بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 3 يناير 2025

اوجاع المهولة بقلم الراقي جاسم الطائي

 ( أوجاعُ الكهولة )

ما لي سوى عينيك هُنَّ نواظري

مما رأت عيناي خلف ستائرِ

ولقد نفذتُ إلى مجاهلِ غيضِها

روعٌ تروّعَ منه دمعُ محاجري

حجُبٌ هي الدنيا ويخفي بعضُها

بعضاً غوايةَ كل قلبٍ حائرِ 

فلقد كرُمْتُ مدامعاً فإذا بها

يا نشوةَ الألحانِ بوحَ مزامري

ضَنَّت حياةُ الأمسِ فوقَ جحودِها 

وتلملَمَت عنِّي تزيدُ خسائري

فتقَطَّعَت سبلٌ وأبلى خطوُها

واقفَرَّ سِفْري رغمَ فيضِ محابِري 

وتَرِي حزينٌ ما نعمتُ برفقةٍ 

ممن أعاني فيه بوحَ مشاعري

حتى تمدَّدَ كلُّ أفقٍ في دمي

نحو التَّغرُّبِ يستفزُّ خواطري 

أين اليراعُ أما يزالُ كعهده

صباً أم انَّ الشيبَ طالَ دفاتري 

وذكرتُ أياماً خلت فتبدَّلَت

وسمعتُ منها مثلَ ظلٍّ خائرِ

بَلسِمْ جراحَ البعدِ تهدأْ ثورتي

أجراسُ حلمٍ تستثيرُ سرائري

وجعُ الكهولةِ فاهُ كأسٍ أدمَنَتْ

جَلدَ الشفاهِ فيا شفاهيَ حاذري

حتى إذا اشتدَّت ملالةُ أدمعي

وتشاطرَت بعضُ المواجعِ حاضري

فإذا اليراعُ أراهُ يقطرُ خِلسةً

وأرى القوافيَ مسخَ حرفٍ حائرِ

علِّي أصيبُ بها نوافذَ حيرَتي

أرمي الحصى نحو المدى المتناثرِ 

كل الجهات تفتَّقَت عن بعضها

أفمن يحيكُ خيوطها كضفائرِ

ونسيتُ أشتاتَ المنى في لحظةٍ

عصَفَت تباريح الهوى بأزاهري

حاكِ المشيبَ وخُذْ بحكمةِ حُكمهِ 

ما ظلّ منكَ وبالرحيلِ فجاهرِ

نحو ال مضى والذكرياتُ غنيمةٌ

ثم احتكم للقلبِ حكمَ الثائرِ 

--------------------

جاسم الطائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

حكايات عمر بقلم الراقية سعاد شباح

 حكايات عمر من هناك من شذا الخرنوب المترع بالفرح من أزاهير تنبت ما بين أحجار و صخر من هناك أنا و أنت و هن آتيات مثلما تأتي الغيوم و المطر نس...