ماذا لو.../ مجيدة محمدي /تونس
ماذا لو انحنت السماء قليلاً لتلامس جباهنا؟
هل سنرفع أعيننا لنرى انعكاس أرواحنا في زرقتها؟
أم أننا سننكمش في ظلال أفكارنا، نخشى اتساع الأفق؟
ماذا لو توقفت الأرض عن الدوران للحظة؟
هل سنشعر بارتباك في قلوبنا،
كما لو أن الزمن أطلق سراحنا فجأة؟
أم أننا سنصرّ على عدّ الثواني، نبحث عن نغمة اعتدنا عليها؟
ماذا لو سقطت الشمس في البحر؟
هل سيشتعل الأفق بنار جديدة،
تكتب للكون صفحة أخرى من الضوء؟
أم أننا سنقف على الشواطئ،
نراقب المياه تغمر أقدامنا بلا مبالاة؟
ماذا لو انكسرت الريح؟
أيعقل أن تصبح الأصوات أوضح،
كأنّ العالم يهمس بحقيقته في صمتها؟
أم أننا سنبكي فقدان العاصفة،
نبحث عن صخبٍ يبرر وحشتنا؟
ماذا لو تحوّلت الغابات إلى مدن،
وصار كل غصن طريقاً، وكل ورقة نافذة؟
هل سنصير أسرى جدراننا،
ننسى أن الأرض كانت تغني في عروق الشجر؟
أم أننا سنبحث عن جذورنا بين حجارة الإسفلت؟
ماذا لو تكلّم الحجر؟
هل سيخبرنا عن أعباء الزمن الملقى على كتفيه؟
أم أنه سيضحك من صمتنا الطويل؟
ماذا لو؟
سؤالٌ يفتح نوافذ القلب على عالم لا نهائي،
على احتمالات تسبح في فضاء الروح،
على طرق غير معبّدة تنتظر الخطوة الأولى.
ماذا لو أجبنا على كل الأسئلة بسؤال آخر؟
هل سنكتشف أننا كنا الإجابة منذ البداية،
وأن "لو" ليست سوى مرآة،
تعكس ما نخشى أن نراه في أعماقنا؟
ماذا لو كان الكون حكاية نصفها مكتوب،
والنصف الآخر ينتظر أصابعنا المرتعشة،
لتكتب النهاية أو تبدأ البداية؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .