شقيت
و بالشعر و الشاعر
فلا الأمس أحلى من الحاضرِ ـــــــ و لا الغد أجلى من الغابرِ
عرفنا العدو مضلا و ما م ـــــــ ر يبقى سجلا على الناظرِ
منيت بتلك الطلاسم حين ــــــــ عنيت و بالسحر و الساحرِ
بدنيا الهوى ما وجدت سعودا ــــــ شقيت و بالشعر و الشاعرِ
و عشت ماضيك لا تستطيب ـــــــ غدا و نهيت عن الحاضرِ
و فيها بلادي زمام الأمور ـــــــ تركت إلى ذئبها الماكرِ
،،،،،،،
و كل العناقيد لما تدلت ـــــــ قطفت فمن غصنها الزاهرِ
و ما عاد فيها سناك يمر ــــــــ مشعا على وجهك الناضرِ
فقدت بليلك بدرا و شمسا ـــــــ فلم تر في صبحك الباكرِ
بقرت بطونا و عشت جنونا ـــــــ و لم تمتلك جنة الباقرِ
و بعت الهوى و اشتريت المهاوي ــــ و لم تمتلك حكمة التاجرِ
،،،،،،،
هزمت أمام البلايا و نصرا ــــــــ نعيت و في حضرة الناصرِ
هناك جعلت المحب عدوا ـــــــ و عشت هنا عيشة الحائرِ
بتلك النجاسات تيها لماذا ـــــــ تمر على قلبها الطاهرِ
ضعفت أمام العدى ما عرفت ــــــــ بصبر و لا أنت بالصابرِ
بقيت وحيدا و فوق يدي ما ــــــــ تركت بقايا الشذا العاطرِ
،،،،،،
سكرت و من دون خمر و أهدي ــــــــ ت كأسي و للمطرب الساهرِ
فإياك أعني فيا من عنيت ــــــــ زمانا بكأس الهوى الدائرِ
و من حبها ما شفيت غليلا ــــــــ بوتر شقيت و بالواترِ
لأجل الذين أحبوا العلا لم ــــــــ تسامر نجوما مع السامرِ
و جودا منعت علينا و لم تج ـــــــ ر غيضا فمن فيضه الزاخرِ
،،،،،،،
و ما زلت تختال منا فما شيء ــــــ ت تغتال في قصرك الفاخرِ
وعيدا و بعد الخروج و عيدا ـــــــ أقمت و في شهرك العاشرِ
و تبكي و بالشِعر قوما و تلقي ـــــــ أثيرا على موجه الهادرِ
و أعلنت كفرا بأول بيت ـــــــ كفرت و ما أنت بالكافرِ
من القول و القيل دون انفعال ــــــــ جعلت اهتمامك بالظاهرِ
،،،،،،،
و شعرا لأجل الذي قاله ما ــــــــ نظمت على بحرك الوافرِ
حرمت الأغاريد منها فلما ـــــــ رميت رصاصا على الطائرِ
ضحكت فأبكيت وجهي و ظهري ــــــــ طعنت و بالخنجر الغادرِ
و ضيفا فقد جئت تسعي إلي ـــــــ و بي لم تجد حظوة الزائرِ
و للدهر حين رقصت جعلت ــــــــ سيوفا على خصرك الضامرِ
،،،،،،،
و صليت من بعد صوم و لكن ــــــــ فجرت بفجر مع الفاجرِ
جعلت الخراب يحط عويلا ــــــــ طويلا و في قلبك العامرِ
سحقت كبيرا و بعدي صغيرا ــــــــ نفيت إلى الموطن الصاغرِ
و نفسي كسرت فحين هجمت ـــــــ عليها و كالطائر الكاسرِ
أمام الحجيج سفكت دمائي ــــــــ فسالت و من سيفك الباترِ
،،،،،،،
بسجني قضيت و دوني مضيت ـــــــ وحيدا و في دربك الواعرِ
بقبح طمست جمالي بغيضا ــــــــ أتيت من العالم الآخرِ
بفخ الأمانيّ أوقعت غيري ــــــــ و ما كنت كالحاذق الماهرِ
و عن جاحد قد أزلت حدودا ــــــــ و حدا أقمت على الشاكرِ
قهرت الجميع و مثل الجميع ـــــــ حكمت على ظرفك القاهرِ
،،،،،،،،
سحرت عيوني و مني أسرت ــــــ مدى الدهر بالمنظر الآسرِ
على عاجز ما قدرت فكيف ـــــــ السبيل إلى قدرة القادرِ
و أدميت قلبي و أجريت فيه ــــــــ نزيفا و من جرحه الغائرِ
و أبديت عجبا أمامي و منك ــــــــ عجبت و من فكرك القاصرِ
عبرت إلى ما تريد و صرت ـــــــ تزيد و من عبرة العابرِ
،،،،،،،
عن الشعر أعرضت دهرا و قهرا ـــ عرضت أذاك على الناثرِ
و حيا تميت ضياء حياء ـــــــ فما لاح من وجهك السافرِ
ضربت يدي ما عرفت فكيف ـــــــ و للضرب تجري يد الثائرِ
و فوقي تركت غيوما فلما ـــــــ أتيت بجو الهوى الماطرِ
نهيت النهى عن أمور و تنهى ـــــــ بتلك الأمور عن الآمرِ
،،،،،،
و عين الحقيقة تمضي سرابا ــــــــ حملت على ركبها السائرِ
و نارا سرقت نهارا عساها ـــــــ تحط جهارا على الحاجرِ
أقامت عليك الليالي امتحانا ـــــــ وما فزت بالمنصب الشاغرِ
لنا الحب لما تسنى تلاشى ـــــــ و منا كرسم الدنى الداثرِ
بيانا عيانا فحين نحب ـــــــ نبوح بما جال في الخاطرِ
،،،،،،،
تضل و ما بي اهتديت ربحت ـــــ إذا ما ابتعدت عن الخاسرِ
و بي قد لعبت فمن يفتديها ـــــــ عيوني و من حظك العاثرِ
و ذاك التعدي على الخافقين ــــــــ تجلى و من حكمك الجائرِ
قطعت وريد عزيزا و بالنح ـــــــ ر فيها تذل و بالناحرِ
يداك فما سلمت حين فرعا ــــــــ قطعت فمن أصلك النادرِ
،،،،،،،
و ما زلت تحكي المعاناة شعرا ـــــــ و ما صيغ بالمنطق الباهرِ
و تلقى الرسالات منك إليك ــــــــ رسولا مددت يد الناشرِ
و مني سخرت و ما زلت تثني ـــــــ علام على ذلك الساخرِ
أنا أنت في الحالتين أراني ــــــــ و إن كنت في حالة الناكرِ
لمثلك أصبو بقاياك فيَّ ـــــــ سقيت و من دمنا الهامرِ
،،،،،،
بقلم الشاعر حامد الشا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .