"كَعْبُ أَخيل"/ مجيدة محمدي
بين الحشود والحروب، وُلد أخيل*،
قمرٌ يشق الظلمات، وغيمةٌ تحمل صخب الآلهة.
بين ذراعي والدته،
غُطس جسده، ليتحدى الزمن،
لكن الكعب، ذاك الجزء الصغير، نجا من الغمر،
ليصبح لعنةً، سرًا يختبئ بين الضلوع.
يا أخيل، أيها المحارب الذي لا يُقهر،
ألا تعلم أن الكمال لعنة؟
وأن النقطة الوحيدة التي لم تلمسها الآلهة،
ستكون بوابتك إلى الفناء؟
ذلك الموضع الضئيل،
أصبح نافذةً للهزيمة،
ثغرةً في جدار لا يُهدم.
في الميدان، كنت عاصفة،
تطارد العمالقة وتقتلها،
لكن في كل خطوة، كان الكعب يناديك:
"أنا هنا، ضعفك المدفون، نهايتك المؤجلة".
يا أخيل، ألم تشعر بثقل القدر؟
أنك تحمل في جسدك المعجزة واللعنة معًا؟
بين كل ضربات السيوف، وكل هتافات النصر،
كان هناك سهم ينتظرك،
سهمٌ صنعه الزمن، وشدّه الوهن،
ليقع في ذلك الموضع الوحيد،
الذي لم يباركه النهر.
في لحظة السقوط، يا ابن الأساطير،
لم يكن السهم الذي قتلك،
بل الكعب الذي خانك،
ذلك الجزء الذي تجاهلته،
الذي ظننته بلا شأن ...
***أسطورة أخيل الذي لم ينقع كعبه كباقي جسده في نهر الخلود .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .