*** قالت لي العاصفة ***
قالت لي أمي ذات يوم حزين
سنعود يا ابنتي إلى حوشنا القديم
حين تعانق الحيطان بعضها
و تقبل شفاهها الشقوق
سنعود حين يرفرف السنونو
ويحط على عود شجرة الزيتون الوحيد
و يغني رماد موقدنا العتيق
و ترقص الصفصافة الوحيدة
بقدها الممشوق
سنعود كما كنا
إلى أرضنا التي سرقها الأعداء
من بين أعيننا ذات مساء
غابت فيه نجوم السماء
و عادت فيه الريح خائبة بلا رائحة
واعتصر العرعر و الشيح و الحلفاء
حزنا بلا انتهاء
قالت لي أمي كل هذا
و نامت في أحضان الطين
و انتظرت ... وانتظرت
حتى غابت الشمس و انتهى
أخر لحن كانت تعزفه زيتونة وحيدة
في أرضنا البعيدة
و انتظرت حتى راودني اليأس
فأنهمكت في البكاء
غير أن عاصفة لطيفة غريبة الأطوار
كالإعصار ...
في ليلة شتوية ساخنة الشفاه و الأهداب
كصراخ صبية
كعرس قطة
كرقصة الأشجار
قالت انتظري
ستعودين يا ابنتي لحوشكم القديم
فأمك امرأة لا تكذب
أمك امرأة تكذب الأقدار ...
بقلمي: زينة الهمامي تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .