* على جدران الليل *
أشهد أنني أكتب
على جدران الليل ..
حكاية بلا أبطال
قصيدة بلا قافية
ونهاية لا يعرفها
إلا السؤال ...
أشهد أنني
أتنفس الكلمات
في عالم
اختنق بالصراخ
وأحيا فقط لأشهد
أن الشعر يبقى حين
تسقط كل الأقنعة ...
أشهد أن الأسماء
بلا هوية ..
والوجوه تحترف
التنكر في كل زاوية
وأن الحكايات
تنتهي قبل أن تبدأ ..
كأغان نسيتها شفاه
الذاكرة العارية ...
أشهد أن الحب
أصبح غريبا ..
يمشي وحيدا
في المدن الباردة
يرمي بقلبه
على الأرصفة
ويغني لفراغ
الأزقة العاتية ...
أشهد أن الحلم
كالغبار..
يتسرب بين
أصابعنا بلا قرار ..
وأن الليل يبني
قلاعه السوداء
في عيون أرهقها
الانتظار...
أشهد أن الضحك
غدا مؤامرة ..
وأن البكاء صار
عنوانا للانتصار..
في عالم يغتسل
بالصمت ..
ويهدي جراحه
للرياح بلا اعتذار...
أشهد أن الخوف
صار رفيقا ..
يقبع في الزوايا
يختبئ في الأحاديث
ويمد يده ليصافحنا
في كل لقاء معنا ...
أشهد أن الطرق
ملت المسير..
تعبت من خطى
لا تعرف المصير
وأن الشوارع
تبتلع أسماءنا
ولا تبالي بمن يموت
أو من يسير...
أشهد أنني لا أملك
سوى هذا الحرف
أخيط به شرخ الروح
وأحاول أن أزرع به
شجرة أمل ..
في أرض لا تعرف المطر...
أنا ما كتبت هذه الكلمات
لكي أعيش
بل لأذكر نفسي
أن للحروف روحا
وأنها وحدها تعرف
كيف تبقى..
حين يغيب كل شيء ...
بقلمي : معز ماني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .