خيباتُ وطنٍ
في عتمةِ اللَّيلِ ونورِ النَّهارِ
وسطَ القلبِ المجروحِ
أشتهي قُربَكَ يا شعبي
لِأحملَ عنكَ العِبءَ قليلاً
أنظرُ إليكَ والدُّموعُ تسبقُ رؤيتي
أكتُبُ إليكَ عن أحزاني
وكلماتي تُلامِسُ شفتيَّ المُرتعِشَتَينِ
وتسقطُ لِتُشعِلَ نيرانَ الغضبِ والاشتياقِ
لِأحضانِكَ يا وطني
مُفرداتي تهربُ منِّي حُزناً
فلا أستطيعُ جمعَها
تُداهِمُني سِهامُ الألمِ والحُزنِ
لِحرمانِكَ الأمنَ والأمانَ
يُحرِقُني حبُّكَ يا وطني
إنَّ حبِّي لكَ كحبِّ الأمِّ لرضيعِها
يُضرمُ النِّيرانَ في جسدي
والرَّغبةُ كوحشٍ كاسرٍ يُمزِّقُني
أحلمُ أنِّي أُقبِّلُ الأرضَ
وكلَّ جبالِكَ ومُنحدراتِكَ
يسودُ الصَّمتُ بينَ جُمَلي وأبياتي
وفجأةً يرتفعُ صدى صوتي
ويكسوهُ الحُزنُ والألمُ الدَّفينُ
وابتسامةُ العطفِ المصحوبةُ بالبكاءِ
معَ شوقٍ مُنجرِفٍ بعفويَّةٍ
في حلقةِ أفكارٍ يصولُ ويجولُ
وعلى جسدٍ مُنهَكٍ
ينصتُ القلبُ بدهشةٍ
إلى ضَجيجٍ مُفاجئٍ حولَكَ
وأنتَ تحتَ خيمةٍ سوداءَ
تُغطِّي سماءَكَ بالأُمنياتِ
فتُوقِظُ شراسةَ كلِّ حواسِّي
على ابتلائِكَ بمُصابِكَ الكبيرِ
يا وطني المبتورَ ...!
كطائرٍ مُنتوفِ الرِّيشِ ومكسورِ الجناحَينِ
وأنتَ مُهاجِرٌ بينَ هذا وذاكَ
وأرضُكَ تصرُخُ وتُناديكَ
وتظلُّ مُشتَّتاً ضائعاً مجهولَ الهُويَّةِ
يا أمَّتي الكورديَّةَ
إلى متى تظلُّ في غُربةٍ
وأنتَ على أرضِكَ مُشرَّدٌ ؟!
✍️ سلمى اليوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .