عزّ الكريم
أ.د. زياد دبور
إِذَا الحَيَاةُ تَفَاخَرَتْ بِعُظَمَائِهَا
فَالكَرَمُ يَبْقَى فِي الرِّفْعَةِ أَسْمَى
قِيمَةُ الإِنْسَانِ فِي بَذْلِ مَا لَدَيْهِ
لَا فِي اقْتِنَاءِ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالنِّعَمَى
الكَرِيمُ نُورٌ مِنْ نُورِ اللهِ يَسْطَعُ
وَالمَالُ كَسَرَابٍ يَأْتِي ثُمَّ يَنْقَطِعُ
كَالنَّخْلِ يُعْطِي الكَرِيمُ ثَمْراً طَيِّباً
وَالظِّلُّ وَالأَلْيَافُ مِنْهُ عَطَاءُ
عَطَاؤُنَا كَالغَيْثِ يَرْوِي جَارِياً
يَبْنِي جُسُورَ المُنْحَنَى وَالمُرْتَقَى
وَيُضِيءُ دَرْبَ المُسْتَجِيرِ بِنُورِهِ
فَتَرَى القُلُوبَ تَآلَفَتْ دُونَ الشَّقَا
إِذَا أَرَدْتَ الخُلْدَ فِي دُنْيَا الفَنَا
فَازْرَعْ جَمِيلاً فِي حَدَائِقِ قَلْبِكَ
وَاجْعَلْ يَدَيْكَ كَغَيْمَةٍ هَطَّالَةٍ
تُسْقِي الأَنَامَ رَحِيقَهَا مِنْ فَيْضِكَ
الكَرَمُ تَاجٌ لَا يُبَاعُ بِأَنْفُسٍ
وَالبَذْلُ لَا يُنْقِصُ البِحَارَ العَامِرَةْ
مَنْ كَانَ لِلضَّيْفِ بَابُهُ مَفْتُوحاً
تَهْمِي عَلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ بُرُوقُ
شَتَّانَ بَيْنَ الشُّحِّ وَالإيثَارِ إِذْ
هَذَا يُضِيءُ القَلْبَ وَالآخَرُ يُظْلِمُ
إِنَّ الكَرِيمَ إِذَا أَرَادَ مَحَبَّةً
بَذَلَ الكَثِيرَ وَلَمْ يَكُنْ مُتَرَدِّدَا
فَلِأَيِّ شَيْءٍ نَحْنُ نَجْمَعُ وَالرَّدَى
يَأْتِي فَيَقْطَعُ كُلَّ حَبْلِ طِمَاعِ
إِنَّ الكَرِيمَ هُوَ الَّذِي يَحْيَا هُنَا
وَيَظَلُّ حَيًّا بَعْدَ طُولِ وَدَاعِ
*. © زياد دبور ٢٠٢٥
جميع الحقوق محفوظة للشاعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .