✨ اليقين ✨
جلس قرب النافذة ينظر من بعيد إلى نجوم السماء ...فشرد بعيدا بفكره وراح يفكر من جديد في وضعه المزدري :
إلى متى هذا الحال يا صابر..... ؟
مر من عمرك الكثير ولم تتغير الأحوال .... أنهيت دراستك منذ سنين طويلة .....ولم تجد العمل الذي يناسب شهادتك ......لا عمل دائم يضمن قوت يومك وقوت زوجتك وأولادك ....مصاريف العائلة في تزايد مستمر.......ولم تعد تستطيع تلبية كل مايريدون ......العمر يمرّ يا صابر و ستتلاشى قوتك بمرّ الأيام .....ولم تؤمّن لهم شيئا للحزة وشدّة الزمان .......أين تلك الأحلام التي كانت تدغدغك كل ليلة فتجعلك تنهض باكرا متفائلا بتفاصيل يومك راجيا تحقيق الأماني ؟!
أين ذلك التفاؤل الذي كان يعطيك القوة فتصمد في وجه التعب من الصباح إلى المساء؟!
أين طموحك اللامتناهي في الحياة..؟ أين .......وأين .........
نظر صابر من جديد إلى نجوم السماء فرأى شيئا وكأنه لأول مرة يراه فبرقت عيناه من شدة جمال مارأى فابتسم وقال : يااااالله ....ما أعظمك !!
لقد كان كوكبا مضيئا مرّ بسرعة البرق في السماء فترك أثره وراءه برهة من الزمن ... فقال لنفسه متمتما : لا تيأس يا صابر من رحمة الله وانظر إلى عظمة الخالق التي تجلّت في السماء ...أليس بقادر أن يقلب حالك من حال إلى حال بسرعة هذا الكوكب فتُضاء حياتك من جديد...؟! أين يقينك في رب السماوات و الأرض ...؟!
أين صابر المؤمن المثابر...؟!
صمت صابر برهة من الزمن ثم وقف ذاكرا اسم الله و تمتم قائلا : لن يكون إلا ما كتب الله لنا..... ثم أوى إلى فراشه والإبتسامة تعلو محياه .
وفي الصباح الباكر نهض صابر كعادته فمازح زوجته قليلا و داعب أطفاله الأربعة الذين كانوا يستعدون للذهاب إلى المدرسة ثم توجه إلى عمله المعتاد وأمضى يومه في كسب لقمة العيش الحلال.
وفي المساء اشترى ما أوصته به زوجته فرح ثم توجه إلى بيته.... وفي طريق عودته مرّ بصندوق الرسائل الذي كان يتفقده من حين إلى آخر..... فوجد ظرفا يبدو ظاهره أنه من دولة مجاورة أخرى ....ففتحه مسرعا و قلبه ينبض ويدق بشدة .....فإذا به ينفجر باكيا من شدة الفرح وسجد لله حمدا وأسرع إلى بيته وهو يقول بصوت مرتفع سمعه كل من مرّ بجانبه : ما أكرمك ياااالله ...ما أكرمك ياااالله......
02/12/2024
الجزائر 🇩🇿
قصة قصيرة بقلم :
#شفاءالروح👉🏻
(كريمة أحمد الأخضري)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .