اللَّيَالِي الَّتِي كَانَتْ
لَيْلٌ دَاجٍ عَنْبَرْ،
كَحَرِيرٍ مُنْسَكِبٍ مُسْتَرْسَلْ،
حُلْوٌ كَعَسَلٍ أَوْ شَهْدِ سُكَّرْ،
وَعَلَى رِمَالٍ"تِنْفُو" المُتَنَاثِرَةِ كَالزَّمَانْ.
اِنْحَنَى القَمَرُ هَامِسًا فِي المَكَانْ،
اِنْحَنَى عَلَى أَطْرَافِ أُفُقِ السَّمَاءْ،
يُوَشْوِشُ فِي مَشَاعِرِ الغَجَرِ كَكُلِّ مَسَاءْ،
بِأُغْنِيَاتِ عِشْقٍ أُسْطُورِيَّةٍ قَدِيمَهْ
نُسِجَتْ مِنْ أَشْوَاقِ مُعَانَاةٍ حَزِينَهْ،
بِلَا نَمَطٍ أَوْ شَكْلٍ... أَوْ طَرِيقَهْ.
هَذَا الأَمْرُ كَانَ... مُنْذُ الأَزْمِنَةِ البَعِيدَهْ.
رَقَصَ الغَجَرُ رَقَصَاتِهِمُ الجَمِيلَهْ،
تَمَايَلُوا... تَعَانَقُوا...
رَفَعُوا الأَقْدَاحْ...
غَيَّرُوا كُؤُوسَ الرَّاحْ
بِكَيْفِيَّاتٍ جِدُّ رَائِعَهْ.
كَأَنَّ أَرْوَاحَهُمْ شُعَلَاتٌ تَائِهَهْ،
تُغَازِلُ نِيرَانَ عِشْقٍ خَافِتَهْ،
لَكِنَّهَا قَوِيَّةٌ وَعَمِيقَهْ.
وَبِعُيُونِ اللَّيْلِ السَّاحِرَهْ،
كَانَ القَمَرُ شَاهِدًا...
كَانَ مُلْهِمًا شَاعِرًا...
كَانَ عَاشِقًا لَكِنْ صَامِتًا...
كَشِعْرِهِمْ...
كَعِشْقِهِمْ...
كَوُجُودِهِمْ.
إدريس البوكيلي الحسني
المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .