عام مضى
مضى عام فوق سيل من دماء
كل يوم فيه نار من شقاء
بين جنبيه جراح من أسى
ويد الموت سيوف من فناء
وعلى منحدر أو شارع
دم أطفال وأشلاء نساء
وأمة تخطو على جمر الحصى
وتشرب الذل بكأس الكبرياء
لاتسلني يا أخي ماذا جرى
ألف نهر من ينابيع الدماء
وغدت أقمارنا ترنو إلى
زيفاً ذاك الضوء من شمس العداء
ولم نعد نرنو إلى تاريخنا
ومضينا نمشي في درب التنائي
ولم تعد هناك أحلام لنا
وصارت الأفكار زيف من خواء
ونسكب الأحزان من أجفاننا
ويخمد نيراننا برد الشتاء
وتحتسي أنفاسَنا أمسيةٌ
ودخان يخنق ريح الهواء
والتزمنا الصمت رغم إن العداء
صوتهم يختال في جو السماء
وعيون الحقد ترمي فوقنا
نار بغي تحرق كل بناء
وبلا زاد غدت بناتنا
وطفلها أمسى بلا أدنى غذاء
غفى على حلم الرغيف ولم ير
إلا الطوى يلوح في الإغفاء
وتلك البيوت الهائمات كأنها
فوق الحياة مقابر الأحياء
ووراء التل أرحام لها
في عيون فاقدات للضياء
وبلا مأوى تقَّضي ليلها
دمع عينيها عتاب من جفاء
تنشد الصمت صوتاً أو صدىً
يشجب البغي بشيء من نداء
وبدا الفجر عجوزا شمسه
كالمرايا في رماد الانحناء
يا أمة تمشي على أشلائها
وبلا حس يعي أيَّ خفاء
لا تنبذي مجدا أضاء نوره
الف دنيا من ظلام البوساء
وارشفيه في كؤوس من منى
واحضني الذكرى بدفء من لقاء
واصنعي الأمجاد في ساح الوغى
إن الجنان تعد للشهداء
كفى من الذل الأليم ما مضى
كفى و لا نامت عيون الجبناء
بقلم عبد الحبيب محمد
ابو خطاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .