( مصاريع العمر )
أراها تَدانَت- بل هي الضيفُ يَطرُقُ-
مصاريعُ هذا العمرِ وهي تغَلَّقُ
ومِزلاجُها ما زالَ يزهو فُتوَّةً
ويرنو إليهِ المنتهى حيثُ يَعلَقُ
كأن ضلوعَ الصدرِ ضاقَت غصونُها
فيشكو حبيسٌ تارةً ثم يُطرِقُ
ويحسُبُ أياماً تمُرُّ فتَنجلي
أمانٍ كما لو لم تكنْ حينَ تُسرَقُ
يجلجلُ في روحي صدى صرخاتِها
ويمضي ونبضُ القلبِ هامٍ مُمَوسقُ
ألا إنَّ لي سِفراً ودرباً سلكتُهُ
سَتذكرُني الأيامُ حتماً وتأرَقُ
وتذكرُ فرداً قَد قضاها بِبُؤسِها
وما أشْفَقَت لكنَّهُ الغيبُ أَشفَقُ
تُقَلِّب في جَنبَيَّ حتى كأنّني
كما الطينِ والمسحاةِ إنْ هي تَخرُقُ
يميناً لقد أبدلتُ وَسمي بجرحِها
ليعلوَ فوق الحاجبينِ فأعرَقُ
لَكَمْ لامَني في الشُّحِّ من كان مُسرِفاً
ولم يدرِ أنِّي بالكفافِ معلَّقُ
ومنِّي بداياتُ الصبابةِ والجوى
ومنِّي تباريحُ الأسى تتمزَّقُ
ومِنِّي مزيجٌ من يقينٍ وظنِّه
سرابٌ على الأمداءِ ،ما لي أصدِّقُ!؟
ألا إنَّ نعمى من خيالٍ وصبوةٍ
تمازحُني حيناً وحيناً تُحَرِّقُ
ولكنهُ جيشُ المشيبِ وصولةٌ
لهُ في النُّهى والقلبِ غزوٌ فيسحَقُ
أيا فسحةَ الآمالِ من لي بكوَّةٍ
أُطِلُّ ولي فيها حديثٌ مُنَمَّقُ
فأقضي على عهد المودة بيننا
ويبقى لهذا الحبِّ ذِكرٌ ومَشرِقُ
----------------------
جاسم الطائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .