت فلتنثري نبضةً  كي يطرب الورقُ تغدو ال...