حكاية مقهورين مختصرة
سعيد
"يا فريدٌ يا صديقي
جئتُ محتاجًا إليكَ
لتقيني من حريقي
لا لكي أخشى عليكَ"
فريد
"ممَّ تشكو يا سعيدُ
إنَّني أُصغي تكلَّمْ
أنتَ مثلي بل يزيدُ
فكلانا نتألّمْ"
سعيد
"أيُّ معنىً للْحياةِ
إن رَضينا بالهوانِ
هلْ لقومٍ أو لذاتِ
حينها أيُّ كيانِ
فريد
"يا سعيدٌ ما وجودي
غيرُ خيطٍ من سرابِ
ضقتُ ذرعًا بالحدودِ
صرْتُ كهلًا في الشبابِ
سعيد
ويحَ قلبي يا جميلُ
كربُنا كرْبٌ طويلُ
وضعُنا وضعٌ ثقيلُ
أينَ يا ربّي السبيلُ"
جميل
"يا سعيدُ أنتَ حقّا
قد وصفْتَ الوضْعَ صِدقا
ليسَ للحقِّ احْترامُ
عِنْدَ قومي واعْتِبارُ
لا انْتِظامٌ أو نِظامُ
لا انسجامٌ أو حِوارُ
يا تُرى عمّا نُعاني
خبِّريني يا تهاني"
تهاني
يا جميلٌ كمْ أعاني
من ضياعٍ لكياني
يا لِقلبي من زماني
يا لِروحي من هواني
تُقْتَلُ المرأةُ ظُلما
دونَ أنْ نُحسِنَ ردْعا
إنْ ملأنا الجوَّ لوْما
هلْ سيُجدي اللَّوْمُ نفْعا
ما الذي يجري لقومي
يا سليمٌ يا ابنَ عمّي"
سليم
"يا تهاني ضاقَ صدري
ضاعَ عمري تاهَ فكْري
كيفَ عُدْنا للطوائفْ
وَلِأحقادٍ دفينةْ
أيُّ عُذرٍ لِمَواقفْ
وصراعاتٍ مُهينةْ
يا عزيزٌ أنتَ قلْ لي
ما الذي يدعو لِذلّي؟"
عزيز
"يا سليمٌ غيرَ ذُلّي
من هزمنا لا يريدُ
وأخي دومًا بجهْلِ
غيرَ شجْبٍ لا يُجيدُ
بلْ ينادي بخضوعي
وركوعي وسجودي
ويصفّي بخنوعي
حقَّ شعبي في الوجودِ
ويحَ قلبي يا مُنيرُ
هلْ لنا عدْلُ يُنيرُ؟"
منير
"ندَّعي العدْلَ وَنظلِمْ
يا عزيزٌ ونُعرْبِدْ
منْ هوانٍ كمْ نُعظِّمْ
حاكمًا في الأرضِ يُفْسِدْ
يا عزيزٌ كنْ سعيدا
كنْ صبورًا وتفاءلْ
عودُنا ليسَ بعيدا
فتريّثْ وتأمّلْ
د. أسامه الاء مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .