*ثري الروح*
في عتمة الليل، حيث يختبئ الحنين خلف ظلال النسيان،
تولد الأرواح بثقل الأحلام،
تتشبث بأجنحة الخلود، تتساقط عنها أشلاء الزمن.
أيا روحًا تحاكي الصباح قبل ميلاد الضوء،
كم نزفتِ شوقًا حين عانقتِ أصداء الحكايات،
وحين شربتِ من كأس الغياب حتى الثمالة،
ألم تدركي أن السقوط ليس النهاية؟
تثريكِ الجراح حين تنزف لتغسل،
وتعمدكِ الوحدة حين تغرقكِ في بحر التأمل،
أنتِ، كالسحاب حين يثقل بالعطاء،
يخفي وجعه ليهدي الأرض خصبًا وضياء.
تخاطبين القدر بأهداب تحمل صلوات الصمت،
تنقشين على صفحة العمر ملامح النجاة،
تعيدين ترتيب الحطام،
وتقيمين عروشًا في قلب الرماد.
يا روحًا أغنى من كل كنوز العالم،
كيف تغتسلين من عذابات الأمس بالحب وحده؟
وكيف تصهركِ الأحزان لتصقلكِ؟
في ثراكِ تنبت الزهور رغم قسوة الرياح،
فيكِ وطن يسكنه كل عاشق،
وفي صدركِ نهر يرويه ماء الحياة.
ثرية أنتِ،
كأنك ترقصين على أطراف الشوك حافية،
وكل جرح يهديكِ مجدًا،
وكل دمعة تضيء طريقًا جديدًا.
رانيا عبدالله
2024/12/21
توقيت ٤:٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .