بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 16 ديسمبر 2024

كلام الصمت بقلم الراقي عبد العزيز عميمر

 كلام الصمت :


غرق في صمته،بين جرحه ويأسه،بعيد هو حلمه، وقريب رمسه ،وجدانه تحجّر،وفارق الطيران،ولا يفلت ! من قبضة التشاؤم 

لمن يُفرِغ قلبه !؟والكلّ أصمّ ! وإن سمع فساعة ابتسام ،يتمرّغ من نكتة تبرّمه وعجزه، وتتحوّل محنته لتروى في المقاهي والأعراس .

لمن يُفرغ قلبه!؟ لحظ مريض يسوق الريح بالهراوة !؟

أم لحاقد ينتظر الفرصة للانقضاض لنهش اللّحم النيء !؟ لمن ومحيطه عوسج وصبّار !؟...لمن !؟......


مختبئ في صمته متدثّر بشوكه، لكن أحسن من حرير

مطرقتهم وأفضل من انفجار ضحكاتهم .

صمته يجعله مستقلا،ثمّ أنّ الصمت لا يبوح بالسرّ ،إلاّ

للصمت ،فالسرّ والصمت متلازمان ومتفقان وأبكمان

لذا يجد راحته في الصمت الذي لا يعاتبه ،ولا يسكِته،

بل يتماهى مع اوجاعه،ويحسّ به أكثر ويشفق عليه،

يتمتّع الصمت بالهدوء،يمنحه الراحة النفسية ،فلا يندم على فكرة أخرجها ،فهي مصانة في غطاء كاتم الصوت 

صمته متعاون مع وشاح الليل والوسادة.


صمت وليل ووسادة ،تلاقيهم لم يكن صدفة ،تشابه

بينهم والثلاثة ليس لهم لسان،فهو مطمئن للكتمان

فلا ينشر الخبر ،دائرة مغلقة .

ما يسهّل كلامه الصامت هو وسادته،تعانقه، تقبّله 

تسمع إليه بل تدفعه للكلام الصامت المدعّم بلغة الجسد ورمز الإشارة ،وكأنه يخاطب البكم الصمّ .


تكلم كثيرا مع صمته،وبثّ الكثير وأخرج مسامره

هو يشعر بالراحة النفسية ،لكن تعب،فليس سهلا أن تتكلّم بدون لسان،لذلك دخل في جدار الصمت لمدّة

قصوى ريثما تشرق الشمس ،وتمنحه الضوء الأخضر

بعودة حباله الصوتيه وحنجرته للعمل.


الكاتب الجزائري: عبدالعزيز عميمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

سيدة التناقضات بقلم الراقي عماد نصر

 سيدة التناقضات أنتِ امرأة الهزائم والمراثي تغزلُكِ الخيبات وشاحًا للغيم وتنسجُكِ المواجع قصيدةً لا تنام. أنتِ من تقرأ الكواكب خطاها وتستدل ...