بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2024

لا للتزلف والتصنيم بقلم الراقي محمد حسام الدين دويدري

 لا للتزلّف والتصنيم

محمد حسام الدين دويدري 

____________

تسامق الطير في الآفاق أسرابا

حرّاً يغرّد منتشياُ ومنسابا


لا تعتريه حدود أو يؤرقه

صوت المدافع أحزاباً وأحرابا


بل يحتفي بزغاريد الهوى ويرى

صدح المواكب إشراقاً وإخصابا


فتلك فرحة أهل الشام تملؤهم

حبّاً يمدّ إلى الآمال أسبابا


بالعدل بورك أهل الشام إذ وُهِبوا

حقّ الحياة فسيف الظلم قد خابا 


وسوف ترجع للأفنان خضرتها

وتثمر الأرض زيتوناً وأعنابا


ويرقص القمح في أرض العطا نضراً

يجدد العهد بالحبّ الذي طابا


فقد تشرّب وعدَ الحب منتعشاً

بنفحة تجعل الساعين أحبابا


لقد مضى زمن الأحقاد وانكشغت

غلالة الحزن فالجلاد قد ذابا


ولم تعد سلطة الباغي تمزقنا

وتملأ الأرض "تشبيحاُ" وإرهابا


وترتقي بفساد كاد يسحقنا

فوق الرؤوس لتبقي الشعب مرتابا


وتجعل البعض بين الخلق يدفعهم

عيش التجسّس والإفساد أحزابا


تلك السجون و ما تحويه من وجع

تحكي لمن عَجِبوا عَرَباً وأغرابا


أنّ التفنن في سفك الدماء غدا

يُعيي الوحوش ومن في جهله حابى


فكان يسرف في "التطبيل" معتبراً

أنّ النفاق سيغني العمر أنصابا


فصار كلّ حلال سائغ قَتِراً

يعيي الطهور بفقرٍ صبره غابا


وهبّ يزأر في وجه الوحوش بلا

خوفٍ يعاند من في الظلم قد رابى


لا للتزلّف والتصنيم في غَدِنا

وليس نعبد غير الله أربابا

 

فربنا واحدٌ والروح في يده

وعيشنا في هدى الرحمن قد آبا


يرجو السلام ويحيا العز منتظراً

خير العطاء بقلبٍ طاهر تابا


تمرّد الشعر في فكري على زمنٍ

أغضى فأبعد أحباباً وأصحابا


فجاء يورق بالبشرى وقال كفى

ستثمر الشام أحلاماً و عنّابا


لتصبح الأرض رحباً طاهراً وندى

بالحبّ تفتح للأبناء أبوابا

.............

١١ / ١٢ / ٢٠٢٤

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

سيدة التناقضات بقلم الراقي عماد نصر

 سيدة التناقضات أنتِ امرأة الهزائم والمراثي تغزلُكِ الخيبات وشاحًا للغيم وتنسجُكِ المواجع قصيدةً لا تنام. أنتِ من تقرأ الكواكب خطاها وتستدل ...