التائب والناس والله
في منعطف الريح كان يمشي
مثقلا بالخطيئة كأنفاس الرماد
يحمل فوق كتفيه ظله المنحني
وعيناه تسيلان كدمعتين ضائعتين في زحام العمى
رفع يديه
يا رب هأنذا
عاريا من كل زيف مبللا بندمي
كتبت على جلدي وجعي
ونقشت على أنفاسي اعترافي
هل لي عندك باب
لكن الناس كانوا هناك
يمسكون أبواب الرحمة بأصابع مسنونة
ويكتبون عليه لن تقبل
يحيكون من ماضيه قيودا
ويصنعون من ذنوبه سياطا
يرجمونه بصرخاتهم الصامتة
ويكسرون صوته قبل أن يصل للسماء
لكنه سمع نداء
ليس من الأرض ليس من الناس
بل من حيث لا تصدح الأحكام
ولا تبنى الجدران
كان صوته وكان الله
يا عبدي قد قبلتك
فوقف التائب على رماده
ورفع رأسه
ومشى فوق صرخاتهم
كمن يمشي على ماء المغفرة
إلى حيث لا تصل الأيدي
ولا تنطق الألسنة
ولا يجرح الصفح أحدا
سعاد شريف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .