الإعتكاف خير عزلة بقلم الراقية د.ناهد شريف

 الاعتكاف خير عزلة

الاعتكاف في اللغة هو لزوم الشيء وحبس النفس عليه بِرًا كان أو غيره، قال اللّه تعالى في القرآن: ﷻ﷽

﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ۝

﴿صدق الله العظيم ﴾

أما معنى الاعتكاف اصطلاحاً وشرعًا فهو :لزوم شخص معين المسجد لعبادة الله تعالى على صفة مخصوصة.

والاعتكاف في شهر رمضان من الأعمال العظيمة التي حثَّ عليها الإسلام وشرعها في هذا الشهر الفضيل، وهو من السنن التي كان يحرص عليها رسول الله {ﷺ}.كما بلغتنا أمنا السيدة/عائشةو يُعدُّ الاعتكاف من أسمى العبادات التي تقوي الصلة بالله، وتُعزز العلاقة الروحية مع الخالق، وتساعد المسلم على التفرغ للعبادة والتأمل في معاني القرآن الكريم.والتضرع الي الله.

 هو من أفضل الطاعات لأنه ليس فقط فرصة للعبادة، بل هو وقت لإعادة شحن الروح وتقوية الطاقة الروحية بالايجابية والتخلص منالطاقة السلبية و التشتت الذهني والقلبي الذي فرضته علينا مجريات العصر والميديا . وكذلك تفريغ العقل من ضغوطات الحياة وفرصة عظيمة لهجر 

الميديا و يُعتبر فرصة ذهبية للابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية والتفرغ التام للعبادة. في أيام رمضان خاصة العشر الأخيرة المباركة، ليكون المسلم في حالة من الصفاء الروحي الذي يساعده على التوبة والإقلاع عن الذنوب.

   كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، وهذا يُعتبر دليلاً على فضل هذه العبادة وأهميتها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اعتكف عشرة أيام في رمضان، فذلك أجره عند الله".

  و الاعتكاف يُتيح للمسلم وقتًا ثمينًا للانفراد بالله والدعاء،كثرة الاستغفار وهو من الأوقات المباركة التي يُستجاب فيها الدعاء. كما أنه يعدُّ فرصة للتوبة من الذنوب والعودة إلى الله.

   ومن أبرز فضائل الاعتكاف في رمضان هو التماس ليلة القدر، التي هي أفضل من ألف شهر. ويُعتقد أن ليلة القدر تقع في العشر الأواخر من رمضان، حيث يزداد الجهد الروحي في تلك 

 الايام يساعد الاعتكاف في تهذيب النفس والتخلص من العادات السلبية والتقليل من الانشغال بالدنيا. ومن خلال هذا التفرغ للعبادة، ويتعلم المسلم الصبر وقوة التحمل، ويزداد إيمانه وتَقواه ومنهايقدر قيمة المنزل والاسرة والعمل والاهل لانه حرم من ذلك لمدة وجيزه

كما يطهر القلب والنفس فهو فرصة لتصفية القلب والروح من الشوائب النفسية والهموم، فيجد المسلم راحةً نفسية ويشعر بالقرب من الله عزَّ وجل.

لأن المعتكف يحرص على أن يمضي وقته في الصلاة، وقراءة 

القرآن والذكر، ،والاستغفار،والدعاء، ويجب أن يستغل المسلم هذه الفرصة للتوبة من الذنوب والابتعاد عن المعاصي.

الشاهد من الكلام.....

 أن الاعتكاف هو فرصة لإعادة تقييم النفس وتحديد الأهداف الروحية المستقبليَّة

 فهو من أفضل الطاعات وأحب الأعمال إلى الله تعالى.

ولأن الاعتكاف أولًا واخيرًا عزله، تستطيع المرأة أن تعتكف في منزلها حتي لو ساعة يوميًا .وهي تقرأ وردها وتعتزل ما حولها 

وتنوي الاعتكاف في مكان معين في منزلها وتفصل مشاعرها عن كل الأمور الحياتية خاصة البعد عن المدعو (مطبخ)

وبالتأكيد تفصل النت 

 فاجتهدوا في هذا الشهر الكريم لنيل هذه الفضائل العظيمة ،فقد اقترب الرحيل.

ا/ناهد شريف

مصر المحروسة

دمياط