فَتَجَمَّلي بالحُبّ
محمد حسام الدين دويدري
ـــــــــــــــــــــ
ما كنتُ يوماً صاغِراً وذليلا=أو كنت في بئر الصديد نزيلا
بل لم أكن ممّن تقاسمه الغِوى= فغدا يُكابد حسرةً ونحولا
ويَجوبُ في الطرقات, يبحث عن هُدىً=يعطي خُطاه إلى الفلاح وصولا
يَتَسَوَّلُ النُصحَِِ المُبين منادياً=مستنجداً, لا يستبين سبيلا
والحلّ في جنبيه, ليس يشوبه=شكٌّ ينازعُ في الجِدال حُلولا
فأنا سليل حضارةٍ صاغت رؤىً=بيضاء أحيت في الصلاح عقولا
من مَنبَعِ الإحسانِ أنهلُ حاجتي=لأصوغَ بالتقوى النقاءَ حقولا
وأصونَ بالحُبّ المُنَزَّهِ عالماً=يحيا السماحة منهجاً مأمولا
فالله أرسل بالسماحة أحمدَ=الهادي لكلّ العالمين دَليلا
يهدي الخلائق مُرشِداً في حِكمةٍ=تُقصي الخصامَ فيَستَحيلُ قَبولا
بِمَحَبَّةٍ فيها الوداعة والرضا=ترياق نفسٍ لا تروم نكولا
لا قسرَ في الإيمان, بل بِتَفَكُّرٍ=يُثري العقولَ فتفقه التنزيلا
وتصوغ في نور التراحم علمها=يبني الصروح ويرفض التقتيلا
هذا هو الإسلام كنز محبّةٍ=لا تحسبوه تباغضاً ووحولا
وشعار حقدٍ شائهٍ رفع الفؤوس=يريد جعل وجودنا مَنحولا
يا أمّة القرآن عودي للهدى=تجدي شفاءك في التقى مبذولا
لا تطلبي الحلّ المَقيت منَ الذي=يبغي الفرائس طامعاً, مرذولا
فتجمّلي بالحُبّ واتَّحِدي على=حبلٍ يُرى فيه الوجودُ جميلا
......................
30-11-2015 الاثنين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .