بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 4 ديسمبر 2025

لا تعنف ابني بقلم الراقي الزهرة العناق

 ... لا تعنف ابني !

لا تلمس ابني ولا تضربه،

فأنت المعلم

وصوت القيمة قبل الكلمة.


أنت من تصنع في القلوب الطمأنينة،

وفي العقول نورًا،

وفي النفوس قدوةً تحتذى.


يدك خلقت لتكتب على السبورة علمًا،

وليس لتترك على كتف طفلٍ كدمةً أو خوفًا.

نظرتك خلقت لتشجع،

وليس لتطفئ شرارة الفضول في عينيه.


أبناؤنا يأتونك بثقةٍ كاملة

بقلوبٍ بيضاء لا تعرف المكر،

بعقلٍ صغير ينتظر أن يكبر على يديك،

وروحٍ حساسة تتألم من كلمة،

فكيف تضربها بكف مدمر؟


نحن لا نسلم أبناءنا للمدرسة كي يعودوا منها مكسورين،

بل لنراهم أقوى و أذكى وأسعد.

فكن أنت المربي قبل أن تكون المعلم،

هذب بالحب،

وصحح بالكلمة الطيبة،

وارفع معنوياتهم ولا تطيح بها.


فكل طفلٍ أمانة،

وك أمانةٍ حسابها عند من خلقها.

فلتكن يدك سندًا،

وقلبك حضنًا،

وصوتك جسرًا لعبور الخوف نحو النجاح.


فاصنع أثرًا يبقى بعدك،

وكن حرفا خالدا،

واجعل أبناءنا يذكرونك بامتنانٍ.


ب

قلمي

... الزهرة العناق ...

05/12/2025

معك أيقنت أنه لا مستحيل بقلم الراقي سامي حسن عامر

 معك أيقنت انه لا مستحيل

لن يزورني الخوف

ستطمئن عتبات دياري

وترتعش الثياب من تلك الأكف

يا طعم الحب في عمري

وآخر ما باحت حروف القصيدة

يا منتهاي بعد أن أغلقت الدروب

بعد أن فاحت عطور الزهور

يا نهري لقد اشتاقت السفن

أن تعبر هذا المجهول

ضمني من خوف يحتويني

من عالم أنت وطنه

وطعم الأمن في عينيك

خذني نحو فيض من مشاعر

نحو رحابه من رؤى

كم أتلهف نحو أن أكون أنت

وبعدك توالي الحنين

وحدك من البشر أنت

نحو صباح يسافر بي فلا أعود

يا من علمتني طعم الوجود

وحدك ا

لشاعر سامي حسن عامر

دندنة بقلم الراقية فاتحة أحمد يشو

 دندنة

دندن يا حرفي

 على أثير الورق

ردد صدى الماضي البعيد 

حيث الطفولة تتغنى ساجعة 

على أيكة الروابي 

تحكي حكايا معتقة بعطر

التاريخ وترسمها على أديم 

السهول 

ها هي اليوم تئن وجعا 

تحت الدثور   

دندن يا حرفي

 بما يسكن القلب

رتله بوحا يأبى الانزياح

 إلى شط العبور 

 حرره من مخالب الصقور

أطلقه عنقاء تعانق النسور

دندن يا حرفي واعتذر

 باسم المرورءة لضحايا الشذوذ 

والبيدوفيل

دندن يا حرفي فك سيزيفا 

 من قبضة الصخور

صراخه بات فينيقا يبعث

من القبور

دندن يا حرفي

 ابتسم للحياة عقاربها تدور

 لا تمهل التوقف 

بين أحضان الأحزان الثرور 

دندن يا حرفي

 أعلنها ثورة 

ضد التفاهة والسفاهة

وثقافة الجور 

 عقدة الذنب أسطورة

العالقين بين حبال 

الرذيلة والفضيلة 

أوديب قصيدتي 

  لا يتباهى بالفجور

دندن يا حرفي 

فالدندنة أهزوجة 

فرح

تعزف ترا

تيل المحبة 

والسرور.... 


فاتحة أحمد يشو

الغروب بقلم الراقي نهلا كبارة

 الغروب


أهاب سيل المشاعر 

و أنا أراقب الغروب

و تسافر الشمس عبر الأفق

ينتابني القلق

و كأن النبض 

يغوص في لجج 

بلا نهاية

أتردد في معاتبة قلبي 

كلما ساوره الحنين

أهو خوف أوراق الخمائل

من عبث الخريف؟

أم ذعر فراشات الروض

من عصف الرياح

تغدر بأجنحتها الرقيقة

فلا تقوى على الطيران

أو الهروب 

و علامات استفهام 

على خواطر

تضج بصخب

و لا من يجيب 

لم الحزن يا قلبي ؟ 

و الحب نابضا في العروق

أم أنه أزف السكون ...؟


نهلا كبارة ٢٠٢٥/١٢/٤

أميرات اليمن بقلم الراقية آمنة ناجي الموشكي

 أميراتُ اليمن ـ د. آمنة الموشكي


هُنَّ الأَميرَاتِ في أَرْضِ الأَميرَاتِ

وَرْدٌ مِنَ الوُدِّ بَسْماتُ المِرْآياتِ


لَهُنَّ قُلُوبٌ مِنَ الأَلْماسِ تَحْمِلُها

أَكْبادُ مَزْروعَةٌ بالوُدِّ آياتِ


كَمْ يُزْهِرُ القَلْبُ بِالأَفْراحِ حِينَ يَرَى

آمالَهُنَّ ابْتِساماتٍ بِجَنّاتِ


قلبي يُنادِي لِإِحْياءِ الجَمالِ وَكَمْ

يَبْدُو سَعِيدًا بِإِسْعادِ الأَميرَاتِ


رَيْحانَةُ الرُّوحِ بِنْتٌ نسْتَنِيرُ بِها

وَقْتَ الظَّلامِ الَّذي تَبْكِيهِ راياتي


في جَنَّةِ اللهِ أَرْضُ الصَّفْوِ تُنْجِبُها

رُوحٌ لَها في جِنانِ الخُلْدِ غاياتِ


فَلْتَزْرَعُوا ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ وُرودٍ عَلى

أَرْضِ الجَمالِ الَّتي تُهْدِي المَسَرّاتِ


وَلْتُنْجِبُوا ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُلُوبٍ تَرَى

نَهْجَ الأَميرَاتِ قانُونَ السَّماواتِ


هُنَّ السَّلامَ إِذا ما لاحَ بارِقُهُ

وَهُنَّ بالصَّفْوِ صَفْوُ الرُّوحِ لِلذّاتِ


آمنة ناجي الموشكي

اليمن ٤ ديسمبر ٢٠٢٥م

نكبة بلد المشاعر بقلم الراقي عمر بلقاضي

 نَكْبَةُ بلَد المشاعر


عمر بلقاضي / الجزائر


الاهداء : إلى الذين أطاعوا في الغيِّ والبغي ثُلَّة فاسدة مارقة دخيلة على دين الإسلام ونسب العروبة.


***


أين العقيدةُ ؟ أين العقلُ والفِطَنُ ؟


أين النَّباهة؟ دام النّومُ والوَسَنُ


أين المكارمُ في شعبِ الهدى؟ فلقدْ


أضحى دَواباً ومنها يَسْخَرُ الزَّمنُ


الحقُّ أوضحُ من شمسٍ مُشعشِعةٍ


والنَّاسُ في غفلة ٍكبرى لها ثمَنُ


طاشتْ مَواقِفُهمْ في ثُلَّةٍ فسدَتْ


بل أفْسدَتْ وبَغتْ أحلامُها غِبَنُ


***


لقد تعرَّتْ عُروشُ الخِزْيِ وافتُضِحَت


اللهُ يلعنُ من خانُوا ومن فَتَنُوا


فالأمَّةُ انتكَبت أوْدَى الملوكُ بها


أيَّامُها مِحنٌ في إثْرِها مِحَنُ


غَطَّتْ فضائحُهمْ كلَّ البِقاع بها


لم يبقَ في أرضها أمنٌ ولا سكَنُ


انظرْ فتلكَ بلادُ الذِّكرِ شاكيةٌ


بِيعتْ لشانِئِنا وافْتَضَّها العَفَنُ


الفِسقُ يسكنُها قصْدا بلا وجَلٍ


والنَّاسُ فيها برأيٍ داعِرٍ رُهِنُوا


أينَ الأفاضلُ أهلُ المَكْرُماتِ بها ؟


أم أنّهم في الهوى والجُبْنِ قد دُفِنُوا؟


أين الرِّجالُ شيوخُ العلمِ؟ وَيحَهُمُو؟


ما بالهم كُبِتُوا أخزاهُمُ الوَهَنُ ؟


أين القبائلُ في أرضٍ مُقدَّسة ٍ؟


أم أنّهم غَرَقُوا في النَّومِ ما فَطَنُوا ؟


الإثمُ يُغرَسُ عَمْدا في جَوانِبِه


الشعبُ يَشهدُ والأريافُ والمُدُنُ


أرضُ المَشاعِرِ أنحاءٌ مُطهَّرةٌ


فكيف يُعبدُ في أرجائِها الوَثَنُ؟


أرضُ المشاعرِ حُبُّ المسلمينَ فهل


تُعطَى لذي عَمَهٍ في قلبهِ دَرَنُ؟


غولٌ على النَّاسِ في أرضِ الهُدى سَفَهاً


لكنَّه عند أهل الكفرِ مُرتَهَنُ


يا قومُ إن رسولَ الله في عَنَتٍ


في القبرِ يُؤلِمُهُ الإشفاقُ والحَزَنُ


عودوا إلى عزَّةِ الإيمانِ ناصعةً


تُخْزَى الشُّعوبُ إذا أودى بها الدَّخَنُ


إنَّ التَّولِّيَ مشهودٌ ويُثبِتُهُ


نهجٌ مُرِيبٌ وفِكرٌ ساقطٌ نَتِنُ


فلْترْفَعُوا رايةَ الإسلامِ عاليةً


رُغمَ البُغاةِ ولا تأْسُوا ولا تَهِنُوا


إنَّ الحياةَ بلا ريبٍ مُوَلِّيَّةٌ


لا يلزمُ العبدَ إلا القبرُ والكَفَنُ


كونُوا رِجالاً ووَلُّوا من له شَرَفٌ


على العقيدةِ والأخلاقِ يُؤتَمَنُ


ولا تكونوا عبيداً في الوَرَى أبداً


لِثُلَّةٍ غالها الكفرانُ والضَّغنُ


غدرُ العروبةِ والإسلامِ غايتُهمْ


للكفرِ في زَمَنِ الإقدامِ قد رَكَنُوا


خانوا الاخوَّةَ في وقتِ الفِدا وبَغَوْا


الصَّمتُ يفضحُهمْ والسِّرُّ والعَلَنُ


لقد أعانوا بني صُه،يونَ وَيْحكُمُو


مِنهم تساقُ إلى أعدائِنا المُؤَنُ


لقد أباحوا دماءَ الصَّامدينَ وما


رَقُّوا لشعبٍ أسيرٍ عيشُهُ سَنَنُ


***


الله أكبرُ، إنَّ اللهَ يَدْحَرُ من


يبغي الفسادَ، وذو الإيمانِ يُمتَحَنُ


الله أكبرُ، إنَّ الله ناصِرُنا


مهما توالتْ على هاماتِنا الفِتَنُ


الله أكبر ،ربُّ الكونِ رازِقنا


منه المكارمُ والإيمانُ والمِنَنُ


هوامش :


سَنَنُ : دموع متهاطلة


بقلمي عمر بلقاضي الجزائر

ذكريات امرأة بقلم الراقي مؤيد نجم حنون طاهر

 ذكرياتُ امرأَةٍ مع الطائر المهاجر

ذكرياتُ امرأَةٍ

همساتُك طائرٌ غريبٌ، نادرٌ

ومشاعرك شوقٌ حزينٌ


دع حلمي يطير

يبحث عن عشه وعن غدير

حلمك يطارد الأحلام

حائرًا ومسافرًا

يجول كالنحلة بين العشيقات


دعني أبحث عن عشي

دعني أبحث عن حلمي، فأنا في العشِّ أبيضٌ وأطير

وأنت طائرٌ مهاجرٌ

كلُّ أيامك، كلُّ أحلامك مسافرٌ

الشوق فيك أنينٌ

والحب في أحلامك غادرٌ


دعني أبحث عن أجنحة الحب لروحي المتلهفة

طائر الحب في عالمك مهاجرٌ

يجول بين الزهرات، لا يحمل قرارًا

ولا يبحث عن استقرار


طريقي وطريقك لا يلتقيان

أنت طائرٌ مسافرٌ

وأنا أبحث عن سكينة أوطان، عن عُشٍّ عن أمان

ارحل، عالمي وعالمك لا يلتقيان


دعني أطير بعيدًا

أغني لقلبي الحرّ

لا يقيدني هجرك ولا سفرك

كل ورودك العابرة لن تلمسني

أنا العش الأبيض، أنا السماء

أنا الريح التي تصنع طريقها وحدها

دعك مع طيورك المهاجر

فالسماء لي، والحب لي، والأمان لي


أنا الريح التي لا تُقاس

أحلامي أجنحة لا تُحاصر

والليلُ إذا مرّ، يُضيء عالمي

والشمس تغني لي وحدي

لن تُلقيك أي رحلة في قلبي

ولا أي طائرٍ غريبٌ سيملك مساري

أنا العشُّ، أنا الحرية

وأنت المهاجر، وأنا التي لا تُ

نتظر


بقلم الشاعر

مؤيد نجم حنون طاهر

العراق

غربة أستاذ بقلم الراقي سامي العباس الزكري

 غربة أستاذ

‏............

‏بالأمس تصحبُنِي الأقلامُ والكتبُ

‏واليوم يصحبُنِي المسمارُ والخشبُ

‏وفوق هذا اغترابُ الروحِ مكرهةً

‏من كان يحسبُ أستاذًا سيغتربُ

‏هل لقمةُ العيشِ فعلًا تقتضي جَلَدًا

‏ومِعْوَلاً ثم فأسًا ثم أحتطبُ ؟

‏ألم يقولوا: قديمًا بعضَ أمثلةٍ؟

‏من يطلبُ العلمَ (نِعْمَ السَعْيُّ والطَلَبُ)

‏يَرْقَ بهِ سُلَّمَ العلياءٓ في بَجَلٍ 

‏ وقد تُصَافِحُهُ الأََجْرَامُ والسُحُبُ

‏لَكِنَّنِي لا أري شيئًا يُصَدِّقُهُم 

‏في واقعِ اليومِ إلا أنَّهُم كَذُبُوا

‏تبخرتْ كلُّ أحلامي وقد مَلَأتْ

‏قلبي وعقلي وروحي فوق مايجبُ

‏كم أَسْكَرَتْنِي كُئُوْسُ الشعرِ أرشِفُها

‏رشفًا ويؤنسُنِي الإعرابُ والأدبُ

‏وكم قرأتُ! وكم ذاكرتُ أسئِلةً! 

‏وكم سَهَرْتُ لَيَالٍ كُلُّهَا نَصَبُ! 

‏وكم أتيتُ صَباحًا صَرْحَ مَدْرَسَةٍ

‏أسعى إلى العلمِ سعيًا كيفَ لا أثِبُ؟

‏و كنتُ أَحْلُمُ أنَّي أرتقي رُتبًا

‏فصادَرَتْ راتبي الهَامَاتُ والرُّتبُ

‏فسرتْ أطوي بِسَاطَ الأرضِ مغتربًا

‏أبَعْدَ كلِّ عناءِ الأمسِ أغتربُ؟

‏بحثاً عن القوت ضرباً في مناكبها

يَهُدُّنِي البُعْدُ والإرْهَاقِ والتَعَب


‏ ولستُ آسى على روحي وقد تعبت

‏لكنَّني من فراقِ الروحِ أكتئبُ

‏والحمد لله لاسخطٌ على قدرٍ 

‏ وحسبنا الله يا من أنتم السب

بُ

أ-سامي العياش الزكري 

رجاء البقاء بقلم الراقي طاهر عرابي

 “رجاء البقاء”


قصيدة للشاعر والمهندس طاهر عرابي

دريسدن – كُتبت في 30.06.2023 | نُقِّحت في 04.12.2025


من حبّ الحياة… للحياة

كتبتُ هذه القصيدة في لحظة انكسار داخلي،

حين بدت الكلمات عاجزة… لكنها كانت وحدها الممكن

في مواجهة الخوف والخسارة والخذلان،

تشكل النص على حوافّ الصمت والغضب.

لا أقدّم إجابات،

بل الأسئلة التي هربنا منها طويلًا:

عن الحق، والحرية، والكرامة والمساواة،

ويميل إلى ما يرهق الأجيال من هزيمة وكراهية وضياع

في البيت والشارع،

وعن هذا الحب الذي نمنحه للحياة… رغم كل شيء.


هل أبطأ الموروث حركتنا؟

هل جعلنا نرزح تحت جبال من الجدليات؟

أفقنا على ألف نظرية للعبادة…

ونمنا غرباء نتخبط بالسؤال:

كيف سيطلع الصبح؟

أبرياء نحن… أم متهمون؟



“رجاء البقاء”


1


الجميع متهم… وأنا منهم،

مكموم الفم،

لا قول يُدرك بالعقل،

ولا فهم يرفعني أمام العدم.


تحلم أن تفي بوعدك لنفسك،

لكن لوعة الفشل تلاحقك،

تنهرك بابتسامة مصطنعة

لا يسيل منها لعاب الصدق،

عودت نفسك على الخسارة،

حتى في المنام لا حلم يأتي من الجنة

إن كنت مسرفًا في الصمت،

وغارقًا في حبّ الملامة.


لقد فهمت وحدك:

كل شيء لدينا هبة الحياة،

سخاء المطر،

وروح البساتين…

فلنفعل إذن ما يشتهيه الوجود!


محراث الأرض لا يزرع القمح،

والقمح لا يحمل كعكة العيد.

أنا مثلك، أخشى الفواحش الكبرى:

الصمت عن الحق،

والتذرع بالخوف…

خوف الرغيف، وخوف الرؤية

في قبو تحرسه عيون البؤس.


2


ونحن، هل نحلم بالجري ونحن زواحف خوف؟

لا فرق بيننا إلا فيما نظنه “واجبًا” للحياة!


أهذا زمن الغنائم،

حتى وإن كانت في الوطن؟

ونتعجب من الفشل ونحن نستغرق في تحسس وجودنا؟

كل شيء ضاع،

وانتبهنا بعد سقوط اللون عن وجوهنا.


نقلب الموروث الذي لم يعترف أحد بتسلمه،

وكان وقودًا لمن عاش ليبقى بعيدًا عن الصخب،

وماتت الحقيقة… لتقهرنا.

وضعوه وغابوا كريشة عصفور وقعت في بركان…

أين العصفور صاحب الديوان؟


حان وقت الكلام،

وسيكون طويلًا…

حتى تصبح الحروف

جداول في بساتين الجفاف،

وتدب الحياة في أوردتنا أولًا،

ليحمل التفاح زهرًا يشبهنا،

وترضى العصافير بالبقاء.

فكل شيء ممكن، إن أردنا الوفاء.


3


لم يبق شيء لم نقله تكفيرًا عن الصمت،

ولا شيء يذكّرنا بأننا قلناه

لمن يمكن أن يكون شاهدًا

على رؤيتنا في زمن الإغماء.


وليخرج الصحفي إلى الأكشاك،

ليعرف كم مرة تُباع جريدته.

وأنا… سأربح الرهان!

سنلفّ بها خبز الزيت والزعتَر،

ونقول:

الحبر الأسود محروق، لا طعم له…

والزيت أبقى من الحروف!


وليطفئ المفكر سيجارته،

ويلقي على السامعين أفكار الوجودية،

وليصغِ إليه من يصغي.

لن يصغي التعب،

ولا الواهمون الذين يظنون

أن الثورات تأتي من عطاء القدر.


4


الجميع كان بريئًا من دم سعادته،

وجريئًا في قتلها.

خسرنا قبل أن نقامر،

وبنينا سدًّا قبل أن نعرف أين يسقط المطر،

وأي نهر يتعب من السيول،

وأين نحن… وقت اجتهاد الأرض

في أزمة تداخل الفصول.


نكثر من إسداء العبر،

لنعرف وجوهنا:

مرصعة بالبؤس،

محفورة بالندوب والكسور.


من نحن،

في زمن القهر والغدر؟

في زمن الهروب من الفجر،

والريبة في الطريق، والصديق، والشرفات؟


نعاتب حتى الرضيع في فشلنا،

ونتشرد في الجيل الواحد مرتين… وأكثر.

قتلنا طيورًا كانت تغني لنا،

لكننا لم نسمعها

وسط صخب الجدل

ودوي طلقات الخوف.

كانت تردد: “صباح الخير!”


5


وأنا أردد:

“صباح الخير!”

لقد جئت أبحث عن السلام في الدنيا،

فتعثرت في القنابل،

وسقطت في الخنادق،

أمسكني ما أعرفه،

ونجوت… من حبّ الحياة للحياة.


يا سيد الصبح، لك كل الصباح،

وكل الشبابيك والأبواب.

أدعوك…

لتكون نهارًا،

وتكون أنت سيد الكلمة!


— دريسدن | طاهر عرابي

عندما يعبق الورد بقلم الراقي السيد الخشين

 عندما يعبق الورد


أينع الورد 

في كل درب 

وغرد الكروان 

أنشودة الود 

وسالت قطرات الندى  

فوق الوردة الحمراء 

وأنا في مكاني 

أنتشي بعبقها 

ولا يراني أحد 

 قلت لمن ينتظر 

شمس الأصيل  

تعال أهديك باقة ورد. 

لتكون عربون محبة وود 

ويحلو السهر 

تحت ضوء القمر 

وموسيقى الأحلام 

تملأ المكان 

ولا ضجيج  

سوى موسيقى كمان 

يتبعها فنان 

بقصيدة شعر

ويستمر السهر


   السيد الخشين 

  القيروان تونس

جسد بلا روح بقلم الراقي عماد فاضل

 جَسَدٌ بِلَا رُوحٍ

جَسَدٌ بِلَا رُوحٍ وَقَلْبٌ موجَعُ


وَأنِينُ نَفْسٍ في الخَفَا يَتَفَرْقَعُ


تَحْتَ الرّزَايَا أحْتَسِي كَأْسَ القِلَى


وَالنّفْسُ في قَلْبِ الدًُجَى تَتَضَرّعُ


كَلُّ الجوارِحِ في الحيَاة عليلَةٌ


فِي عُزْلَةٍ تحْتَ الأسَى تَتَقَطّعُ


بَيْنَ التّرَدُّدِ وَالشّتَاتِ وَحِيرَتِي


تَلْهُو بِنَاصِيَتِي الرِيَاحُ الأرْبَعُ


أوْجَاعُ لَيْلٍ تَسْتَفِزُّ سَكِينَتِي


وَقَسَاوَةُ الدّنْيَا تَرُجُّ وَتَصْفَعُ


أيْنَ التّرَاحُمُ وَالكُفُوفُ شَحِيحَةٌ


أيْنَ القَنَاعَةُ واليَرَاعُ المُبْدِعُ ؟


إنْ كَانَ أشْعَبُ قَدْ تَآكَلَ عَظْمُهُ


فالبُخْلُ حيٌّ بيْننَا يَتَسَكّعُ


مَا قيمَةُ الإنْسَانِ في قلْبِ الجَفَا


إنْ لَمْ تَكُنْ مِنْهُ اللّطَافَةُ تَسْطعُ


تَبًّا لِنَفْسٍ تَسْتَلِذًُ بِجَهْلِهَا


وَلِكُلِّ نَفْسٍ لِلْمَذَلّةِ تَخْضَعُ


تَعِبٌ أنَا مِنْ جَهْلِ عُشّاقِ الهَوَى


وَمِنَ الأقَاوِيلِ الّتِي لَا تُقْنِعُ


لَكِنّنِي كَالبَدْرِ في قلْب السّمَا


بَيْنَ اِلنّجُوم إلَى العُلَا أَتَطَلّعُ


يَا أيُّهَا الأشْقَى تَحَلَّ بِتَوْبَةٍ


وَاكْسَبْ محَبّةَ منْ يَرَاكَ وَيَسْمَ

عُ


بقلمي : عماد فاضل (س . ح)


البلد : الجزائر

غسق الليل بقلم الراقي سعد الطائي

 (( غَسقُ اللّيلِ))

        شعر: سعد وعداللّه الطائي

غَسقُ الليّلِ كواني ظُلمةً

          وسقَاني منْ. مريرِ المشرَبِ

فدهاني طولهُ في كوّةٍ

          فتلاشَتْ في. طريقِ المأربِ

أينما كُنتُ أعاني. همَّهُ

           فسَباني بحديثٍ. مُطنِبِ

كُنتُ يوماً في حديثٍ غيرهُ

          حيثُ جاسَتْ بدموعِ المُصعبِ

إنَّها نفسٌ. لديها. ريبُّها

           وحياةٌ. في ظلامٍ. مُذنبِ

كُلما قُلتُ. بأنَّي. شاعرٌ

           صدَّ عنّي بكلامٍ هبهَبِ

أيُّها. الليّلُ علينا مثلهُ

           مثلما. كانَ. عناءُ. المُطربِ

شاعرٌ يحكي حكايا شاعرٍ

          وصِباهُ. في. رياضِ. الملعَبِ

قلما. كانَ. حديثاً شيّقاً

           إنّما كانَ. حديثَ. المُقطَبِ

بددَّ. الصبرُ خفايا رغبتي

            بعدما كانَ سؤالَ. المطلَبِ

فشبابي في مشيبي ضَائعٌ

           ومشيبي في شبابي المُغلَبِ

أيُّها الليّلُ علينا غيرهُ

            كي ترانا في عيونِ الأغلَبِ

هكذا تمضي سويعاتٌ بلا

            لائمٍ يحكي حيثَ. الأكذبِ

ثمَّ ليلٌ دونَ ليلٍّ نجمهُ

             ثمَّ يحيا بعدَ موتِ. الطيِّبِ

كتاب الله بقلم الراقي محمد ابراهيم ابراهيم

 (( كتاب الله ))

بنورك سيدي .......العدنان أمشي

فإنك أنت ..........مصباح الدروب

رسول زفه.............. المولى تعالى

إلى كل ...........القبائل والشعوب

نبي الله ..................جاء ببينات

كتاب الله ..............غفار الذنوب

كتاب منزل ............من عند ربي

إله الكون ..............علام الغيوب

به الآيات.............. تتلى خاشعات

لذكر الله .............تعبق بالطيوب

كتاب يعربي .................ذو بيان

وإعجاز .... وشاف ......... للقلوب

كتاب الله فيه............ الفكر يسمو

وفيه شفاؤنا ............عند الكروب

بكل عبارة ............. معنى عظيم

كبحر لا يئن ....... من .... النضوب

هو الهادي إلى ........... خلق قويم

ويرشدنا إلى ....... السعي الدؤوب

كتاب جاء................ إرشادا ونهجا

وطمأنة لنا.........يوم ..... الخطوب

................................................. 

الشاعر:محمد إبراهيم إبراهيم

سوريا

4/12/2025

رضيع بقلم الراقي أسامة مصاروة

 رضيع


رضيعٌ دونَما أُمٍّ...وما للْعُرْبِ مِنْ عِلْمِ

أنا لا أعرِفُ الشَّتْما...وَمجبورٌ على الشَّتْمِ

حليبي كانَ مِنْ أمّي...وَيُتْمي منْ لَظى الْخَصْمِ

وَمِنْ عُرْبٍ بلا قلْبِ...حليبي صارَ كالسَّمِّ

مِنَ الحُكّامِ لمْ نَنْهلْ...سِوى الإذلاِلِ والظّْلْمِ

فَهُمْ للْغَرْبِ خُدامٌ...بِلا شَكلٍ ولا اسْمِ

فقوْمُ الْعُرْبِ قدْ صاروا...كما الأشباحِ والْوَهمِ

بأعْدادٍ هُمُ الْكُثْرُ...فقطْ بالْجَهلِ والْكَمِّ

أنا أشكو مِنَ الْقَهْرِ...وَمِنْ ذُلّي وَلا جسْمي

نحيفٌ ليْسَ مِنْ جوعٍ...ولكنْ مِنْ مدى صوْمي

صَغيرٌ إنَّما عِزّي...كما الأهرامِ في الْحَجْمِ

لذا قلبي بلا زجْرٍ...لأعرابٍ ولا لوْمِ

فَما للوْمِ مِنْ نفْعٍ...لدى قوْمٍ بلا عَزْمِ

بلا عَزٍّ ولا فخرِ...ولا جِدٍ ولا حَسْمِ

وأُمّي حينما ماتتْ...تُرى ماتتْ مِنَ الْغَمِّ

وقبلَ الْموتِ لمْ يحْمرْ...لَها خَدٌّ مِنْ اللَّطْمِ

أبي أُمّي متى ماتا...بدا لي المَوْتُ كالنَّومِ

وقوْمي رُبَّ مِنْ رُعْبٍ ...مِنَ الْحُكّامِ في كَتْمٍ

فلا الإفصاحُ مسموحٌ...إذِ الإفصاحُ كالْجُرْمِ

لبيتٍ أسْوَدٍ دانوا...وبالتقبيل واللّثمِ

فقومي يعشَقُ الْجِنسا...وبيضَ الْوَجْهِ واللّحْمِ

فَمِنْ ذَبْحٍ إلى طَبْخٍ...وَمِنْ نَهْشٍ إلى قَضْمِ

فَلَحْمُ الْمَرأَةِ الْبِكْرِ...لَدَيْهِمْ ليْسَ للشَّمِّ

وَلَحْمُ الشُّقْرِ للْعُرْبِ...لذيذُ الذَّوْقِ والطَّعْمِ

لِذا لَحْمي الْفَلَسْطيني...لدى قَوْمٍ مِنَ الصُّمِّ

كَريهًا ليْسَ مرْغوبًا...ومَطْلوبًا لدى الْبُكْمِ

وما حظّي مِنَ الْعُرْبِ...سِوى الإحْباطِ والشُؤْمِ

لذا موتي لهمْ حَلٌّ...وَحِلٌّ مِنْ عُرى الذَّمِّ

وللْأَعْداءِ لي قوْلٌ...خلاصي مِنْكُمُ حَتْمي

د. أسامه مصاروه

قصورا من رمال بقلم الراقي عبد الأمير السيلاوي

 قُصُورًا مِن رِمَالٍ،

✍️ بِقلمي 

عَبْد اَلأمِير السِّيلاوي 


يَنْفَلِتُ الزَّمَنُ مِن بَيْنِ أَصَابِعِي،

كَمَا يَنْفَلِتُ الرِّمَالُ فِي رِيحٍ عَاتِيَة.

كُلَّمَا أَسْرَعْتُ خُطُوَاتِي،

ازْدَادَتْ غُرْبَتِي فِي أَعْمَاقِ القَلْبِ،

وَكُلَّمَا طَالَتْ رِحْلَةُ الأَيَّامِ،

نَزَفَتْ جِرَاحِي أَكْثَر.

مَسَافَاتُ الوُصُولِ تَتَبَاعَدُ،

وَالعَثَرَاتُ تَتَكَاثَرُ،

حَتَّى أَكَادُ أَسْقُطُ

مِن ثِقْلِ الزِّحَامِ.

أُفَتِّشُ عَنْ أَمَلٍ خَفِيٍّ،

يَحْمِلُنِي إلَى شَاطِئِ الأُمْنِيَاتِ،

لأَبْنِيَ عَلَى جُرُفِ أَحْلَامِ الطُّفُولَةِ

قُصُورًا مِن رِمَالٍ،

تَتَشَكَّلُ مَرَّةً

وَتَنْهَارُ مَرَّاتٍ.

أَتَسَابَقُ مَعَ الرِّيحِ،

تُدَارِينِي سَاعَةٌ،

وَأُدَارِيهَا بِسَاعَاتٍ،

وَأَرْسُمُ فِي دَائِرَةِ الوَهْمِ

كُلَّ أُمْنِيَاتِي،

حَتَّى تَرحَلْ الشَّمْسُ.

عِندَ الأُفُقِ،

أُبَعْثِرُ أَحْلَامِي عَلَى الأَرْضِ،

كَيْ لَا يَسْرِقَهَا المَارُّونَ.

وَأَغِيبُ مَعَ الشَّمْسِ،

لأُوَدِّعَ يَوْمًا آخَرَ

مِن قِطَارِ العُمُرِ،

عَلَى أَمَلٍ يَبْقَى:

أَنْ يَجُو

دَ الغَدُ بِلِقَاء.

✍️ ١٠/٠٩/٢٠٢٥

الفكرة لا تموت بقلم الراقي اسماعيل الحلبوسي

 الفكرة لن تموت

الفكرةُ لن تموت،

ولو التفّت عليها كلُّ خيوطِ العنكبوت.

فالفضاءُ واسعٌ،

والقلمُ لن يستكين،

ونورُ الشمسِ الساطع

يخشاه الضباب.


وقصائدُ الشعرِ

المقفّاةُ بالألمِ والأمل،

هي ما تخشاهُ الخفافيش.


الأملُ تُحاك خيوطُه بالحقيقة،

ودونه سراب.

ولو جفَّ ينبوغٌ…

لانفجر ألفُ ينبوعٍ

دافقٌ ماؤه،

لا يرتوي منه

إلّا صُنّاعُ الحياة.


الهدفُ واضح،

وسنقتلع أشواكَ الإحباط

بإصرارِ التائقين إلى النجاح.


غيمةٌ سوداءُ تتلوها أُخرى،

لكنها لن تحجبَ القمر

عن العاشقين.


في الأفئدةِ يسكنُ الحب،

وفي حنايا الأرواح…

ظلامُ الليلِ يعقبه صباح.


لن يذبل البنفسج،

وماؤهُ رقراق،

وستنبتُ ألفُ وردةٍ ووردة،

وستُغرِّد الطيور

في كلِّ ملتقى للأحباب.


الفكرةُ لن تموت،

والكلمةُ سهامٌ

تهزمُ الجهلَ

وإن علا صياحُه.


العِلمُ نورٌ نابض،

والخرافةُ

وإن ارتفع لها لواءٌ

ستنهزمُ وتزول.


لن تُهزَم قصيدةُ المُحبّين،

وسيُنبَلج نورُ الصباح.


وبمدادِ الإصرار

نكتبُ حاضرًا

كاد أن يخنقه

دخانُ الشكوك.


الفكرةُ لا تموت،

وعَ

رْقُها ينبض،

لا يخشى السكوت.


إسماعيل الحلبوسي – العراق

أميرة قلبي وسر الحروف بقلم الراقي وليد جمال محمد عقل

 🌹《 أميرة قلبي وسِرّ الحروف 》🌹

تعلّمتُ منكِ كلَّ حروفِ الحبّ،

وأمامكِ تنحني الأبجديّةُ إجلالًا وتعظيمًا.

يا تاجَ النساء… وسيدةَ قلبي،

وكلَّ النساء… حبيبتي أنتِ.


عندما أراكِ تتبعثرُ حروفي،

وتلملمها كلماتُكِ الدافئة.

بحثتُ عنكِ في كلِّ كلماتي،

وسافرتُ عبر الزمن

ما بين الحاضر والماضي.


فوجدتُكِ كما أنتِ…

أميرةَ أحلامي في الماضي،

وسيدةَ عرشِ قلبي الآن.


أشتاقُ إليكِ في رؤياكِ،

وأشتاقُ إليكِ وأنا أقرأ كلماتِك،

وأشتاقُ إليكِ وأنا أسبحُ في عينيكِ،

فأزدادُ غرقًا… وأزدادُ عشقًا.


فأجملُ شيءٍ في حياتي هواكِ،

أهواكِ عشقًا… وحبًا… وحياة.

وتنحني الحروفُ حين أقول:

حروف الحب.


أ – أحبكِ بشدّة، ولا أرى غيركِ من النساء.

ح – حبُّكِ يجعلني أحلّق في السماء.

ب – بالحبِّ أحيا، وبدونكِ يكون موتي… فأعيش بلا روح، فأنتِ الحياة.

ك – كتبتُ اسمكِ في قلبي، فأصبح نغماتِ دقّاته.


فأنتِ عشقٌ لا ينتهي،

بل يولدُ كلَّ يومٍ بشكلٍ جديد،

وكلَّ يومٍ يتجدّد بداخلي حبُّكِ

وكأنه طفلٌ وليد.


أسافرُ كلَّ يومٍ إليكِ عبر الزمن،

أسافرُ بقلبٍ مرهفِ الإحساس،

وأزرعُ من أجلكِ أزهارَ حبٍّ،

وأكتبُ اسمكِ على سطح القمر.


فأنتِ ساكنةُ القمر،

ومن أجلكِ عشقتُ السهر،

وعشقتُ لونَ وشاحكِ،

وأدمنتُ كلماتِك.


وضعتُ صورتكِ في ذاكرتي،

وأغلقتُ عليها قلبي،

فازدادتْ بداخلي نبضاتي،

وأهيمُ هيامَ العشق،

وأعشقُ حروفَ اسمكِ…

فقد كتبتُها على جدران قلبي

بنحتٍ فرعونيٍّ قديم،

يُعاصرُ مرَّ ا

لزمن.


                 بقلم 

     وليد جمال محمد عقل

الإمام علي بقلم الراقية نسرين بدر

 الإمـامُ عـلـيُّ

********** الـــــبـــســــيـــط

عَــلِـيٌّ عِــنـدَ رَسُــولِ اللهِ قَــدْ وَفَــدا

أقَـامَ فِي ظِـلِّ طَـهَ خَـيْـرُ مَـنْ سَـنَـدا


عَاشَ الفَتَى فِي رُبَى الإِسْلَامِ مُتَّشَحاً

بِـالـنُّورِ يَـزْرَعُ فِـي الأرْواحِ مـا وجَـدا


لَــمْ يَـعْرِفِ الـشِّرْكَ يَـوْماً لَا وَلَا صَـنَما

بَــلْ كَــانَ أَوَّلَ مَــنْ لَـبَّى ومَـنْ شَـهِدا


فِـي كَـفِّهِ الـسَّيْفُ إِعْـصَارٌ إِذَا غَضِبَتْ

رِيــحُ الـسَّـماءِ غَـدَتْ مِـنْ بَـأسِهِ لُـبَدا


تَـمْـشِي الـمَـهَابَةُ فِــي أصْـدَائِـهِ عَـلَـناً

كـالنُّورِ يَـسْطَعُ فِـي لَـيْلِ الـدُّجَى أبَدا


صِــهْـرُ الـنَّـبِـيِّ وخــيـرُ الأهْــلِ كـلِّـهُمُ

فــذِكْـرُهُ مُـــدَّ لَا يُـحْـصَـى لَــهُ عَــدَدا


تَـعَـلَّــمَ الــدِّيـنَ إذْ يَـحْــظَـي بِـمَـنْـزِلَـةٍ

كـالـمَزْنِ يُـنْـزِلُ أَسْــرَارَ الـنَّـدى مَــددا


فِـي بَـدْرِ صَـالَ بِـسَيْفِ الحَقِّ مُنْتَصِراً

حَـتَّـى الـحَـقُودُ تَـهـاوى جَـيْشُهُ بَـددا


وَالــدِّرْعُ يَـخْـشَـعُ إِنْ مَــرَّتْ يَــداهُ بِـهِ

كــأنَّــهـا تَــعْــرِفُ الإِيـمَــانَ والـجَـلَـدا


جَـمِـيـعُ خَـيْـبَـرَ قَــدْ ألـقَـتْ مَـفـاتِحَها

الـسَّـيْفُ قَــدْ لَاحَ فِــي كَـفَّـيْهِ مُـتَّـقِدا


نـــادَى الـرَّسُـولُ عَـلِـياً هَــاتَ رايَـتَـنـا

فَـاهْـتَزَّ مِـنْ خَـلْفِهِ الـوادي إِذا صَـعِـدا


فـــاقَ الـجِـبـالَ ثَـبـاتاً حِـيـنَ أسْـكَــنَـه

والـنَّـصْرُ آتٍ لَـهُ وَالـحِصْنُ قَـدْ صَـمَـدا


لــمَّــا تَــوَلَّـى عَـــلَـى الـدُّنْـيـا إِمـارَتَـهـا

سارَ الـزَّمَانُ عَـلَى نَـهْجِ الـهُـدَى رَشَـدا


نَـــامَ الـخَـلِـيفَـةُ لَا مـــالٌ وَلَا حَـــرَسٌ

إِلَّا يَـقِـيـنَ الـتُّـقَى يُـحْـيِي بِــهِ الـبَـلَدا


يُـقَـسِّمُ الـعَـدْلَ بَـيْـنَ الـنَّاسِ مُـبْتَسِماً

كـالـبَدْرِ يَـلْـمَعُ فِـي الـظَّلْمَاءِ مـاسَجَدا


لَا يَـرْهِبُ الـظُّلْمَ بَـلْ يَـعْطِيهِ مَـوْعِظَةً

أمــامَ جُـــنــدِ الـعِـدا ألـفَـيْــتَـهُ أسَــدا


يَـاسِـبْطَ أَحْـمَدَ يَـا رُكْـنَ الـضِّياءِ لَـهُـمْ

صــــارَتْ لَـــهُ تَـــوْبـةٌ لِــلَّـهِ إِذْ حَــمَـدا


لــمَّــا أتــــاهُ نِــــدَاءُ الــحَـقِّ مُــرْتَـحِـلًا

لَـبَّـى الـنِّــداءَ وَقَــدْ أضْـحَـى لَـهُ وَتَـدا


سـالَ الـدَّمُ الـطَّاهِرُ الـزَّاكِي عَـلَى حُـلُمٍ

كـالـنُّورِ يَـسْرِي يُـنَادِي الـحَــقَّ مـارَقَـدا


خَـــرَّ الإِمَـــامُ وَفِـــي عَــيْـنَـيْـهِ مَـسْـألَةٌ

كَــمَـنْ رَأى الـجَــنَّـةَ الـغَـنَّـاءَ مُـفْــتَـقِـدا


يـاسَــيِّــدَ الـعَـدْلِ يـاسَــيْفَ الإِلَــهِ عَـلَى

كُــلِّ الـضَّلالِ رَفَـعْتَ الـدِّينَ مُـجْـتَـهِـدا


تَـبْـقَى المِـثالَ وَمَنْ فِي الدَّهْـرِ يُشْبِـهُهُ؟

نَـجْـمـاً تَـسَـامَى فـأضْـحَى لِـلْعُلَا سَـنَـدا


الــــشـــاعـــرة نـــســريـن بـدر مـصـر

الأربعاء، 3 ديسمبر 2025

صمت الكون ونبض الروح بقلم الراقي ناصر ابراهيم

 #صمتُ الكونِ ونبضُ الروح

الليل ليس فراغًا، بل مَسْرَحٌ صامت تَتّخذ فيه الهمساتُ شكلَ نَسِيم، وتَرتدِي فيه الظِلالُ ثوبَ المَلاذ. إنه لغةُ الأشياءِ الخفية، حيثُ تُصبح النُجومُ رسائلَ مُعلقةً من أرواحٍ مضت، تَلُوحُ لنا بمعنىً لا يُدركه النهار.

يَتَلَوّنُ الليلُ بِقلوبِنا، يَحتضنُ هَيئةَ حُزننا، ويُصبحُ صدىً عميقًا لتلكَ الأسئلةِ التي وَلَدتْ في دواخلنا ولم تجِدْ شجاعةَ النُطق. هو قماشُ السوادِ الأنيق، نرسمُ عليه ملامحَنا المُجهدةَ بضوءٍ ينبعثُ مِنّا، لا يُستَعارُ لنا. تحتَ رِداءِ ظلمتهِ، تَتَعرّى الأرواحُ؛ صدقٌ مجردٌ من خجل.

أما القمر، فإنه المؤرخُ الأبيضُ الذي لا يَغفو. ينسجُ بخيوطِ نورهِ حِكاياتِ وجعنا الصامت على صفحتهِ السِرّية، ويبتسمُ ابتسامةَ العارفِ الذي أدركَ ختامَ القصة، ولكنه اختارَ الصمتَ كأجملِ أشكالِ الاحترام للفصلِ الأخير.

#بقلم ناصر إبراهيم

عطب النبض بقلم الراقي حسين عبدالله الراشد

 ⭐ عَطَبُ النَّبْض


(القصيدة رقم ٨ من ديوان المدى)


❖ في هذا النصّ ينكشفُ ما تُخفيهِ الرّوحُ حينَ يَتْعَبُ النَّبْض،

وتَفْقِدُ الأحلامُ طريقَها بينَ السَّحاب،

وهُنـا يتكلّمُ الوجعُ… ويتحوَّلُ العَطَبُ إلى مَعنى. ❖


---


لَمْ تَعُدْ أشواقُ قَلْبِي، بَعْدَ صَمْتِ اللَّيْلِ، تُجْدِي أَوْ تُجابْ،

فَالْقُلُوبُ أُصِيبَ رُوحُهَا بِعَطَبٍ… وَالنَّبْضُ فِيهِ تَهَدَّمَ السَّبَبْ.


نَبْضٌ تَلَهَّبَ كَعُودِ ثِقَابٍ… احْتَرَقَ حَتّى آخِرِهِ وَانْسَحَبْ،

لَمْ يَبْقَ مِنْهُ سِوَى رَمَادٍ… يُذْهِلُ الضَّوءَ إِذَا ما انْسَكَبْ.


وَأَنَا كَلَوْحَةِ فَنّانٍ بِلَا رَسْمٍ… تَمْلَؤُنِي الدَّهْشَةُ إِنِ انْكَشَفَ السَّبَبْ،

أَبْحَثُ عَنْ مِفْتَاحِ لَوْحَتِي… لَكِنَّ سِرَّ الصُّورَةِ عَنِّي احْتَجَبْ.


وَحِيدًا أَمَامَ اللَّوْحِ أَقِفُ… وَتَسْتَبِيحُ الحَيْرَةُ أَلْوَانِي بِلَا أَدَبْ،

أَمُدُّ يَدِي لِلْخُطُوطِ وَلَا تَأْتِي… كَأَنَّ الحُلْمَ تَرَدَّدَ ثُمَّ ذَهَبْ.


وَأَنَا الحَالِمُ فَوْقَ السَّحَابِ… أَحْمِلُ أَحْلَامِي بَيْنَ طَيّاتِ السَّرَابْ،

أُرَاقِصُهَا بِهُدُوءِ عَزْفِي… رَجَاءً أَنْ تَهْطُلَ يَوْمًا وَتَقْتَرِبْ。


أُرَقْرِقُهَا لَعَلَّهَا تُنْقِذُ نَبْضِي… لَعَلَّهَا تُوقِظُ فِي دَاخِلِي مَا تَعِبْ،

لَعَلَّهَا تُطْعِمُ أَرْضِي الْيَابِسَةَ… فَيَطِيبُ قَلْبِي وَتَخْضَرُّ الرُّتَبْ.


فَإِنْ هَطَلَتْ… عَادَ العُمْرُ نَدِيًّا، وَانْزَاحَ عَنْ صَدْرِي مَا ثَقُلَ وَاحْتَجَبْ،

وَإِنْ غَابَتْ… ظَلَّتْ أَمَانِيَّ تَقِفُ، تَطْرُقُ بَابَ الغَيْمِ إِنِ انْسَحَبْ.


وَالرُّوحُ إِنْ طَالَ جَفَافُهَا… لَا يُحْيِيهَا إِلَّا مَطَرٌ يَأْتِي بِلَا طَلَبْ،

فَهِيَ كَالْأَرْضِ تَنْتَظِرُ الهَطْلَةَ الأُولَى… لِتَقُومَ مِنَ الرَّمَادِ وَتَنْتَصِبْ.


يَا حُلْمًا يَمْشِي عَلَى مَهْلٍ… بَيْنَ نَبْضٍ يُرِيدُكَ، وَنَبْضٍ لَكَ انْقَلَبْ،

جِئْتُكَ شَمْسًا تَبْحَثُ عَنْ دِفْئِكَ… لِتَسْتَعِيدَ العُمْرَ بَعْدَ مَا اغْتَرَبْ.


وَسَيَبْقَى الأَمَلُ نَارًا هَادِئَةً… تَحْتَ رَمَادِ القَلْبِ مَهْمَا اضْطَرَبْ،

فَالْمَطَرُ إِنْ حَضَرَ… عَادَ النَّبْضُ، وَعَادَ لِلْقَلْبِ مَا ذَهَبْ.


---


✍️ الشاعر: حسين عبدالله الراشد


ولِكُلِّ عَقْلٍ طَرِيق…

وَهَذَا طَرِيقِي بَيْنَ النُّقُوشِ،

حَيْثُ تَلْتَقِي الحُرُوفُ بِالْعَاطِفَةِ،

وَيُولَدُ مِنَ الحَنِينِ رَبِيعًا.


---


#ديوان_المدى


#ديوان_المهابة


#ديوان_القصيد


#أشعار_أبو_علي


#كتابات_أبو_علي


#مقالات_أبو_علي

تعب الحياة بقلم الراقي محمد الحسون

 ............/ تَعَبُ الحياة /


تَعِبتُ من الحياةِ ..... وتاهَ فِكري !

شَريداً ضائعاً ......... من غَيرِ فكرِ


فَبسمِ الله أبدأُ ........... في مقالي

بصدقِ القولِ من بَوحي .. وشِعري


أحنُّ إلى ليالٍ ............ كُنتُ فيها

كَنَجمٍ ساطعٍ ......... باللّيلِ يَسري


أُفَكِّرُ دائماً ............... ببناءِ بيتٍ

وكَمْ حاولتُ أعرف ..... مُستَقَرّي


أنا ماعُدتُ أعلمُ ....... كَيفَ أحيا

بهذا العمرِ ....... مِن ظُلمٍ وقَهرِ !


فَعُمري باتَ يُننذرُ ....... بالمآسي

يضيعُ العمرُ في ........ مَدٍّ وجَزرِ


على الآلامِ أصبرُ ......... دونَ كَلٍّ

وأخشى في الحياةِ .. نَفاذُ صَبري


شَكَوتُ لِخالقي ....… عن كُلِّ أمرٍ

ولنْ أشكو ...../ لغيرِ الله / أمري


أبوحُ بِما يُباحُ ..… ...... ولا أُبالي

وأكتُمُ ما أُسِرُّ .... بجوفِ صَدري


وأفعَلُ كُلَّ خيرٍ ....... في حياتي

لاجلِ الغيرِ ..... كَي يرتاحَ غَيري


فألقى بَعدَ ذلكَ .......... سوءُ رَدٍّ

ضَياعُ الفعلِ عَمداً ..... دونَ أجرِ


فَمَنْ يدري بحالي .. كَي يَجِرني؟

سِوى الرحمنِ مِن ضَيمي وفَقري


وإنْ أُبقيتُ مجهولاً ........ فإنّي

أموتُ بِحَسرَتي ... ويُشاعُ سِرّي


      ** محمدالحسون

بين نبضين بقلم الراقي زياد دبور

 الأحبة، عُشاق الحرف،

لطالما عهدتموني أُحَلِّقُ في فضاءِ "القصيدةِ الحرة"، حيثُ المعنى يختارُ موسيقاه، والسطرُ ينعتقُ من قيدِ الشطرين. ولكن، لطالما آمنتُ أنَّ الشاعرَ ابنُ التجربة، وأنَّ الأدبَ رحلةٌ لا تتوقفُ عندَ مرفأٍ واحد.

اليوم، خضتُ مغامرةً أدبيةً مختلفة، عدتُ فيها إلى الجذور، إلى صرامةِ "العمودي" وهيبةِ "البحر البسيط". حاولتُ أن أسكبَ حيرتي الوجودية بين العقل والقلب في قالبٍ موزونٍ ومقفى، لأختبرَ قدرةَ الوزنِ القديم على حملِ نبضنا الحديث.

أضعُ بين أيديكم تجربتي في الشعر العمودي بعنوان "بين نبضين".

هل ترون أنَّ روحي الشعرية بقيت كما هي في هذا الثوب الكلاسيكي؟ أنتظرُ آراءكم ونقدكم المحب.


بين نبضين

زياد دبور


يا قَلبُ ما لَكَ في الظَّلماءِ تَستَعِرُ،

والعَقلُ خَلفَكَ مَكدودٌ ويَنتَظِرُ؟


تَعدو كأنَّ طريقَ السيرِ مُشعلةٌ،

وأنتَ تَخشى لَظاها حينَ تَنفَجِرُ.


تَشتاقُ أفقًا بعيدًا كي تطيرَ بهِ،

تَهيمُ في ملكوتٍ ليسَ يَنحَصِرُ.


والعقلُ يجذبُ نحوَ الأرضِ في حذرٍ،

يخشى سماءً نِداها ليسَ يَنهَمِرُ.


إني تمزّقتُ… هل غيري يُمزِّقُهُ؟

داعٍ يُنادِي، وداعٍ عنهُ يَعتَذِرُ.


نصفٌ يُحلِّقُ مثل الطفلِ في فَرَحٍ،

ونصفُ وعيٍ على الأوهامِ يَنكَسِرُ.


كوَرقةٍ في مهبِّ الريحِ حائرةٍ:

هل تَتبعُ الريحَ أم في الجذرِ تَستَتِرُ؟


لكنني ها أنا الاثنانِ: قلبٌ خافِقٌ،

وعقلٌ صلبٌ على الأهواءِ يَنتَصِرُ.


ما نفعُ نبضٍ إذا ما غابَ رائدُهُ؟

أو نفعُ عقلٍ بَرْدُ الثَّلجِ يَعتَصِرُ؟


فالخيرُ يُولَدُ إن صاغَ القرارَ حِجَا،

من حكمةِ العقلِ تمليها ويَأتَمِرُ.


حتى يَذوبَ جليدُ الفكرِ في دَمِنا،

فَتَمزُجَ الحُلمَ بالذِّكرى وتَزدَهِرُ.

بسط الظلام رادءه بقلم الراقي سامر الشيخ طه

 كنت أقلب في دفاتر أشعاري فوقعت على قصيدةٍ كتبتها في عام ١٩٨٦ وكان لي من العمر عشرين عاماً

وجدت من خلالها. أن الحزن يشكل جانباً من شخصيتي لا يمكن انتزاعه منها وهو مستمرٌ منذ طفولتي حتى كهولتي

واليكم مقطعاً من قصيدتي :

بسطَ الظلامُ رداءَه في أعيني

                     فتكشَّفت لي في الدُجى أحزاني

وتراءَتِ الأحلامُ بين فِجاجه

                        تُطوى وتصرخُ هيِّؤوا أكفاني 

فتلعثَمتْ صرخاتها في مهجتي

                      حيث الكلامُ يضيقُ عنه لساني

ورجعتُ أبحثُ في السنا عن دمعةٍ

                         همستْ بها مُقلي إلى أجفاني

فوجدتها هربت هي الأخرى الى

                        دنيا الظلام تضيءُ ما أضناني

وتكشَّف الحزن العميق كأنَّه

                          جبلّ تربَّع فوق قلبٍ حاني

وبكيتُ لا أدري لماذا أدمعي

                          تجري ولا كيف الهوى أبكاني

                      

سامر الشيخ طه

ً

فضائح القصائد بقلم الراقي. سمير كهيه اوغلو

 فضائح القصائد والذاكرة

القصائد ليست بريئة

هي شهادات على ما أخفيناه عن المرايا

كل حرف يهرب من المصالحة

يولد قصيدة كفضيحة

الزمن لا يمشي

بل يعرج فوق أطلال الندم

وكل الذكريات محكمة صامتة

جلادها سكوتنا

كل لحظة لم تكتمل

صارت مقبرة تُدفن فيها النوايا

وتبقى الأشباح تتيه بين السطور

الأمنيات لا تُسجن

لكنها تتذوّق برد الجدران

وترتجف في الظلال

كأن الانتظار أقسى من الفقد

في مهب الريح تُنسى الأحلام

فالريح لا تحفظ الأسماء

ولا تحفظنا نحن

إلا كصدًى يطفو

 على أطلال الزمن

ككلمة تتلوى بين العدم والازل


س

مير كهيه أوغلو 

العراق

سأكون معك بقلم الراقي ابراهيم سليمان

 (سأكون معك)

مضت الأيام

عامًا تِلْو عام

وهي كما هي

وردة حانية

والخُطوب جسام

(لم تتغير والزمان

 تغير بإحكام

وما زال صوتها 

يداوي نزيف الأحلام)

لن أدعك تقاسي وحدك

الجرح والآلام

أشاطرك الغربة

أعيش أينما تعيش..

أعيش معك عيش الخيام

أعيش كما تعيش..

لو أكلنا الخبز بلا إدام

وطوينا الليالي بلا طعام


مضت الأيام

عامًا تلو عام

وهي كما هي

شمعة زاهية

والدروب ظلام

(لم تتغير والزمان

 تغير بإحكام

وما زال صوتها 

يداوي نزيف الأحلام)

أنا لا أطيق حبيبي فراقك

في مقلتيك يطيب المقام  

سأحتمل نصيبي من شقائك

ومن يديك يطيب السقام

لن أتركك .... لن أهجرك 

كما نعمت يومًا بنعيمك

لن أتركك وحدك

سأكون معك

الهم أشاركك

الحزن أقاسمك

سأرد لك إخلاصك

وأرد لك كل الإكرام


مضت الأيام

عامًا تلو عام

وهي كما هي

دنيتي الصافية

والكُروب سهام

(لم تتغير والزمان

 تغير بإحكام

وما زال صوتها 

يداوي نزيف الأحلام)

هُوًن عليكَ

فالدنيا لا تبقى على حال

واحد على الدوام

يُسر وعُسر ...

شدة ورخاء هكذا الأيام

فلا تحزن فتُضاعف الآلام

   الهم يصبح همين

 والجرح يغدو جرحين

فلا يعرف الجفن طعم المنام

أنا معك على الخير والشر

أنا معك على غدر الزمان

ولو طال عمري 

يا منتهى عمري 

ألف عام وعام


مضت الأيام

عامًا بعد عام

وهي كما هي

منتهى أحلاميّ

والقلوب حطام


لو كنت وحدي لاحتملت

كارهًا أو راضيًا 

ولكن لا أحتمل أن أراكِ

تتعذبين معي

وتقاسين الألم والأسقام


جمالها حوى كل معاني الدلال

وكمالها تخطى كل آيات الكمال 

مضت الأيام

تَصَرّمت الأ

عوام

ولم يزل القلب يعشقها

لو طال عمري

يا كل عمري

ألف عام وعام


إبراهيم سليمان

لا تخن وجودي بقلم الراقية ايمان جمعة رمضان

 لا تخن وجودي

ولا تسقط قلبي في بئر النسيان

فأنا ما زلت أقف عند أول حكاية

أجمع ظلالك من الطرقات

وألملم بقايا صوتك من صدى الهواء


لا تخن قلبي

فالعمر لم يعد يحتمل خذلانًا جديدًا


لا تخن عهدي

وإن ضاقت بك الدروب

وضاع منك الأمل 


ابق…لا تنسحب من عمري

فإن نسيانك

 لقلبي داء

هو موت آخر

لا أملك قوة النجاة منه.


بقلمى 

ايمان جمعة رمضان 


جمهوريه مصر العربيه

يتفاوت الابداع بقلم الراقي معمر الشرعبي

 يتفاوت الإبداع حين

أذيع أني 

أرتوي من ذكر وجدي

كيف لا أبدو سعيدا

عمق إبداعي وسعدي

هكذا يملأ قلبي

من أنار اليوم دربي

فاجعلوا العز اعتمادا

وارتضوا التوحيد عهدي

إن كل الكون يسري

هائما صائن عهدِ

كله تقديس ربي

وأنت يا نفس استعدي

من يرد للسعد بابا

فليجب من قال عبدي. 


بقلم الأستاذ معمر حميد الشرعبي.

قصيدة الوداع بقلم الراقي بدري البشيهي

 (قصيدة الوداع)

................................

أنفاسُ شِعري والقوافِي تَهْمِسُ

بين البحُورِ بها البيانُ يُقدَّسُ


دَوْحٌ من الحُسن البَلِيغِ وَجَنَّةٌ

فيها نَعِيمٌ تَشْتَهِيهِ الأنْفُسُ


فَأَهِيمُ في رَبعِ البلاغةِ جامِعًا

زَهْرَ البديعِِ على يَدَيَّ تَنَفّسُ


وكأنَّهَا بينَ الأنامِلِ بَاقَةٌ

وَرْدٌ وفُلٌّ يحتويهِ النَّرجِسُ


فَتراقَصَتْ طَربًا على أنغامِها

أنسامُ قَولِي فَاستَطَارَ اللُّوتِسُ


وانشقَّ بابُ الخلدِ عن أسفارهِ

والكونُ زَيَّنَهُ اللُّجَيْنُ الأمْلَسُ


واهتزَّتِ الأرواحُ حولَ قَصِيدَتي 

قطعت دروبَ الشوقِ نحوي تأنسُ


هذا المهلهلُ والزهيرُ وزُمْرَةٌ

من أهل عَبٔقرَ أقْبلَتْ تتَحَسَّسُ


والبُحتريُّ على بِسَاطِ ربيعهِ

وَشَّى بطائِنَهُ الرقيقةَ سُنْدُسُ


وأبو فراسٍ مُسرجٌ خَيْلَ الهَوَى

وأمامه جُنْدُ الصبابةِ تَحَرُسُ


وكَذَا ابنُ زَيْدُونٍ دَعَا ولَّادَةً

والشِّعرُ ينسلُ فالرباطُ مُقَدَّسُ


وأمير عَصري وابن نِيلِي حافظٌ

شرفَ القصيدةِ بالهُدَى يَتَتَرَّسُ


وقصيدتي هَلَّتْ بثوبِ أميرةٍ

طَلعَتْ على عرشِ الفصيحةِ تجلِسُ


وَتَكَحَّلَتْ باللفظِ من قرآنها

لم يُغوِهَا إبليسُ حينَ يُوَسوِسُ


وَكَسَتْ جَوَانبَها الفرائدُ وارتدَتْ

بُرَدَ التجلي بالتخلي تَلبِسُ


وازَّينَتْ للناظرين وأذَّنَتْ

بالحج: يا أهل القصيد تنافسُوا


وتطهرَّتْ للطائفين فأقبلُوا

من كُلِّ فَجًّ والظِّلالُ نوَرِاسُ


طافوا بها سبعًا وطافتْ فَوقَهم

ترنو إلى برق العيون وتقبسُ


وقفوا على عرفات ضادي واقتفوا

أثر المدادِ بكفِّ (هاجر) يُغرَسُ


نَحَرُوا غريبَ القَولِ من أشعارهم

والله أكبرُ صيحةٌ لا تُهْمَسُ


رجَمُوا صنيعَ الإفكِ دونَ تعجُّلٍ

وعدوُّهم تحت الحجارة آيِسُ


لن يُعبدَ الشيطانُ في شِعرِ الأُلَى

حجُّوا وعادوا طاهِرينَ فأَخرِسُوا


صوتَ المكائدِ للفصيحة، وارجِعُوا

وعلى المحجَّة ـ يا رفاقُ- فأسِّسُوا


بدري البشيهي

٣/١٢/١٩٢٤

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2025

ربيع أنتظره بقلم الراقية ندي عبدالله

 ربيعٌ أنتظرُه — 

~~~

لم يأتِ الربيعُ بعد —

لكن ظلاله تمرُّ قرب نافذتي-

كطيفٍ يختبرُ هشاشة الأيام،

ويهزُّ ستائر العمر—

ثم يمضي دون أن يباغته الضوء-

أشعر به

 يتربّصُ عند المنعطفات-

يسترق السمع لخطواتي—

كأنه يعرفُ كم مرّة 

وصلتُ إليه ولم أصل—

أمشي نحوه

وفي كفّي خفقٌ أرهقته السنين-

أحملُ أغصانًا جفّت-

قبل أن تُسقى بنبضٍ صادق—

وحقولًا من الأمنيات

تشقّقت من طول الانتظار-

تلوّح لي أغصان على طول الطريق-

كأنها تعتذر

عن مواسم كثيرة-

أزهرت في غير قلبي-

وعن زهورٍ تساقطت

قبل أن تتعرّف إلى اسمي-

يا ربيعًا يتأخّر

كضيفٍ يعرف أن البيت

يحتاجه أكثر من أي وقت-

تعال خفيفًا…

خفيفًا- كأنك عودة الروح وشغفًا

 أفتح نافذة واحدة

في ليلٍ طال حتى صار

يشبه عمرًا آخر-

مرّ على كتفي

همسًا يقول إن الفرح-

لم يكن وهْمًا... 

وأن الأرض التي ضمرت من الصبر-

بوسعها أن ترتدي خضرتها

مرة أخرى-

وان الفراشات تتنظر فساتينها المزركشة-

يا ربيع انتظره

أناديك …

لعلّ قلبي يستعيد صوته-

ولعلّ الأمنياتٍ التي حملتها طويلًا

تتنهّد أخيرًا في صدري-

يا ربيعًا طال انتظاري لك…

لا تأتِ منتقمًا-

بل كما يأتي الضوء-

حين يربّت على جرح

لم يعترف يومًا بأنه مؤلم ،، 

 " ندي عبدالله "

في طريق المجزرة بقلم الراقي مؤيد نجم حنون طاهر

 في طريق المجزرة


مَدِينَةٌ تَتَكَسَّرُ عَلَى أَرْصِفَتِهَا الْحَقَائِقُ،

يَمْشِي اللَّيْلُ بِوَجْهِ مُطْفَأٍ،

وَتُلَوِّحُ الأَرْصِفَةُ لِظِلَالٍ فَقَدَتْ أَسْمَاءَهَا،

وَتَنَاثَرَتْ بَيْنَ دَكَاكِينٍ لَا تَعْرِفُ الْفَرْقَ

بَيْنَ السِّلْعَةِ وَالإِنْسَانِ.


تُفْتَحُ أَبْوَابٌ تَسْكُنُهَا أَنْفَاسٌ خَائِفَةٌ،

وَتَنْتَشِرُ فِي الأَزِقَّةِ رَائِحَةُ أَسْوَاقٍ

رَوَّجَتْ لَهَا أَيْدٍ لَا تُفَرِّقُ بَيْنَ الطُّهْرِ وَالدَّنَسِ،

فَصَارَتِ الأَجْسَادُ تُعْرَضُ كَمَا تُعْرَضُ

فَخِذُ البَقَرِ فِي يَدِ الْقَصَّابِ،

وَتُعَلَّقُ أَقْنِعَةُ الْقَسْوَةِ عَلَى وُجُوهٍ

فَقَدَتِ القُدْرَةَ عَلَى الرَّفْضِ.


يَا لِلزُّهُورِ الَّتِي وُلِدَتْ نَدِيَّةً،

كَيْفَ تُبَاعُ فِي مُسْتَنْقَعٍ يَبْتَلِعُ الضَّوْءَ

وَيَكْسِرُ رَائِحَةَ الرَّبِيعِ؟

كَيْفَ تُسَاقُ الْوُرْدَاتُ إِلَى هَاوِيَةٍ لَا قَرَارَ لَهَا،

يُجَرَّدُ فِيهَا الْحُلْمُ مِنْ أَجْنِحَتِهِ،

وَتُشْنَقُ الْبَرَاءَةُ بِخَيْطٍ مِنَ الْجُوعِ؟


تَرْتَجِفُ الْأَزِقَّةُ تَحْتَ خُطًى تَائِهَةٍ،

وَيُسْرِفُ اللَّيْلُ فِي كَسْرِ صَمْتٍ أَبَدِيٍّ،

تَنْثَنِي الْجُدْرَانُ وَتَحْمِلُ عَلَيْهَا أَحْزَانَ الْمَدِينَةِ،

وَيَبْتَلِعُ الْوَرْدُ فِي فَرَاغٍ كَسَكَنٍ مُظْلِمٍ.


وَيَنْحَدِرُ الْبُؤْسُ إِلَى طَرِيقٍ مُعَتَّقٍ،

تَتَسَاقَطُ فِيهِ الْأَرْوَاحُ كَأَنْفَاسٍ مَخْنُوقَةٍ،

وَيَبْقَى طَرِيقُ الْمَجْزَرَةِ غَارِقًا

فِي خُطُوَاتٍ تَجُرُّ الْمَصِيرَ إِلَى الذَّبْحِ،

وَيَرْتَعِشُ صَدَى النِّدَاءِ فِي جُدْرَانِهَا

كَأَنَّهُ صَوْتُ بَرَاءَةٍ ضَلَّتْ طَرِيقَ الرَّجْعَةِ.


تَتَدَفَّقُ الرِّيَاحُ كَصَدَى أَسْئِلَةٍ ضَائِعَةٍ،

وَيَرْسُمُ الظَّلَامُ لَوْحَةَ الْبُؤْسِ وَالْعَوْزِ،

وَتَسْتَقْبِلُ الأَرْصِفَةُ

فَتَاتَ كَرَامَةِ الْإِنْسَانِ الْمَسْحُوقَةِ،

وَيَبْقَى الْهَوَاءُ مُثَقَّلًا بِرَائِحَةِ الْأَنِينِ،

فَيَتَحَوَّلُ الْوَرْدُ إِلَى صَمْتٍ يَتَمَزَّقُ فِي اللَّيْلِ.


لَمْ يَعْتَنِ بِهَا أَحَدٌ، فَتَفَرَّدَ الأَلَمُ بِهَا،

تَتَعَثَّرُ السَّاحَاتُ بِصُرَاخِ أَيْدٍ مَكْسُورَةٍ،

وَيَهْرَبُ الضَّوْءُ مِنْ نَظَرَاتٍ أَعْيَتْهَا

حِيَلُ الْبَشَرِ وَمَتَاجِرُ الطَّمَعِ،

وَتَعْلُو هَمَسَاتٌ مَهْزُومَةٌ

تَسْأَلُ عَنْ صَبَاحٍ لَمْ يَعُدْ يَعْرِفُ طَرِيقَ الْقُدُومِ،

وَتَتَدَلَّى مِنْ نَوَافِذِ الْمَدِينَةِ

أَحْلَامٌ مُمَزَّقَةٌ كَثَوْبٍ بَالٍ

لَمْ يَعُدْ يَسْتُرُ جُرُوحَ الْفُقَرَاءِ،

وَيَبْقَى السُّؤَالُ مُعَلَّقًا

فِي فَمِ طِفْلٍ يَبْحَثُ عَنْ سَبَبٍ

لِمَوْتِ الرَّبِيعِ فِي حَدِيقَةٍ

لَمْ يَزْرَعْ أَرْضَهَا إِلَّا الأَسَى

بقلم الشاعر

مؤيد نجم حنون طاهر

العراق


---

حين تتشكل الملائمة بقلم الراقي احمد عبد المالك احمد

 حينَ تتشكَّلُ المَلائِمَةُ

هي تَحْلُمُ أنْ تَلْمَسَ البَدْرَ يَوْمًا

فأنسُجُ مِن خَيْطِ رُوحِي لِلضِّيَاءِ سُلَّمَا


وتَرْسُمُ في سِفْرِ أَوْرَاقِهَا طِفْلَةً

فأَكْسُو مَلَامِحَهَا فَجْرًا مُتَبَسِّمَا


وتَغْفُو على وَسْنَةٍ مِن حَنِينٍ

فأَجْعَلُ لَيْلَ المُنَى حَوْلَ جَفْنِهَا مُحَرَّمَا


وإنْ عَطِشَتْ، سَقَيْتُ الهَوَى نَبْضَ قَلْبِي

وإنْ خَافَتِ البَرْدَ، أَلْبَسْتُ الشُّعَاعَ مُلَثَّمَا


هِيَ الزَّارِعَاتُ بُحُورًا مِن الدُّرِّ حُلْمًا

فأَجْنِي لَهَا مِن لُجَيْنِ الخَيَالِ مُنَعَّمَا


وتَحْسَبُ أَنَّ النُّجُومَ نُثَارُ خُمُورٍ

فأُصْبِحُ كَأْسًا لَهَا في الدُّجَى مُتَخَمَّا


وتَرْسُمُ قَوْسًا لِأَلْوَانِهَا فَوْقَ غَيْمٍ

فأَفْتَحُ لِلْمَطَرِ البِكْرِ بَابًا مُطَهَّرَا


وتُؤْمِنُ أَنَّ الوُجُودَ يَنَامُ بِعِطْرِ يَدَيْهَا

فأُوقِظُ ذَاكِرَةَ الوَقْتِ كَيْ يَتَذَكَّرَا


فإنْ قَالَتْ: هَبْ لِي جَنَاحًا مِنَ الضَّوْءِ

بَسَطْتُ لَهَا مِنْ سَمَائِي ضِيَاءً مُنَوَّرَا


وإنْ هَمَسَتْ: أَخْشَى ارْتِجَافَ المَسَاءِ

جَعَلْتُ القَوَافِي حَوْلَ خُطَاهَا جُنُودًا مُنَوَّرَا


هِيَ الحُلْمُ يَكْتُبُنِي قَبْلَ أَنْ أَكْتُبَهُ

وَهِيَ النَّشِيدُ الَّذِي يَسْبِقُ القَلْبَ مُسَطَّرَا


وَأَنَا ارْتِقَاءُ نَبُوءَتِهَا حِينَ تَحْلُمُ

وَهِيَ ابْتِدَاءُ الحِكَايَةِ… وَالخِتَامُ… وَالمَصِيرَا


ومَعًا نَصُوغُ على صَفَحَاتِ كَوْنٍ

قَصِيدَةً لَنْ يُغَيِّرَ الدَّهْرُ في سُطُورِهَا أَبَدَا


نَحْيَا بِهَا… وكأنَّ القَصِيدَ إِذَا اكْتَمَلْ

صَارَ لَنَا وَطَنًا، وصَارَ الزَّمَانُ لَنَا غِمْدَا

بقلم د أحمد عبدالمالك أحمد

فساد العقلية بقلم الراقي الهادي المثلوثي

 ----------{ فساد العقلية }----------

الحكمة رحمة قد لا يعمل بها إلّا رحـيما

والرّحمة نعمة لن يشعـر بها إلّا حكـيما

والنّعـمة لا يمنعها إلّا منحوسا أو لـئيما

والرّحمة لن يحجـبها إلّا نذلا أو غـشيـما 

وهذه المكارم لا يفهم مغـزاها إلّا حليما

ولا يعمل بمقتضاها إلّا شهما أو كريـما

فهل نملك قلبا رحيما حقا وفهما سليما

أم نـتّقد أحقادا وانتقاما لنؤسّس جحـيما 

ونعـيش بلا مواربة عيشا يفيض هموما

فحـين لا نجد عداوة قد نـتصوّر هـجوما

ونرى أغلبل الأقارب والأصدقاء خصوما

فلا نوقـف التّذمّر وصنع المشاكل يوما

وعلى نشـر التّسامح لا نعـرف تصميما

ولقد تتواصل الحـياة استهـتارا وضريما

ولا ندرك طمأنيـنة ولا سلوكا مستقـيما

وهذا كفر بالحياة وأجـده تصرّفا عـقـيما

فدور العاقل أن يملأ الحياة حبّا ونعـيما

وليس من شأنـه أن يكون لعـينا رجـيما

وأن يعبث ويستبدّ فيصبح الشرّ مقـيما

وهذا طريقنا كما رسمناه حديثا وقديـما

فليت نجدّد الفكر وكفى ترقيعا وترميما

لأنّ فساد العقلية قد كان مرضا عظيما

ويحتاج إلى تغيـير شامل ولو كان أليما

فالتّحرّر من الفساد يبدو مطـلبا معلوما

ولكن في نظر الفاسدين ليس محسوما

ولذا بقـينا نتخبّط والمحن تزداد تعمـيما

فالبشر كان وسوف يظلّ لنفـسه ظلوما

ما بقـيت النّفس بائسة والعقـل مخروما

---{ بقل

م الهادي المثلوثي / تونس }---

لا تصدق حكايا النوافذ بقلم الراقي سامي حسن عامر

 لا تصدق حكايا النوافذ

بفراغ قلبي من حبك 

باق يسرج في العمر ألف قنديل 

ينثر بالحنايا عطورا من رياحين 

يسكن حدود رؤاي 

أنت يا بعد عمري سرمدي حبك 

تتلوه السطور عبر المسافات 

باق حبك يعانق طيوف الفرح 

يراقص نسمات الليالي 

يعكف الرببع على تأويله 

لا تصدق عيون الصبايا 

بأنك ما عدت رفيق خطايا 

وأنني قد عشقت ألف صبية 

باق حبك في دروب تتسمع خطاك 

في تتابع نظرات العيون 

تحدق عبر شوارع المدينة 

كي تلتقي بسحرك المجنون 

لا تصدق حتى نمنمات العتاب 

ولا حديث القلب عن الغياب 

 ولو رحلت حتى الأماكن 

وانتظرنا أن يعود الزمان 

ستبقى في العمر دياري 

وحنين قلبي وكل أسراري 

سيأتي حبي كي يخبرك 

أنك يا بعد الروح زفرات الصدر تحت ثيابي 

باق

 حبك.الشاعر سامي حسن عامر

همس الأرصفة الخاوية بقلم الراقي زيان معيلبي

 همس الأرصفة الخاوية


حين أقبل السكونُ

ارتجفتُ من ثِقلِ ما تركَتْهُ 

الخطواتُ خلفي.

لم أفتح نافذتي

بل فتحتُ ما انسدّ في صدري

من طُرقٍ طالها الغبار

رأيتُ وجهي

منثورًا على صفحة مرآةٍ

أنهكتها السنون

كأنّي أبحث في التجاعيد

عن معنى أضاعته الرياح

أدرتُ كفّي المبلّلة

من مطرٍ قديم

فانفلتت من بين أصابعي

حكاياتٌ حاولتُ نسيانها

فعادت تتدلّى

كحروفٍ ترتّق جرحًا لا ينام

يا أيّها الظلُّ

المتكئ على كتف الصباح

أخبرني

كيف أستعيد نورًا

تاه عن سمائي؟

كيف أقنع قلبي

أنَّ للانكسار أبوابًا

تفضي إلى نجاةٍ أخرى؟

دعني

أكتب على أرصفة الروح

أناشيدَ لا تنحني

وأترك للنسيم

ما تبقّى من وجعي

علَّه يتبدّد

في دروبٍ أبعد من الذاكرة

ومن دفتر غربتي

أمدُّ إليك هذا النداء

علَّ الطريق

يصغي لخطواتي الغريبة

ويعلّمني

كيف أُتمّ ما تبقّى من حلمي

دون أن يخونني العزاء...!؟ 


_زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني) الجزائر

سكون الليل بقلم الراقية جهان ابراهيم

 سُكُونُ اللَّيْلِ 


يَا لَيْلُ جِئْتَ بِالصَّمْتِ الْعَمِيقِ

وَصِرْتَ لِقَلْبِنَا خَيْرَ الرَّفِيقِ


أَطْلَقْتَ النُّجُومَ بِلَا حِسَابِ

وَطَوَيْتَ الضَّجِيجَ عَنِ الطَّرِيقِ


فَنَامَ النَّاسُ فِي أَمْنٍ وَسِتْرٍ

وَأَنْتَ السَّاهِرُ الْحَامِي الصَّدِيقُ


فَفِي أَسْرَارِكَ الدُّنْيَا تَهَادَتْ

وَفِيهَا كُلُّ مَا كُنَّا نَضِيقُ


أَيَا لَيْلُ السَّلَامُ لِمَنْ أَتَاكَ

وَيَا مَوْعِدَ الْفَرَحِ الَّذِي يَلِيقُ


جهان إبراهيم

سوريا...

يا ابنة الياسمين بقلم الراقي هاني الجوراني

 يــا ابــنــةَ الـيـاسَـمـيـنِ…

تُمطرينَ على جدارِ الصمتِ آلافَ السنينْ

وتجيئينَ… كأنَّ الليلَ حين يراكِ

يخلعُ عن كتفيهِ أثقالَ الأنينْ.


أمشي إليكِ…

وفي خطايَ بكاءُ قلبٍ خائفٍ

يبحثُ عمّن ضاعَ بين ندًى،

وبين رفيفِ حلمٍ… لا يلينْ.


صورتُكِ الآنَ في كفّي،

تسري كعطرٍ عاشقٍ

ينسابُ فوق كفوفِ روحي

قطرةً…

قطرةً…

حتى تذوبَ كقهوةٍ بردَتْ

ولم تزلْ

تسكنُ مجرى الحنينْ…


يا ابنةَ الياسمين،

هل تسمعين؟

إنَّ الوجعَ المقيمَ على أعتابِ نافذتي

يسائلني كلَّ مساء:

أحقًّا تأتي؟

أم أنَّ خطاها وهْمُ عاشقٍ

لا يصلُ الدربَ… ولا يستك

ينْ؟


بقلم: هاني الجوراني

تنازع القربى والمنأى بقلم الراقي ناصر ابراهيم

 #تنازعُ القُربِ والمنأى

أنتَ بوصلةُ الروح التي تشيرُ إليها أضلعي، وفي ذات اللحظة، أنتَ الليلُ البهيم الذي لا أجرؤُ على اختراقه. كيف لي أن أشكو مدى الشوق، والوصول إليك هو أن أسيرَ فوق جمرِ الذاكرة الذي أوقدتَه بيديّ؟

أنا محكومٌ عليكَ بالغِياب، لأن حضوركَ كان إعصارًا لم يتركْ وراءهُ سوى أطلالِ اليقين.


تجرّني إليكَ خيوطٌ من حنين لو بُترتْ، لَفاضَ القلبُ دمًا، لكنَّ كلَّ شبرٍ أقتربُهُ هو صدمةٌ تُوقظني على حقيقة أنَّكَ أنتَ السَّببُ وأنتَ التَّرياقُ المفقود. فلا أنا أستطيعُ التحرّر من وهمِ القرب، ولا أنا أقدرُ على احتمالِ هذا القربِ الموجع.

#بقلم ناصر ابراهيم

كتبت إليك بقلم الراقي علي الربيعي

 كتبت إلي..

=========


كتبت إلي تشكو معاناة التعب

       قالت أطلت الهجر أكثرت العتب..

يا هاجري في البعد قد أحرقتني

     وأثرت في القلب براكين الغضب..

إني بهجرك أحترق أتلومني

  كابرتُ حتى أُعييتُ واحترق العصب.. 

وكأن صمتك جمر يعلوها الرماد 

              شواظُ نارٍ مشعلٌ في اللهب..

طال انتظاري الإعتذار وما أتى

   كأنّ اعتذارك في السراديب اغترب..

وأنا هنا في عالمٍ ماعاد لي

      من مستراحٍ فيهِ ومالي من أرب..

أرهقتُ عقلي والفؤاد متسائله

        كنتَ الحنان مَنْ غيرّك يا للعجب.؟! 

فأجبتها... 

أنا في الحقيقةوالخلاصة والمفيد  

          أعطيتكِ حب الأعاجم والعرب.. 

سايرتك بالحرص أرعى مشاعرك

    أخشى عليك من النسيم إذا اقترب. 

 كل الدلال مني إليك وكان لي 

      منك الغرور أتسألين عن السبب..؟! 

لما سألتِ عن المشاعر والضمير 

   قلتُ الضمير في الرد ولّى واغترب.. 

جاوزتِ حداً وتناسيتِ قول من

     قال اتّقِ شر الحليم حال الغضب.. 


======

==

بقلمي.. 

علي الربيعي..

سفينة العشق بقلم الراقي وليد جمال محمد عقل

 ✨ سَفِينَةُ العِشْقِ وَرَايَةُ الأَقْدَار ✨

في وجودِكُم تكونُ كلماتي

خارجةً من فيضِ إحساسي

ونبضاتي أحضرتُ ورقي

وأقلامي، وذهبتُ أكتبُ

فوجَدتُ ذاكرتي تحملُ

صورةً من جمالِ ألوانِك

فاحترتُ ماذا أكتبُ…

فكتبتُ ردًّا عن هيامي

وكتبتُ كلماتي محمَّلةً

بحنينِ إحساسي ونبضاتي


وأخذتُ من بين أزهارِك

قطوف أستدلُّ بها

على دربِ مَسارِك

فإنني لا أرى لي طريقًا

إلّا طريقًا أنتِ فيه، ليكون

لي منارةً… وشَيَّدتُ من أجلك

ساحةَ العشق، وأحطتُها بأزهاري


وأعلنتُ عن حبِّك الياسمين

فعشقتُ عطْرَه دون كلِّ الأزهار

وكم بحثتُ عنكِ بين كلماتِك

فوجدتُكِ كأنكِ في احتضار

بين أفكارٍ محمَّلةٍ بملحمةٍ

قديمةٍ أنهكتكِ… وقتلت

بداخلكِ جمالَ إحساسِك

وتركتْ فيكِ رُفاتًا من الماضي

وذكرياتٍ تسكنُ أحشائكِ


وإنني أتيتُ إليكِ بين الماضي

والحاضر، أمدُّ يدي إليكِ بكلِّ الحب

وألملمُ ما تبقّى لديكِ من ذكريات

وأرسمُ على وجهِك البسمةَ من جديد

وأُخرجُكِ من مدينةِ الموت… مدينةِ الماضي

إلى سفينةِ العشق، أمواجُها إحساسُك

وشراعُها شوقي… وهواؤُها أنفاسُك


غرقتُ في بحرِ عينيكِ واعتليتُ

منابرَك، ودخلتُ محرابَك اعتَكِف

وأصبحتُ كفيفًا بعد رؤياكِ

فردّي لي بصري بعد عودتكِ


فكوني لي مثلَ زُليخةَ في حُبِّ يوسف

وأكونُ لكِ مثلَ قيسٍ

فقد جُنَّ جنوني حين اتخذتُكِ

ليلاي

فقد طال ليلي… وأنا أناجيكِ

شوقًا وانبهارًا

وما زلتُ أنتظركِ تحت رايةِ الأقدا

ر


               بقلم 

      وليد جمال محمد عقل

الصورة بقلم الراقي عبد الرحيم جاموس

 الصورةُ :

التي تشبهُ بلادًا ....

نصٌ بقلم : د .عبدالرحيم جاموس 


تلكَ صورتُها…

لكنّها ليست صورة،

هي رائحةُ ترابٍ

نجا من صراخِ القرون،

وظلُّ أرضٍ

تبحثُ عمّن

يُعيد رسم ملامحِها

في الذاكرة.


***

وحينَ تمرّ…

تنتفضُ الجهاتُ الأربع،

كأنّها تتذكّرُ

أنَّ لها أمًّا بعيدة،

وأنّ الريحَ

تعرفُ الطريقَ

إلى قلبٍ واحدٍ

منذ الأزل.


***

لها مَشيةُ مدنٍ

ضاعتْ في الليل،

وتنهيدةُ أحجارٍ

حُمِّلت أكثر

مما تحتمل،

وصوتُ نهرٍ

كان يعلّم الطفولةَ

كيف تنامُ

دون خوف.


***

ليست امرأةً…

بل خريطةٌ

خُفيَتْ حدودُها

كي لا يُدركَ الغُزاةُ

إلى أين يبدأ

سرُّ المكان،

وأين تنتهي

قدرةُ الأرضِ

على النهوض.


***

وحين تقتربُ…

يسري في التراب

نبضٌ قديم،

وترتفعُ العصافير

كما لو أنها

تستعيدُ مقطعًا

مفقودًا من نشيدٍ

كان يُقالُ للسماء.


***

وفي أثرها…

يُزهرُ الشوكُ،

ويستعيدُ الجدارُ

ذاكرةَ اليدين

اللتين بدأتا الحكاية،

ويبدو الهواءُ

أكثر امتلاءً

باسمٍ

لا يُنطق،

لكن الجميع

يعرفونه.


***

تلك صورتُها…

لا تسكنُ في الورق،

بل في الحنينِ

الذي يرفض أن يموت،

وفي الخطواتِ

التي تمشي نحوها

ولو من وراء

قرنٍ من الرماد.


***

وإذا غابتْ…

تبقى الندبةُ

تلمعُ في الروح،

كأنَّ الغيابَ

طريقةٌ أخرى للبقاء،

وكأنَّ مَن لا يُسمَّى

هو الأكثر حضورًا

في القلب.


د. عبدالرحيم جاموس

الرياض 2/12/2025 م

جدي سليم بقلم الراقية.نور شاكر

 جدي سليم

بقلم: نور شاكر 


جدي رغم رحيله المبكر، كان يشبه نافذةً تُفتح في الذاكرة كلما ضاقت بنا الحياة 

لم أعش معه سنواتٍ طويلة، كنتُ صغيرةً حين ودع الدنيا صغيرةً حد أنني لم أفهم معنى الموت، لكنني فهمتُ معنى الفقد حين رأيتُ كيف خَفت صوت البيت في ذلك اليوم

كنتُ أظن أن الذكرى تحتاج وقتًا طويلًا لتكبر، لكنني اكتشفتُ أن بعض الأشخاص يولدون كبارًا في القلب… وجدي كان واحدًا منهم

لم أحتفظ بملامحه كاملة، فقط ظلالٌ من ابتسامة، ورائحة الحلويات التي كان يحملها معه الينا ونحن صغارًا، وصوت خافت يشبه دعاءً يتردد بين الغرف.

ومع كل عامٍ يمر، يكبر حضوره بدلًا من أن يخفت

نستعيده في جلسات المساء، في الحكايات التي تُروى بصوتٍ مبلل بالشوق، في كلمةٍ قالها، في مسارٍ علمنا أن نسير عليه، وفي تلك الطيبة التي تركها ميراثًا لا يُباع ولا يُنسى

رحل جدي… لكنه لم يغب، ظلّ مقيمًا في تفاصيلنا الصغيرة، في تربيتةٍ على الكتف لم تكتمل، في ضحكةٍ تُحكى ولا تُسمع، وفي حب صافٍ لا ينطفئ مهما ابتعد الزمن

رغم أنني كنتُ صغيرة يوم فقدته، إلا أن قلبنا جميعًا ظل يُناديه بمحبةٍ لم يغيرها الغياب، وكأن رحيله كان بابًا جديدًا لذكراه، بابًا نطرقه كلما اشتقنا للطمأنينة التي كان يحملهـا.

لا لا تعود رجاء بقلم الراقي سامي رأفت شراب

 لَا لَا تَعَوُّد رَجَاء

بقلمي مهندس/ سامي رأفت شراب 

لَمْ الأن تُرِيد ،

أَنَّ تَعَوُّد ، أَبْعَد

الْهَجْر وَالْجَفَاء

بَعْدَمَا حَطَّمَت

فُؤَادِيٌّ ، وَحَوَّلَت

كِيَانِيٌّ لِأَشْلَاَءً

أَتَكْفِي دَمْعَة

بِالْأَحْدَاق ، أَلَمْ تَكْن

عَيْنِيُّكَ عَمْيَاء

سنوَات عُمَري مَرَّت ،

مَا رَأْيَتهَا ، كَأَنَّنِي

كَنَّت نَائِما بِصَّحْرَاء

أَخَبَرنِي صِدْقَا ،

أَفُؤَادكَ كَانَ يَهْوَانِي ،

أَمْ كَانَ خَوَاء

أَحَكَمَت عَلَى حُبِّيٍّ

أَنْ يَصِير لِلْعَدَم ،

وَنَفَّذَت أَنْتَ القَضَاء

وَقَدْ كَانَ ، أَرْسَلَت

اِلْحَب إِلَى الفَنَاء

أَتَعُود ، لِتَعَوُّد مَعَكَ

الْأحْزَان والهموم ،

وَتَتَجَدَّد الجَرَّاح ،

لَا لَا تَعَوُّد رَجَاء

ب

قلمي مهندس/ سامي رأفت شراب

فتشت عنك بقلم الراقية سلمى الأسعد

 فتشت عنك

مذ غبتَ عنّي وهذا القلبُ في لهفٍ

كيما يراك وهذا العمر في تعبِ


فتّشتُ عنك كثيراً كلَّ ناحيةٍ

شوقاً وذاب شعاعُ الحبِّ باللهبِ


يا أعذب الناس قلباٰ يا بهيَّ رؤى

ما كنت أسلو وهذا أكثر العجبِ


شوقي إليك كطيرٍ هام مضطربا 

شوق الغريق لألواح من الخشب

#

نور يلوح له في قعر مظلمةٍ

شوق الضعيفِ لكي يقوى على الوصب


 كنت الهدى عمراً كنت الحبيب إذا

ضاقتْ ليالٍ بنا أنجيت من كرب


يا كلّ عمري وقد لحّنتَ أغنيتي

أدمنتُ لحنَك حتى غاية الطرب.


ولو صروفٌ بعمري غالبت قدري

كنت المعينَ وكنت النورَ في الهدبِ


سلمى الاسعد

يا رب بقلم الراقي محمد صالح المصقري

 يا رب إني أسير بين شيئينَ"

الصبر والحلم مسجونٌ وسجّانا

الصبر قد مل مني كيف أقنعه

والحلم أرقني والحظ ما لانا

بنيت حلمي ولكن كيف أدركه

فكيف آخذه من عمق بركانا

والصبر قد عفته طالت مراحله 

قد جف في داخلي وأغتاظ طوفانا

بانت تجاعيد حلمي شاخ مرفأه

طال انتظاري له دهرا وأزمانا  

في موطني تدفن الأحلام باكرة

تعيش فيها كأنك لست إنسانا

بقلمي /أ.محمد صالح المصقري

خصام كتاباتي بقلم الراقي السيد الخشين

 خصام كتاباتي


أنا في خصام مع حروفي 

وإحساسي فاق إدراكي 

ومفرداتي عقيمة 

لتبوح ما بقلبي 

وكبريائي يمنعني  

لحرية عباراتي 

خفت من كل 

من يقرأ قصائدي 

وتأويلها يضيع 

من عدم بلوغها لأهدافي 

كل كلمة مني 

هي مرآة لقلبي 

وذبذباتها تطير 

لأعلى السموات 

وتعود منهكة 

ومعانيها مهزومة 

من أعين لا تعلم 

كيف صيغت مني 

وقلبي فيها 

رغم ترددي في كتاباتي 

فكل قصائدي هي لي 

من بعد صراع 

مع قلبي وقلمي 

لبلوغ غاياتي 

وإفراغ حسي في كلماتي   


    السيد الخشين 

   القيروان تونس

ورد وشوك بقلم الراقية وسام اسماعيل

 ورد وشوك

في دروبِ الهوى سَفَرْ 

بينَ وردٍ لهُ عطرْ  

وشَوكٍ يُدمي الخطى  

كلما لاحَ واستترْ  


قد غَفونا على أملٍ  

ثم أيقظنا القدرْ  

كلُّ حلمٍ رسمتُهُ  

ذابت ألوانُه واندثرْ  


يا فؤادي أما ترى  

أنَّ في الصبرِ معتبرْ  

كلُّ جرحٍ وإن قسا  

في ثناياهُ يُزهرْ  


فالهوى وردٌ إن بدا  

فيه للروحِ البصرْ  

غير أنَّ الشوكَ دوماً 

يختفي خلفَ السَّمرْ   



الشاعرة وسام إسماعيل

بين اللهو واللعب بقلم الراقي عماد فاضل

 بيْن اللّهْو واللّعب

يُسِيءُ في قوْلِهِ والشّيْبُ يَغْمُرُهُ


ذَاكَ المُحَاصَرُ بيْنَ اللّهْوِ وَاللّعِبِ


شَيْخٌ علَى عتَباتِ المَوْتِ مُقْتَبِلٌ


وَلَمْ يَزَلْ غارِقًا في الإثْمِ وَالحُوَبِ


عَلَى الضّلَالَةِ أوْهَامٌ يُعَانِقُهَا


وَيَزْرَعُ الأرْضَ بِالبُهْتَانِ والكَذِبِ


أهْوَاءُ نَفْسٍ حُدُودُ اللّهِ تَمْنَعُهَا


وَيَسْتَحِي الدّهْرُ مِنْ مَحْصِولِهَا الخَرِبِ


أيْنَ الكَرَامَة هَلْ جَفّتْ مَنَابِعُهَا ؟


أيْنَ الضّمِيرُ وَأيْنَ الأخْذُ بالسّبَبِ 


دَرْبُ التّخَاذُلِ لا تَخْلـو مَسَالِكُهُ


مِنْ سوءِ عاقِبَةٍ فِي بَحْرِهِ اللّجِبِ


وَاحَسْرَتَاهُ عَلَى الدّنْيَا وَفِتْنَتِهَا


يَا وَيْلَ قَلْبِي وَيَا وَيْلِي وَيَا عَجَبِي


بقلمي : عماد فا

ضل (س . ح)


البلد : الجزائر

أحرار أم عبيد بقلم الراقية فريدة الجوهري

 هل كلمة (أحرار)كلمة واقعية أم نحن نجعلها كذلك...

       أحرار ...أم عبيد ...


دائما ما تسرقني ملايين التساؤلات فأقع في دوامة الحيرة؛أحقا نحن أحرار

نحن عبيد اللحظة ،نساق بين العتمة والنور ،بين الحياة والموت، بين الخطأ والصواب ،بين نعم ولا...

نعيش أسرى ملايين العبوديات المتخفية تحت أسماء براقة :تربية ،تقاليد،عادات،قيم،ومثُل...

تغدو قيودنا منمّقة مطلية بالوان براقة،حتى نكاد ننسى أنها قيود .ومع ذالك فإن هذه العبودية هي ما يميزنا عن سائر المخلوقات .

فهي تكبح اندفاعاتنا ،تهورنا ،وتمنحنا ملامح إنسانيتنا،تهذب الفوضى داخلنا بقوالب من صنعنا وتزينها بكلمة ساخرة :حرية

هل الحرية عبودية اخترناها بأيدينا؟فالحرية بمعناها الاعمق ليست غياب القيود بالكامل بل اختيار نوع القيد الذي نرضاه لأنفسنا ،فنحن حين نختار طريقاً في الحياة نتخلى عن ٱلاف الطرق الأخرى ،وحين نؤمن بفكرة أو مبدأ نقيد أنفسنا داخل حدود هذا المبدأ ،حتى الحب أسمى أنواع الحرية هو نوع من العبودية الطوعية لوجه واحد لصوت واحد لعالم صغير نحيا فيه بكامل إرادتنا وبكامل الرضا .

فهل نحن أحرار حين نختار قيدنا ،أم عبيد لأننا لم نستطع العيش بلا قيد 

العبودية المقنعة باسمةالحرية 

أحيانا نظن أننا أحرار بينما نعيش عبودية جديدة ناعمة الملمس

عبودية الراي العام ،الموضة، النجاح،الصورة وبهرجتها، التوقعات،وحتى الذات التي نحاول إرضاءها.فنسجن أنفسنا في أقفاص ذهبية من رغبات لا تنتهي باسم الحرية فنغدو عبيد لفكرة خفية داخلنا.

الحرية والعبودية وجهان لعملة واحدة ،من دون أحدهما لا معنى للٱخر .فنحن لا نعرف قيمة النور دون الظلام ،كما لا نعرف قيمة الفرح دون أن يصعقنا الالم.


فريدة الجوهري لبنان.

ندى النظرات بقلم الراقي يوسف خليل

 نَدَى النَّظَراتِ

شعر: يوسف خليل


حينَ يُشرِقُ ضوءُ الغيمِ والظلالِ

تغدو قِطعُ النورِ جميلةً،

تمضي حرّةً

إلى أعماقِ إحساسِ الوردة،

حتى تَسكرَ الفراشاتُ

بِامتزاجِ الهوى،

وتتدلّى في سماءٍ أبديةٍ

معلّقةً ببعضها.

ليس بوسعي أن أمنحَ نفسي هذا المشهد،

لكنّي في هذه اللحظاتِ العاجلةِ

أغدو سعيدًا،

أذوبُ في الرضا،

وحين أصيرُ لونًا

على حافّةِ بحرٍ من الكريستال،

أخطُّ رقصةَ الفراشاتِ في الهواء،

وأهدي لحنَ النسيمِ

إلى شرفاتِ الحِسان.

أحتاجُ أن تنعكسَ ملامحُ وجهي

في مرآةٍ يتشظّى فيها الضوءُ،

لعلَّ بوهجِ العيونِ

يُولَدُ دليلُ الفكر،

وتلتقطُ دنيا العشقِ

رايةَ الأحلام.

ليتَ قبلةً واحدة

كانتْ تُخرِجُ هذا العرضَ إلى الوجود،

فإنّ الابتساماتِ

هي نسغُ قُدرةِ الممثّلين

على مرافقةِ مسرحِ العيون.

لم يَعُد هناك حربٌ ولا رماد،

حتى البحرُ لا يخبرُ أحدًا،

والأسماكُ — على اختلافِ ألوانها —

لا تُخفي شيئًا،

فتُصبحُ رسالةُ الماء

هدوءًا خالصًا،

وتحملُ أمواجُ الثورة

إلى الشطآن،

لتصعدَ رقصتُها إلى السماء.

لا بحرَ بعد الآن بلا هواء،

فالهواءُ والرقصُ وخطى الرمال

يصيرونَ منزلَ عصفِ الأجساد،

وجمالُ الفراشاتِ والنسيمِ

وتعلّقُ الشفاهِ

سماءً أبديّةً

لأحلامٍ مُنهكة.

هذا بانوراما

وغيمٌ صعبُ التكهّن،

حيث يغدو الحبُّ

شعلةَ صباحٍ مليئةً بالشمس

تهاجر إلى السواحل.

لا يهمُّ متى يَسقطُ المطر،

المهمّ أن يُفْتح الطريقُ للجمال،

وأن يحملَ خطابُ الحلم

كلَّ امتزاجاتِ الإحساسِ

ليُولَدَ زمنُ اللاعودة،

وتنتشرَ الكلماتُ

مع هذا الاندفاع،

فتبقى الفرا

شةُ —

بخدرٍ ناعم —

تراقبُ المشهد.

Yousifkhalil290@yahoo.com

رسالة عبلة عبر الأزمنة بقلم الراقية عبير ال عبد الله

 رسالة عبلة عبر الأزمنة

ما عدت أعرف كيف أخفي قلبي حين يمر اسمه في خاطري.

عنترة… وحدك تعرف كيف يحرس القلب، ويعود إليه دون أن يسأله أحد.


آتيك من حيث لا يصل أحد،

من صحراء بعيدة ومن ليل طوى القرون،

خارجة من ظل قصيدة لم تُكتب بعد،

حاملة رائحة الرمل ودموع الدهور،

خطواتي تعرف طريقك قبل أن تعرفني،

وقلبي يعرف الطريق إليك قبل أن تصل يديك إليه.


جئتك لا كصوت تائه،

بل كامرأة طال صمتها

حتى صار الصمت بابا وحارسا وسرا،

وكلما طرقته الريح

لمحت اسمك يتوهج في العتمة.

فتحت قلبي لك،

لا لضعف،

بل لأن القدر كان يكتبك قبلي،

ويهيئ لي حبك قبل أن أملك الشجاعة للاعتراف به.


يا ابن الصحراء…

يا ناراً إذا لامست الريح اشتعلت،

وإذا مرت بالقلب خضع،

أنا التي عبرت إليك من رمال ودهور

طوت الأعمار ولم تطو حبّي،

ومن زمن كان يردد وقع سيفك على الليل

كأنه يذكرني بأنك لم تخلق للهرب،

ولا خلقت أنا للنسيان.


قلت:

"ولقد ذكرتك والرماح نواهل

مني وبيض الهند تقطر من دمي"

وأنا…

لم أعرف رجلا يذكرني في فم الموت

كما يذكر عاشق خفقة قلبه الأولى.

كنت تقاتل العالم،

وأنا أقف خلف ستارة حيائي

أقاتل صمتي…

وكلانا ينزف شيئا

لا يجرؤ على الاعتراف باسمه.

كنت سيفا لا يصدأ في نبضي،

وعند خوفي كنت ملاذي،

وفي وحدتي…

كنت الوطن الذي لم أنطق اسمه

حتى لا يفضحني رجفه.


وذكرت:

"يا دار عبلة بالجواء تكلمي

وعمي صباحا دار عبلة واسلمي"

وأنا…

ما كنت دارا تسلم عليها،

كنت قلبا يُفتح لك وحدك،

وحين سلمت علي،

أحس قلبي بقدومك قبل أن يراه أحد.


لقد أخفيتك أكثر مما يليق بحبك،

وخفت منك أكثر مما يليق برجولتك،

وأحببتك بالصمت

كما لم تحب امرأة في البوح.

ولو أن القبيلة سألتني يومها…

لقلت لهم:

كيف لا أحب رجلا

كان يحملني في دمه

حين لم أستطع أن أحمله في كلمتي؟


واليوم…

أعبر إليك عبر الزمن،

وأرسل حروفي لك كما لو كانت رسائل تحمل قلبي،

وأفتح قلبي على اتساعه كما يفتح الليل صدره للسيف.

لا خوف في الوصول…

ولا خوف في البقاء.


فحيث ينتهي كل شيء

يبدأ حبك.


حبيبتك… عبلة.

بقلمي عبير ال عبد الله 🇮🇶

موجة قلبي بقلم الراقية اتحاد علي الظروف

 موجة قلبي

............

أحبه كتسلل خيطان الصباح 

أحبه...  

تمسح خيطان الظلام منه مسحوبة،  

تعبر...  

أحبه كموجة في وجه بحّار،  

لا ترحل...  

أحبه في رفة العين، وقليلًا  

ما أحبه...  

سكن الوعي مني والروح  

تسأل...  

وإن غادر فهو متابع ويسأل،  

طاف الفضاء الرحب، فكيف  

لا أبصر...  

كل الثواني لأجله صارت  

تحفظ...  

وأحلاها التعب والتشوق،  

أعلم...  

أعرف...  

يراني...  

ويداه لي ترشد...  

أرخِ الحبال...  

مدّ الفضاء...  

قد ضقت إليك ذرعًا...  

لا تسأل...  


أحبه...  

فهو البداية وهو المدى،  

هو الفضاء الذي لا ينتهي،  

وإن غاب، بقي أثره في قلبي،  

كالشمس تسطع للأزل ....

بقلمي اتحاد علي الظروف

سوريا

في متاهة الليل بقلم الراقية جاسم محمد شامار

 (في متاهة الليل)

يقبل الليل

وعيوني تبحث عنكِ٠٠

غربة المساء

وغيمة الحنين والتمني٠ ٠

شرفة الحلم

مشرعة لعلكِ تٌهلّي٠٠

كفجر يطل  

على المروج والحقولِ٠٠

ينصاع قلبي

وينال الحنين مني ٠

وانتِ شعاعُ يمر بعجلٍ

في متاهة الليلِ ٠٠

فرحةحلم لم تكتملِ٠٠

 فراغ اخرس 

خلف جدار الريحِ٠

وعتاب صامت

يختلج في صدري٠٠

لماذا أبكرت الرحيل

ولم تتمهلي٠٠؟

    د٠جاسم محم

د شامار العراق 🇮🇶

يمن الايمان بقلم الراقية آمنة ناجي الموشكي

 يَمَنُ الإيمان .د.آمنة الموشكي


كَالبَحرِ أَنتَ بِمَدِّهِ وَبِجَزْرَهْ

وَأَنا الغَرِيقُ وَما بِفِكري فِكرَةْ


لَم أَلتَقِ طَوقَ النَّجاةِ لِأَنَّني

مازِلتُ مَربوطًا بِخَيْطِ الإِبرَةْ


المَوجُ يَعصِفُ بي وَريحُ الوُدِّ ما

زالَت تُنادِيني وَتَوصِفُ سِحرَهْ


كَيفَ أَشتَكيكَ وَأَنتَ تَسكُنُ خافِقي

بِسَمائِكَ الزَّرقاءِ وَصِيتُ الشُّهرَةْ


واليَومَ تَسكُنُ فيكَ آلامي الَّتي

عانَيتُها وَالمَرءُ يَشكُو دَهرَهْ


في كُلِّ أَسفاري تَسيرُ بِرِفقَتي

ظِلّي الَّذي يَحنو عَلَيَّ بِرَّهْ


يا مُوطِنَ الإِيمانِ إيماني بِلا

أَمْنٍ وَكُلُّ البُؤسِ يَملأُ عَصرَهْ


والوُدُّ في عَينَيكَ يَجمَعُنا إِذا

سِرنا إِلى رَوضِ السَّلامَةِ بُكْرَهْ


نَجني ثِمَارَ الاتِّحادِ وَنجْتَنى

ما فيهِ مِن وَردِ الرَّبيعِ وَزَهرَهْ


يا مُنتَهى كُلِّ الجَمالِ وَمُنتَهى

كُلِّ الوفا يا رُوحَ رُوحي الحُرَّةْ


د.آمنة ناجي الموشكي

اليمن ٢ نوفمبر ٢٠٢٥م

امرأة من نور الجزائر بقلم الراقي عماد خالد رحمة

 امرأةٌ من نورِ الجزائر


بقلم: عماد خالد رحمة – برلين


يا جزائرَ الروح…

يا وطنًا إذا تنفّستُ نسيمه

عاد قلبي طفلًا يركضُ بين نخيلكِ،

ويختبئ في ظلّ زيتوناتكِ،

ويشرب من ينابيعكِ الأولى

ذلك الصفاء الذي لا يُشبهه صفاء.

ما زلتُ أحمل في راحتي

قبضةً من ترابكِ الطاهر،

قبضةً تُشبهُ التميمة،

كلّما ضاقت بي الدنيا

فاح منها عطرُ الشهداء

وأضاءت في صدري

نافذةٌ نحو الفجر.


يا أرضًا صاغتْ رجالها

من صلابةِ الجبال،

ورسَمَتْ نساءَها

من صبرِ الأمهاتِ اللواتي

يمسحن الوجع

فتنهضُ البلاد على أصابعهنّ

كالفرحِ يولد من الدمع.

أحبّكِ يا جزائر…

حبًّا يشبه اندفاع الماء إلى مجراه،

وحنينَ الجبل إلى جذوره،

وارتعاشة الروح

حين تُبصرُ أوّل حلمٍ

يلمع في عيني أمٍّ جزائرية

يشرق منها الوطن.


يا جزائر…

ما نطقتُ يومًا كلمة حبٍّ

إلا وكنتِ أنتِ أول السامعين،

وما همستُ بـ وطن

إلا وارتجف القلبُ شوقًا

إلى ترابكِ الذي يضيء

ولو نامت الدنيا كلّها في العتمة.


ويا امرأةَ الجزائر…

يا زهرةً تنبتُ من قلب الصخر،

وورقةً لا يذبلُ نداها

مهما اشتدّت عليها الرياح.

يا جمالًا يشرق

من طهارة الروح

لا من زينة الجسد،

ويا نورًا يمشي

على دروب القهر

بقدميْ صبرٍ من ذهب.

أنتِ التي حملتِ الأعباءَ

كما تحملُ الجبالُ أسرارها،

ووقفتِ تحت سماءٍ مثقلةٍ بالظلم

فلم تنحني

إلا في سجدةٍ

تردّ للروح طمأنينتها

وتملأ الدنيا ضوءًا

يُشبه وجهكِ.


أنتِ المزيجُ العجيب

من رقةِ الندى

وصلابةِ الجمر حين يشتعل،

من العفّةِ التي ترفعكِ

والطهرِ الذي يُنيركِ،

ومن حياءٍ

يُخجل الفجرَ نفسه،

وقوّةٍ

تقف في وجه الليل

وتقول: لن تهزمني.


في يدكِ اليمنى

خبزُ الأسرة،

وفي يدكِ اليسرى

قلبُ الوطن،

وفي صدركِ

نبضُ أبناءٍ تربّوا على عزّةٍ

لا تُشترى،

بل نُحِتتْ

من دعائكِ،

ومن دمعةِ خشوعٍ

تعرفين أنّ الله

يمسح بها التعب.


كم صُنْتِ الدارَ من برد،

وكم صُنْتِ الوطن من فقد،

وكم وقفتِ كالنخلة

لا يكسرها ثقلُ السنين،

ولا يخبو نورُها

حتى لو أُغلقتْ

أبوابُ الظلمِ كلُّها.


يا امرأةَ الجزائر…

فيكِ من الجمال

ما يُورقُ الصحراء،

ومن الرِّقّة

ما يُلين الحجر،

ومن الطهر

ما يجعلُ الملائكة

تبارك خطاكِ،

ومن الصبر

ما يبني وطنًا كاملًا

على كتفيكِ وحدك.


يا امرأةً من نور الجزائر…

منذ أوّل دعاءٍ

بين يدي الفجر،

كنتِ حارسةَ البيت،

وصانعةَ الرجال،

وأمَّ الأجيال،

وسيدةً كتبتْ

باسمها

وحيائها

وصبرها

تاريخَ الجزائر…

وأشعلت في قلبها

نورًا

لا يعرفُ الانطفاء.

نبض لا يشبه المارين بقلم الراقي حسين عبدالله الراشد

 نَبْضُ لا يُشْبِهُ المارّين


القصيدة رقم (٧) من ديوان المدى


لستَ عابرًا لأقول: مرَّ ومضى،

ولا عاديًّا كي أعبرك بلا التفات،

ولستَ بلا هوية لأتجاهلك وأرحل…

بل أنت الحضور الذي لا يشبه المارّين،

والظلُّ الذي لا يتغيّر مهما تبدّلت الفصول.


أنت الأثرُ الذي لا يخفت،

والصوتُ الذي يوقظ في داخلي نبوءة الشوق،

والتفصيلُ الذي يمنح الأيام معناها،

والسرُّ الذي يمشي على مهلٍ

بين نبضٍ يريدك…

ونبضٍ لا يعرف طريقًا سواك.


وسيأتي يومٌ… ويبوح اللسان بما يخفيه القلب،

فبعض المشاعر لا تُقال في بداياتها،

ولكنها تنضج على مهلٍ

كما تنضج الحكايات التي كُتبت لتبقى.


وحين أسألك عن مكانك في عمري،

يفهم القلب قبلي الحقيقة:

إن بعض الوجوه لا تُشبه المارّين…

بل تشبه الأوطان؛

نسكن إليها… ونعود لها…

ولو أثقلتْنا الطرق وأنهكتنا الليالي.


ستبقى كما أنت:

مقامًا لا يطاله النسيان،

وصفحةً لا تُطوى،

وبدايةً لا تنتهي…

لأنك لست شخصًا مرَّ بالقلب،

بل قلبٌ مرَّ بالحياة فحَوَّلها إلى حياةٍ أخرى.


---


✍️ الشاعر حسين عبدالله الراشد

ولكل عقلٍ طريق… وهذا طريقي بين النقوش، حيث تلتقي الحروف بالعاطفة ويولد من الحنين ربيعًا.


#ديوان_المدى #ديوان_المهابة #ديوان_القصيد #أشعار_أبوعلي

لا بقلم الراقي ثروت دويدار

 .. لا ..

تأخر قراري كثيرا وأنا أطعن في قلبي وذمته ،

أشجب كل مايحس به وأتخذ كل مايعوق رغبته ، وأخرج بتصريحات أدعي فيها أن هذا ما اتفقنا عليه أنا وقلبي ، وأواجه الناس والعالم بأنني مازلت أتصدى لكل محاولات الاغتيال لقلبي التي يدبرها لي حبك ، وألجأ إلى كل حيلة تدفع عني وهما لن أطيقه إذا مااستسلمت لك ، ومازلت أراوغ قلبي وأحيل كل قراراته إلى الاستئناف ، وشطب كل القضايا التي ألزمتني بالعودة ثانية إلى مائدة التفاوض لأرضى بهزيمتي أمامك ، مازلت أتمسك بحكم غيابي بإعدام كل ماكان بيننا وإحالته إلى العدم ، لن أعود ثانية إلى فتح ملفات إرتضيتي فيها بذلي وهواني من أجل أنانيتك ونرجسيتك ، لن أكون أنا ثانية ، لن أكون أنا إذا ماكان هذا فيه كسر لكبريائي ، أو تفريطا في شموخ لازمني قبل أن أحبك ، لن أرضى لك بإنسان انحنت فيه رجولته لامرأة ، مؤكد أنك ماتخيلت أن تأتي لحظة يأتي فيها رجل ليقول لا .

لا . 

ثروت دويدار

جروح من الذكريات بقلم الراقي اجداث حدو

 جروح من الذكريات

هناك في تلك الليلة الظلماء 

حاولت أن أجني السعادة البلهاء

لكن حروفي تاهت بين الكلمات

اختفت بين السطور من الذكريات

الأحلام اختلطت بالأوهام

حارت أن تكتبها الأقلام

الأيام تتسابق وتحسب الأزمان 

الآلام اتخذت كل الأشكال والألوان

تعطى الوعود بلا حدود

تشققت السدود وتكسرت القيود

انشق القمر وسطعت الأضواء 

توارت النجوم وبدت الأنواء

جروح من الذكريات آسرتني

أثرت في دمي المتدفق في شراييني

سالت الدموع من عيوني

أدت إلى الاحتراق

لست أدري كيف كان الانسياق

غمرتني الآهات

تكاثرت التنهيدات 

أفكاري تسابقت مع مفاهيمي

تنصلت من أوهامي وأحلامي

كنت أنادي بأعلى صوتي اسمها

في اللباس البنفسجي تخيلت ملامحها

احتلت كل الأمكنة في أعماقي

نبضاتي رددت آهاتي

يسمع الصدى لنداءات عشقي

أتيه كالمجنون بين الدروب

أسير على غير هدى بعد الغروب

رغم تيهي أحس بنشوة من السرور

يزيدني حبورا تغريد الطيور 

ما زلت أهفو لكحل عيونها

أتذكر شظايا كلماتها

ينشرح قلبي بذكرياتها

أشعر بحريتي

أستعين بتجربتي 

أبعثر أوراقي

تطفح أشواقي 

أتخيل تلك الهمسات

أشتهي تلك اللمسات 

همسات تمتزج بالتنهيدات 

تمزق الذكريات أوصالي

تتغير عنوة أحوالي

أتسابق مع الرياح

أحس بوخزات من الرماح

كانت كلماتها تسحر قلبي

كان ضياء وجهها ينير دربي

لا يمكن أن أعيش بدونها

تتأرجح القوافي بحثا عن عباراتها


              اجد

اث حدو / المغرب 

        Ajadat Haddou / Maroc

رثاء بغم وتأبين لعم بقلم الراقي احمد محمد حشالفية

 رثاء بغم وتأبين لعم


ترجل الفارس وقد نشروا لموته إعلانا

تاركا الدنيا ذاك الملقب بالملاعب "بوانا"


ابن الملاعب وقد صنع ملاحمها زمانا 

وقميص"5" لا يرتديه بحضرته إنسانا


ابن المدينة تلتمس بمعاشرته الأمانا

رجل شهم لا يرضى أن يعيش مهانا


طيب القلب لكنه شديد القلق أحيانا

محب للجميع حفظ حق اليتيم أزمانا


هادىء الطبع قد وضع لحديثه ميزانا

لا تستهويه أموالا ولو من مثلها أوزانا


عمي شقيق أبي ومقامهما عندنا سيانا 

عطوف لم نرى منه تقصيرا ولا خذلانا


يارب ارحمه لم يؤذي صحبا ولا جيرانا

وتغمده برحمتك مانحا له عفوا وغفرانا


هو برحابك وقد اخترت له اللحد مكانا

وسع مدخله جاعلا له نورا تكرماوحنانا


وارزق أهل بيته صبرا واحتسابا وإيمانا

على رحيله فكل ركن يخبرنا عنه فقدانا


سلام لقارئ أبياتي وأن لا يطالنا حرمانا

منه بدعوة خير يسعد بها شيبا وولدانا


بقلمي

أحمد محمد حشالفية 

الجزائر

أزهار الحب بقلم الراقية فريال عمر كوشوغ

 أزهارُ الحبِّ 

تتفتحُ الأزهارُ ...

لا أحدَ يتمتعُ بها ...

تذبلُ الازهارُ ...

لا أحدَ يحزنُ معها ...

أتساءلُ عندما 

تتحركُ أشواقُ الحبِّ في قلبي ..

كما الأزهارُ تنثرُ عطراً بحركتِها 

ماذا يمكنُ أنْ أفعلَ ...

هلْ أجلسُ لأكتبَ عنْ ذلكَ

أمْ ماذا أستطيعُ 

 أنْ أكتبَ ؟؟

عنْ العشقِ ، الحبِّ البعدِ ، 

 أمْ التَوقِ للقاءٍ 

ورؤيةِ من غابَ عنْ العينِ

لا أستطيع ...

 إلاّ أنْ أكتبَ شعوراً

في الحبِّ ، الاشتياقِ ، الآلامِ .. 

ونوباتٍ منَ الحنينِ تخنقني ...

اۤلامُ سِهامٍ اخترقتْ قلبي ..

لمْ يعدْ لي طاقةَ تَحَمُلِ الفراقِ ، 

والبعدِ في غربتِهم ...

ألنْ يعودُ الأحبةُ ؟؟

وماذا عنكَ ياغالي القلب .. ؟؟

كنْ بجانبي ،

ولا تتركني ...

فأنا لا أجدُ الفرحَ بدونكَ ،

انتَ ملجئي

وجودكَ يعلمني ...

 أنَّ للحياةِ وجهاً آخَرَ

 يستحق السعي لأجلهِ ..

لها حكايةٌ جميلةٌ ،

وأحلامٌ تتحقق ...

وما دونَ ذلكَ تعاسةٌ 

 لا يرغبها القلب ...


بقلمي✍️فريال عمر كوشوغ

دخن على معارج النظم بقلم الراقي الشاذلي دمق

 ♨️🤲 دَخَنٌ على معارج النَّظْم 🤲♨️


أيّـهــا المُؤَزَّل فيـــنا و المُطلق الدّيْــــمـــومْ

متى اقتحامُ العَـــقَبـة و انــجلاءُ الغُيـُـومْ ؟  


أَسْعِفْنــا يـا ذا المَدَد فالــقلـــــوبُ أضـحـت

مَــراجلَ للـــــــــغَــيظ و لا أحد معـصــــومْ

 

فَـلِأيِّ حيـــــــــــــــن و نـحن لِلْـعِـبْـرِيِّــــيـن

نَـنْـتـحـل لَـفْـظَنا المَعِين و الطّبعَ الكَظـومْ ؟


و إلى أيِّ مــــــــدى يَـذُود عـنّــا الـصّـبـر ؟

و هل بقي فيـــنــــا مِـنَ الـجَـلَـد ما نَـرومْ ؟


مـــا الـفـائدة أنّـنــــــا نُـرتِّـب الفـوضَــــــــى

و رَحى هَـيْـجــــائِـهم فــي كلّ الـتُّـخُــومْ ؟


ما جَدوى الــتّرميم ؟ و الرُّكامُ على الخِضَمّ

يَـضـجُّ مِـن حـولــــــنا مثل بـاقـي الغُـمُــومْ

 

أَ لا مِن أحد يتَمعَّر وجهُه - لِلْـخُبز الـحافي -

و الصَّــحن الخالــي فــي يـــد الـمـحـرومْ ؟


فمَن إذا لِلْبَطن الخاوي و الـجسـد العـاري ؟ 

و مَن للفقير الخــافي و البائس المعــدومْ ؟


مَـن للأسـيـر الثّائــــر يَـسْـكُـب مُـــوقَــــه ؟

مَـن لِلْـمـثـاكــيــل و الـمُـضامِ و الـمـظلومْ ؟ 

 

حـــتّــــى الـمــــــلاءةُ و عـبـاءةُ الأســـيــاد

تـرْفُـلُ أذيـالُها رقـصـا على جُرحنا المكتـومْ


و الـــغَـبـــائِـنُ كــلُّـها في الولـيّ الـدَّاغــــــر 

و الـزّمــــــن الغـــادر و و لائِـــنـا الـمَـزعـومْ


كـيـف نُـواجـه الـحَمِـيّة في نَسْـغِ أوداجنا ؟

كـيـف نُـبــــرّر للـذّريّـة صمـتـنا المـخـتومْ ؟


هل حِـيـاضُنـا هـــذي أم جُـحــور الضِّـبـاع 

أَضِْـحَتْ؟ فـيا لَلْخِزي و يـا "عَـيْـب الشُّــومْ"


قـد صـارت مَرابـعُـنـــا لـــعنــــةً للــتّـرويـــع

و مَــــحـارةً لِلْـغِـــيـلـة و أشتات الْــهـمـــومْ


فمَن يملُك نَواصينا ؟ و من يأخذ بأيـدينـا ؟

مـن يُــدانـــــــيـنــــا لِأســوار الــنّـجـــومْ ؟ 


عـلّنـا نُراود الرّاجـمـات تتَـنزّل عليهم كِسَفًـا 

و الشُّهُبَ الرّاصدات تبُــاغت بالـهـجـــــــوم                                           

 

أين الرّعد والصّافّات والواقعة و الذّاريات؟ 

أنّى الزّلزلة تَؤُزُّهــــم و يـومهم الـمشـؤوم ؟ 


أيـن الـواقعة والمسد والحاقّة و الحـطب ؟

أين القارعة و الحديد ثمّ الطّارق المعلومْ ؟ 


أين الفـيل و الأبابـيل و الحجر السّـجّـيــل؟  

أين الـنَّـحِسـات السّبع و ثمانيها الحُسـومْ ؟


أين ريحُكَ الصّرصَـر وَ بَرْقُك الخُلَّبُ رَبِّـي ؟ 

و الصّيحةُ المُـــهلِكة و الحَـجَـرُ المـرقــومْ ؟


أين المَـــسخُ و سُنَـنُ الخَسْـف و الـرَّجْـف ؟ 

أين الدَّمدَمة عليـــهم و الـنّــــار الـسَّـمومْ ؟


أيـن الملَأُ الأعلـــــى؟ أيـن جـنـود السّمـاء ؟

أين نـافــــخُ الصُّـــور و البُراق و حَـيْـزومْ ؟


أيـن الزّاجـــــــــــرات و أيـن العاصـفــات ؟

أيـن الـغــــــاشيـــــة و أمـرُها الـمـحـتـومْ ؟


أين الـنّـاشـــــــــــرات و أين الـتّـالـيــــات ؟

أين الـصّـواعـقُ و البَرَدُ و الوَدْقُ المركومْ ؟


و العادياتُ و المُوريات و المغـيـراتُ أيـن ؟

و الـزّبانية ، أيـن هي و بطشها الـمحسومْ ؟


آهٍ يا ذا الكـبريـــــــاء و القوّة و الـجـبـروت

يا ذا الطَّوْل و الحَوْل ، يا وكيل كلّ مَكلــومْ

 

أرنا فـيـهم آي فرعـون و هـامـان و قــارون

وابن كنـعـان وَجالوتَ و عُـقْـبَـى سَــــــدومْ


و امْـحَقـهــــــم شَـذرًا و اسـحـقــــهم مـذَرًا

إنّـهم ذِرُّ قابيــــــــــل ألِدّاءٌ علينـا و خصـومْ

 ْ

اللّهمّ عَـقِّـمْ الأصلاب و اجْـذِمْ لَهم الأَعـقاب

و اسْقِهم رَدْغَ الخَبـال و الغِسْلِـين و زقّـــومْ


و اخـتـم لهم بالوبــال و ســــــوءِ الـمـــــآل آميــــن يا ذا الجـلال و يا حـيّ يا قـيّــــومْ 


                                                 

                                  الإمضاء الشاعر 

                               الأستاذ الشاذلي دَمّق

ويبكي القاتل بقلم الراقي فاروق بوتمجت

 ويبكي القاتل

لم يكن أوساريس قاتلًا متمرسًا، ولا حتى مبتدئًا يطمح لكتابة اسمه في سجلات الجريمة. كان، في أفضل تقدير، رجلًا عاديًّا ينسى مفاتيحه في جيبه ويبحث عنها نصف ساعة، ثم يلوم الحياة على مكائدها الصغيرة. لكن تلك الليلة بدت مصمَّمة خصيصًا لتقلب عالمه رأسًا على عقب.

وقف أوساريس مشدوهاً فوق جثّة ممدّدة على الأرض. كان ينظر إليها تارةً، وإلى يديه تارةً أخرى، وكأنّه ينتظر أن ينبثق صوت من تحت الجثّة ليقول له:

«أتممت مهمّتك… فهل أنت راضٍ؟».

غير أنّ العجيب لم يكن في الجثة، بل في ذلك الإحساس الغريب الذي هجم عليه فجأة؛ إحساس ثقيل لاصق، يهبط على الروح مثل ستارة مسرح سقطت قبل انتهاء العرض.

شدّ أوساريس كتفيه محاولًا التماسك. حاول أن يستحضر صلابة المجرمين كما تُصوّرهم الروايات والمسلسلات، غير أنّ ركبتيه ارتجفتا كأنّهما تعلنان إضرابًا مفاجئًا عن الخدمة. ثم، بلا مقدمات…

انهار.

جلس على الأرض، وبدأ بالبكاء؛ بكاءً صادقًا قبيحًا، لا يليق على الإطلاق برجل ارتكب لتوّه جريمة جسيمة. وحتى الجثّة — لو قُدّر لها أن تنطق — لربما قالت له بعتاب هادئ:

«يا رجل، إن كنت قد أقدمت على هذا، فليكن لديك من الثبات ما يناسب فعلك!».

مسح أوساريس دموعه بكمّه وهمس بصوت متقطّع:

«لم أُخلق للعنف… لِمَ صنعتُ ما صنعت؟ إنّي أرتجف لمجرّد رؤية قطرة دم، فكيف وصلت إلى هنا؟».

وبينما كان يبكي، انفتح باب الشقة المجاورة، وخرج منها جارٌ مسنّ، ذو بصر ضعيف لكن ثرثرة لا تعرف الضعف. حدّق طويلاً في المشهد، ثم قال بنبرة مدهشة:

«من ذا الذي يندب هكذا؟ أوساريس… أأنت تبكي؟ هل تشاهد نهاية مأساوية لمسلسل؟ لقد أيقظت العمارة كلّها!».

ازداد بكاء أوساريس، ليس خشية انكشاف أمره، بل لأنّ الجار لم يرَ الجثّة أصلًا، وقفل عائدًا إلى شقته وهو يتمتم بسخط خافت:

«جيل رقيق! يبكون لأي سبب!».

آنذاك أدرك أوساريس حقيقة موجعة:

لن يُذكر كقاتل مُرعب، بل كـ «القاتل الذي بكى حتى أزعج الجيران».

ويا له من لقب مخزٍ لمجرم ناشئ.

أطرق برأسه طويلًا، ثم خطرت له فكرة ساخرة، موجعة بقدر ما هي لاذعة:

«لعلّي لا أصلح لأكون قاتلًا… لعلّي كنتُ ضحية نفسي منذ البداية.»

ولأول مرّة منذ وقوع الحادثة… ابتسم. ثم ضحك.

ضحك حتى غلبته دموعه، حتى بدا المشهد — على فداحته — أقرب إلى مسرحية عبثيّة رديئة الإخراج.

وبين قاتلٍ يبكي، وجثّةٍ صامتة، وشيخٍ نائم خلف بابه،

واصلت الحياة سخريتها الهادئة من الجميع…

دون أن تعبأ بمن يستحق البكاء، ومن يستحق الضحك.

الاستاذ: فا

روق بوتمجت (الجزائر 🇩🇿)

المسرحية العمياء بقلم الراقي خلف بقنه

 المسرحية العمياء

ها هي تجرّ ستائرها خائبة،

بعد أن أفَل جمهورها بلا رجعة،

وخُلِع خشبُ مسرحها للدفء الجديد.


لم تتذكّر الليل، ولا عمّال العصر،

واحتفظت بضجيج المخدوعين

في قلبها المُنهك،

وانهالت تتخبّط بين فجوات ذلك الفراغ،

ونسيت أن تترك علامة

لمن بعدها

ليسترجع تلك اللحظات.


فقد تكلّمت جدّةُ ذلك الفتى الميت

كثيرًا عنها.


ذهبت،

ونسيت

أن

تقول

الوداع.


خطى لجوقة مو

سيقيين

كتب / خلف بُقنة

حين تصبح الكتابة عبئا بقلم الراقي شلال الفقيه

 "حين تُصبح الكتابة عبئًا بدل أن تكون ملاذًا"


أ.شلال الفقيه


كنتُ أُفكّر أنني فقدتُ الأملَ بنفسي..

لم أعُد قادر على كتابة أيّ شيء..

الكتابة صارت شيئًا يُتعبني بدل أن يواسيني، صارت كأنها بابٌ أثقل من أن أفتحه، وكأن كل كلمة تحتاج مجهودًا أكبر من قدرتي. لم تعد تنساب كما كانت، ولم تعد تخرج من داخلي بصدقٍ تلقائي.. صارت تشبه محاولةَ إنقاذ شخصٍ يغرق بينما أنا نفسي بالكاد أتنفّس.


الكتابة صارت تمرينًا على الألم.

كل حرفٍ يسحب من روحي شيئًا، وكل جملة تشبه خطوةً في طريقٍ طويل لا أعرف نهايته. كنت أكتب لأرتاح، أما الآن فأشعر أنني أكتب كي لا أنكسر، كي لا أختفي، كي لا أضيع في صمتي.


أحيانًا أجلس أمام القناة ولا يخرج مني شيء، لا لأن المشاعر انتهت، بل لأنني تعبتُ من حملها. وكأنني صرت أخاف الحقيقة التي تفضحها الكلمات، أخاف أن أراها واضحة أمامي. لذلك أهرب، وأصمت، وأترك قلبي مزدحمًا بما لا أعرف كيف أُرتّبه..


ومع ذلك..

هناك جزء صغير جدًا بداخلي ما زال يؤمن بأن الكتابة لن تخونني، حتى لو ابتعدت. جزء خافت، لكنه موجود، يقول لي: "اكتُب، ولو حرفًا واحدًا، فالكلمة التي تُنقذكِ ليست بعيدة، فقط تنتظر أن تمُدّي يدكِ إليها من جديد".

رفعت الجلسة بقلم الراقي عمر أحمد العلوش

 ( رُفعتِ الجلسةُ )

في الربع ساعة الأخيرة، قاعة المحكمة تميل إلى ذلك الصمت ، صمت يسبق النهاية.المرافعات قُدمت والدفوع بُسطت والأعذار نُشرت ولم تعد تملك ما تقدّمه. كل الأوراق وُضعت مكشوفة، كأن العدالة حُشرت واستيقظت للربع ساعة هذه . 


القاضي جلس في سكونه العميق المهيب ، يراجع القضية بكل حيثياتها ، يوزن الحجة بالحجة ، والدليل المؤيد ، والخطأ بما يمكن أن يبرّره ، كأن في داخله محكمة أخرى ليست بهذه القاعة. اللحظة معلّقة وثقيلة أقرب إلى نبضة قلب أخيرة .


هوت المطرقة..مطرقة القاضي على منضدته ، سكون وسكوت ، 

وخشعت الأصوات ، ضربة واحدة واضحة حاسمة تحمل كل ما لم يُقل . وبإيقاعها الأخير عُرف أن الحكم صدر .. وأن الجلسة رُفعت.


هذا المشهد ليس حكراً على المحاكم وحدها.فكل إنسان له ربع ساعة أخيرة وله جلسة تُغلق دون ضجيج، وله توقيت لا يعلم متى يطرق بابه . يقين لا شك فيه ، لحظة لا ينفع فيها تأجيل، ولا تُقبل بعدها مراجعة .


ولهذا..التوبة الآن ، لا حين يُنادى المنادي ويقول : رُفعت الجلسة .


✍️ بقلمي: عمر

 أحمد العلوش

وجع العتاب بقلم الراقي محمد عبد الوهاب الشرعبي

 وجع العتاب 


أأسِرُّ حزني أم أبثُ عتابي؟  

 عَمَّن يُطيلُ تعاستي وعذابي  


بالسرِ كم يسعى لفرض تعثري

ويصوغ جهرًا بسمة الإعجابِ


في مسكني وحدي الذي آثرته

حُبَّاً عَلَيَّ بمطعمي وشرابي 


وأنا الذي صَدَّ العِدا عن مَسّهِ  

وأنا الذي أدفأته بثيابي  


وأنا الذي علّمتُه معنى الفِدا  

وجعلتُ منه مُصَوِّبًا لحرابِ  


وأنا الذي وَجَّهتُه نحو العُلا  

وجعلت منه مُفَوَّهًا بخطابِ


و أنا الذي أسَّستُهُ وبنيتُهُ

فمَضَى يناضلُ جاهداً لِخَرابِ


و غدا و قد قَوِيَت عروق زُنودهِ

ظلمًا يُنغِّصُ عِيشتي بتغابِ


هي هكذا الدنيا تدور فكم رَمَت

بالقهرِ صاحب مِنَّةٍ و صوابِ


و لَكَم تَنَكَّر للجميلِ بحمقهِ

وغدى يُحَرِّف بالحديث كتابي


فغوى و أوغل و استباح كٕأنهُ

ما كان يوماً قط من أصحابي


يا ليت جُلَّ مودتي و رعايتي

كانت بما وَلَّى لبعض كلابِ


حتمًا لكنت كسبت دَهرًا وُدَّهَا

وأرحت من جمر اللظى أعصابي


لكنني مهما احترقت بغدرِ مَن

أضرَى الفؤاد وخاب فيه حسابي


أبقى على أصلِي وطِيبةِ خافقي

وأظل رغم الجرح مثل سحابِ


وأظل والأخلاق أسمو فوق ما

ألقى من الأوجاع والأوصابِ


أحيا على الشرف الرفيع بعفةٍ

حتى يُوَسِّدني الثرى أحبابي


أ/محمدعبدالوهاب الشرعبي

٢/١٢/٢٠٢٥

تحديا يا زمن بقلم الراقية سعاد الشابي

 تحدّيا...يا زمان

تعالــي ـ يا حبيبــــتي ـ

نملأ كــأس الحياة عشقا

فالحــياة بلا حب ،...

حـــقول بلا ربيــــع...

شجر ، 

ميت لا يزهر ولا يثمر

وهل رأيت النحل يــــوما

يحوم حول هياكل تيبّست

بنى عليها العنكبوت بيوتا

مدّ فيها فخاخ موت ، 

لحشرات

بسيطـة عمــياء ، لا تفـكّر

تعــالي ، فقد سئمت الخــريف

سئمت صقيع الشتاء المــدمّر

وافتحي لي في صدرك متـــكأ

ولــك بين ضــلوعي مــهد...

بـــساطه أدفــأ وأكــبر....

تعــــالي ـ يا حبيــــبتي ـ

فحبي لك اليوم بات أكـــثر

وقد أينع وصار أخضر 

وأخطر

واصبحت لي ...

من شجره الأخضر نار

لو كــــانوا يعلمــــون...

لو كــان لهم ، لبّ يتـــدبّر

الحب ـ يا حبيبتي ـ ...

نحن من يشبع أنـــفاسه

من ننفـــخ في جمـــراته

كلــــما الرماد عليـه طـــغى

أو حاول البر د أمامها التّنـــمّر

لا تتركي الزمان بأن يفعل

ما طـاب له أن يقــول الينا

ونقول نحن للزمان : .....

دعك يا زمان..وأنت

نحـن من نرسم وجـــوده

من نكيّف بأيدينا أركانه

لن نترك لحــظة تمر بنا

دون أن نـــمارس حبا

عليه نشأنا ، 

فيه ترعرعــنا

وبه انصهرنا 

في عـــمق أتونه...

جسدا وروحا 

ودما ، قانبا أحمر

حتى وان متنا ، 

يكفننا الحب البريئ

في انتشاء ضاحكين

 ...

تحــــــدّيا ، ..يا زمــــــان

سعيد الشابي

ملعقة الزمن بقلم الراقية منى قيس

 *ملعقة الزمن...*

كانت الملعقة أطول من العادة...  

نحيلة، بسيطة، لكنها تحمل ما لا يُقال. تحمل الود والذكريات تلك السيدة من ذاك الزمان....  

امرأة من السمن والعسل كبيرة القلب نقية الوجدان...، عيناها تحملان كل الأسرار التي لا تقال...  

وصوتها يشبه حكايات المساء.....


قالت:  

"خذيها... تذكري أن تنسي ...  

وغيري الأحداث....  

أنت لست إي كان...."


ابتسمتُ، أخذتها،  

ولم أكن أعلم أني آخذ معها دعاء، وذاكرة، من ود لا يغيره الزمان...  

ووصية من زمن لم يعد يشبه هذا الزمان...  


أصبحت الملعقة رفيقة قهوتي،  

تقلّب السكر والحنين،  

وتستحضر وجهها...  

كلما نسيت طعم البساطة وكيف يجب أن يكون الإنسان ...


---


منذ ذاك اليوم كلما لامست الملعقة قهوتي وهي تحدثني بطريقة ما...  

أسمع همسها الحضور... الود... الحنين...  

لا يشرب... بل يدخلك بشيء من السحر ...يقلب حتى يندمج بك...  

أبتسم دون أن أشعر....  

وأعود... بالزمن لحظات...  

لذاك الوجه الذي لا تكاد تراه لشفافيت

ه من شدة طيبته....


منى قيس

لو بقلم الراقي سعيد العكيشي

 لو …

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لو …يختفى القمر من خريطة الليل

وتمتحي الشمس من ذاكرة النهار

وتبتلع العُتمة نجوم السماء


لو … تنهار الذَّرة

وتفنى الطاقة

وتتساقط العناصر 

من جدولها الدوري

وتتحول إلى رماد


لو … تُصاب الحرب

بجنون البقر

وتنزح المدن إلى الخراب

وتتعرى القرى من الحياة


لو … تفلس البنوك

وينهار الاقتصاد

وتسود الفوضى

في كل شبر من الجغرافيا


لو …يتحول قلبي

إلى جنازة

والوطن

إلى مقبرة جماعية


لو يتحول كل شيء

إلى لا شيء 

لا يهمني


كل الذي يهمني

أن أراك فراشة تمتصين

رحيق حزني

وتحيين بابتسامتك الأنقاض

 فيعود قلبي

حدائق و

أعشاش عصافير.


  سعيد العكيشي/ اليمن

الاثنين، 1 ديسمبر 2025

القط والفار بقلم الراقي عبد الرحيم العسال

 القط والفأر

=======

وقال القط للفأر

ألا تأتي لكي نلعب؟ 

هنا نجري هنا نجري

ومن فاز هنا يكسب

فقال الفأر يا هذا

وماذا يا ترى نلعب.؟ 

فقال القط فلتغمص

عيونا منك ولتعصب

وتبحث أين تلقاني

بأي جهاتها فاطلب

فقال الفأر يا هذا

لماذا معكم نلعب؟ 

لنا قانون يحكمنا

وينهانا فلا تتعب

ولا ترجو من الشمس

بأن تأتيك من مغرب

ومن يأمنك يا هذا

كمن يرجو رضا الثعلب

قرأت تاريخ أجدادي

فكان القط كالعقرب

فكيف لعيشي الهاني

أودعه لذي المخلب

ألا فاتركني في حالي

وأنت لحالكم فاذهب

لكم يا سيدي طبع

وما من طبعكم مهرب

أنا فأر وهل يرجى

لغير القتل من مطلب؟ 


(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)

لا ينقذك القبطان بقلم الراقي طاهر عرابي

 "لا يُنقذك القبطان"


قصيدة للشاعر والمهندس طاهر عرابي

دريسدن – كُتبت في 08.02.2024 | نُقِّحت في 02.12.2025


في هذه القصيدة، لا يُنظر إلى البحر كمساحة ماء وأمواج،

بل كقوّة كونية غامضة ومهيمنة، تختبر الإنسان في حدود وعيه.

هو القوّة العمياء التي لا تُفسَّر ولا تُقهر،

والإنسان — مهما علا — يظل غارقًا في متاهاتها،

يبحث عن نجاة تتوارى بين هدير الموج وصمته.


والغرق هنا غرقٌ وجودي:

امتحانٌ للوعي، وصدى للقلق الإنساني،

ودعوة إلى مواجهة الحرية حين تكون قاسيةً مثل البحر، وعميقةً مثل الخوف من البقاء نفسه .



لا يُنقذك القبطان


وقعتُ في بحرٍ يحمل جرأةَ ذوبان الثلج في ملحه،

ولا يقبلُ زورقَ النجاة، 

ولا نداءَ المنقذين.

بحرٌ في خندقٍ يتمترس بوحدته،

يعاتبك حتى تموتَ في مائة،

وهو يحاورك في متعةِ البقاء.


هو الخالدُ في نشوته، 

وأنت المنفيُّ من دائرة الخلود؛

حتى شواطئُه تشعر بالغربة…

وأنا أدخلُ عليه بوجهٍ غريب.


قلتُ: عجبًا!

وهل يرفع علينا البحرُ نزقَ العقوبات،

ويُحكِم قبضتَه على الأرواح التي تنبض بالحياة؟

لستُ حوتًا أمضي تحت ساريةٍ تدفعها الريح،

ولا صدفةً تحمل الموجَ والنداء،

ويخلّدها الظلامُ في السكينة.


يا بحر، نصفُك مجهول؛

فبأيّ لغةٍ تُخاطب بعدما هجرتكَ اللغات؟

تتمددُ… وفي عروقي يسخن الدمُ حيرةً منك.


وحيدًا أتنقّل بين ثنايا الموج،

أطلّ عليك من شرفات الماء؛

فوجدتُكَ تظمأُ للقهر.

أُسليك من غدر الرياح… وأنت تطلبها؟

كفاك تطارد ماءَك كأنه غريبٌ عنك.

أغرِقني… لأتشرفَ بمائك؛

فلا أعرف وجهًا آخر للخلاص.


عزفتُ عنك،

والبُعدُ وهمٌ… ما دمتُ فيك غرقًا.

فقل لي: كيف يعزفُ عنك مَن فيك،

والموجُ يلطِم وجهكَ من شدة القهر على وجهي؟


سأدعو النوارس كي تُنقذني،

وأعودَ مبتهجًا إن مسّكَ القدر.

فلكلّ نائحةٍ منديلُها،

ولكلّ منديلٍ نسّاجٌ مقتدر.


فلا تُراهن على هلاكي؛

وأنا لطيفُ المآسي… منتصر.


كم من أغنيةٍ عزفتها مسامعُنا،

وهديرُك أشقى من أي صوتٍ يُسمع.

تكلّف بخلاصي… ودعني أنصرف؛

فوطأةُ قدميّ على اليابسة هي جمالُك،

إن كنتَ رأيتَ في الإنسان جمالًا

يُتوّجُ شواطئك بخطواته.


لديك ما يكفي من الأسماكِ المأسورة،

وحنينُها للسماء يشبه المرجان.

فلا تتعجّب إن أحبك إنسان،

فكيف يتعجّب البحرُ من ريّان؟


فلنعد كما كنا:

أنت الشقيُّ في حوضك،

وأنا الطليقُ من قبضة السجّان.

يجمعنا الحبّ… ذاك الذي نجهله.

أنت غريق،

وأنا أعلمُ أني غرقان.


سيسكتُ هديرُك حين تراني مثلَك،

وأمرّ عليك في حوض الحياة…

وستمرّ النوارسُ وتُنقذني إن أسأتَ فهمي.

وتبقى أنت — القوّة المكسورة —

ولا يُنقذك حتى القبطان.


— دريسدن | طاهر عرابي

لا تعنف ابني بقلم الراقي الزهرة العناق

 ... لا تعنف ابني ! لا تلمس ابني ولا تضربه، فأنت المعلم وصوت القيمة قبل الكلمة. أنت من تصنع في القلوب الطمأنينة، وفي العقول نورًا، وفي النفو...