بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 22 مارس 2025

حكاية مجنون البلد بقلم الراقي د اسامة مصاروة

 حكايةُ مجنونِ البلد

سمعتُهُ يخْطُبُ في سوقِ البلدْ

دونَ انتباهٍ واعتبارٍ منْ أحدْ

فالشخصُ شفافٌ هواءٌ لا يُرى

وهلْ يُرى لناقصِ العقلِ جَسدْ


ومنْ يَكونُ يا تُرى ذاكَ الهْواءْ

ذاكَ الْفَراغُ رُبّما ذاكَ الْهَباءْ؟

في قصْرِ مُلْكٍ عاهِرٍ وَداعِرٍ

ما قوْلُكُمْ هلْ لِمُعارِضٍ بقاءْ؟


قدْ كانَ منْ قبلِ الجُنونِ كاتِبا

يَجوبُ أسواقَ البلادِ خاطِبا

يفْضحُ حكمًا فاسِدًا وخائِنًا

حُكمًا لخيراتِ البلادِ ناهِبا


كمْ أُلْقِيَ القبضُ عليْهِ كمْ سُجِنْ

قالوا عميلٌ ومثيرٌ للفِتنْ

قالوا كذلكم كفورٌ مُلْحِدٌ

وخائِنٌ للشعبِ حتى للْوطنْ


والناسُ في آذانِهمْ وقرٌ شديدْ

أوْ رُبَّما فيها غِطاءٌ من حديدْ

ماذا عسى أن يفعلَ الشعبُ الذّليلْ

شعبٌ بلا أدنى شُعورٍ بلْ بليدْ


وكلَّما جاؤوا لكتْمِ صوتِهِ

وبالجُنونِ أسْهبوا في نعتِهِ

أبى السُكوتَ بلْ وَظَلّ ساخِرًا

بِهِمْ وحتى هازِئًا بِموْتِهِ


من ذُلِّ أمّةٍ وقوْمٍ دامَ دهْرْ

من اضطهادٍ واحتقارٍ ثمَّ قهْرْ

ضاعتْ حَضارةٌ وضِعْنا مَعَها

لمْ يبْقَ فينا غيْرُ أَحقادٍ وَغدرْ 


سَجْنٌ وَضرْبٌ بلْ وَتَقْطيعٌ مُخيفْ

مصيرُ كلِّ كاتبٍ حرٍّ شريفْ

وَرُبَّما حَرْقٌ وَقّذْفٌ في الْمُحيطْ

أوْ جُرعَةٌ تقضي على العقلِ الحصيفْ


كانَ سعيدَ الحظِّ إذْ تشاوَروا

ماذا عليهمْ فعلُهُ فقرَّروا

بعدَ جدالٍ أنّهم لنْ ينْشُروا

جِسْمًا بدينًا فالجنونُ أيسرُ


أصغيْتُ جيِّدًا لِما كانَ يقولْ

في السوقِ حيثُ اعتادَ يوميًا يَجولْ

كانَ بِلا وعْيٍّ يُكَرِّرُ الْكلامْ

يخْطُبُ من ذاكرةٍ تأبى الأفولْ


والناسُ إمّا مشترٍ أوْ بائعُ

ما واحدٌ خوفًا ورعبًا سامِعُ

ففي ثَنايا السّوقِ عيْنٌ لا يُرى

وكلَّ أَمْرٍ للطغاةِ جامِعُ

د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

فراغ بقلم الراقي عبد الرزاق البحري

 فراغ  لم يعد في رأسي  ما يشتهي الورق  أو ما يسيل من الحبر  فكلما استنزفتني فكرة  تموت في الحلق القريحة  ..... فأختنق  لم يعد في رأسي  ما ...