لا مفرّ من الوداع
لا مفرّ من الوداع… كأنَّ الطريق قد انكسر تحت أقدامنا، وصار كلُّ ما بيننا مجرّد صدى يمشي بلا صاحب.
أجلسُ أمام ذاكرتي، أمدُّ يدي إليها فلا تمسك بي؛ تهربُ كنجمةٍ تُطفئها المسافات.
كنتَ عالمي الذي ألوذ به، وأنا اليوم أتعثر في غيابك كطفلٍ فقد يدَ أمّه في زحامٍ لا يرحم.
أحاول أن أبتسم كي لا تنهار روحي، لكن قلبي يكذب الابتسامة ويخبرني بأن ما رحل لن يعود.
كم من مرةٍ قلتُ لك: “ابقَ”؛ وكم من مرةٍ ظلَّ صوتي يتكسّر قبل أن يبلغ قلبك.
ها أنا الآن أودّعك… لا لأنني اخترت، بل لأن الأقدار دفعتني إلى بابٍ لا يُفتح إلّا للخسارة.
إنْ رأيتَ دمعةً على وجهي، فاعلم أنها ليست حزنًا عليك… بل على نفسي، على الجزء الذي أخذتَه معك ورحلت.
خواطر بقلمي
سامي
المجبري.