أَتَانِي حَدِيثُكِ
أَتَانِي حَدِيثُكِ يَهْفُو بَعِيدَا
يُسِرُّ المَوَدّةَ حينًا مُرِيدَا
كَأنَّ مِنَ القَصْدِ رَاحَ يَفِيضُ
بِحَرْفِ القَصِيدِ يَشُنُّ وَعِيدَا
فَتَاهَ الفُؤَادُ وَأَمْسَى مَرِيضَا
فَمَنْ كَانَ يَهْفُو أَرَاهُ شَهِيدَا
طَرِيحَ اللِّحَاظِ يَفُكُّ القَرِيضَ
فَيَشْكُو الصُّدُودَ وَيَبْغِي المَزِيدَ
فَحَلَّ مَعَ الفَرْحِ يُغْرِي النَّقِيضَ
فَلَمْ أَدْرِ أَيُّهُمَا زَادَ عِيدَا
لَحَا اللهُ فِي الوَعْظِ مِنْ مُدَّعٍ
وَفِي السِّرِّ يَصْبُو إِلَيْهِنَ غِيدَا
أَرَى الْحُبَّ لَفْحُ يُذِيبُ الحَدِيدَ
هَدَى اللهُ مَنْ كَانَ فِيهِ عَنِيدَا
يَرَى القَلْبَ يَفْنَى غَرَامًا وَضَيْمَا
وَيَعْمَى كَأَنْ لَمْ يَرَ القَصِيدَا
أَضَافَ النُّقَّادُ بِالشّرْحِ قَيْدَا
وَأَذْكَى مِنَ النَّصِّ فَكَّ القُيُودَا
أَ هِيَّ الزَّوَارِقُ تَرْسُو بَعِيدَا
تُشَاوِرُ فِي الحُبِّ هَلْ كَانَ صَيْدَا
أَ بلْقِيسُ لَمَّا أَتَاهَا البَرَيدَا
تُسَافِرُ فِي الرِّيحِ تَبْغِي الجَدِيدَا
مَرَافِئُ الحَنِينِ فاضَتْ حَنِينَا
فَأَهْدَتْ لَنَا بِالحُرُوفِ وَلِيدَا
يَتِيهُ جَمَالًا وَحُسْنًا مَدِيدَا
فَمَطْلَعُهَا كُلَّ حِينٍ أُعِيدَ
الشاعر التلمساني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .