مَلَاذُ الرُّوحْ
أنتَ وحْدَكْ !
وَدَوْماً وَحْدَكْ !
أنتَ فِي عُيُونِي كَالمَاءِ، كَالنُّورْ،
وَفِي وُجُودِي كالسِّرِّ المًخْبُوءِ بالصُّدُورْ.
وَحْدَكَ أَنْتَ حَاضِرٌ فِي جُبِّ غِيَابِي،
وَمَعَانٍ سَاكِنَةٌ فِي حُرُوفِي وكِتَابِي.
أَنْتَ بَلْسَمُ رُوحِيَ الجَمِيلْ،
وَشُعَاعٌ يُضِيءُ لَيْلِيَ الطَّوِيلْ،
وَعِشْقُكَ مَلَاذِي وظِلِّي وَالدَّلِيلْ.
أَنْتَ أَنَا، بلْ فِي كِيَانِي مُقِيمْ،
أَنْتَ خَافِقُ رُوحِي، وَأَنْتَ أَرِيجُ النَّسِيمْ.
أَنْتَ الفَرَحُ اللَّا مَرْئِيُّ واللَّا مَحْسُوسْ،
وَشِفَاءُ المَشَاعِرِ وَبَلْسَمُ النُّفُوسْ.
أَنْتَ شِعْرِيَ المُنْسَابَ كَنَهْرٍ خَفِي،
وَطَرِيقِي الحَقُّ فِي كُلِّ صَمْتٍ نَقِي.
مُؤْنِسِي حِينَ أَبْتَعِدُ عَنِ الحُشُودْ،
ومُخلِّصِي وَأَنَا مُكبَّلٌ بِالقُيُودْ.
أَنْتَ أَنَا، وَأَنَا أَنْتَ، بِلَا انْفِصَالْ،
كَأَنَّنَا رُوحٌ تَفَجَّرَتْ بَيْنَ الجِبَالْ،
وَشَكَّلَتْ أَرْوَعَ مَا فِي الْحُلْمِ والخَيَالْ.
أَنْتَ قَدِيمِي وَجَدِيدِي وَذَاكَ الجَمَالْ،
أنتَ كَاشِفِي وَمَكْشُوفِي وسِرِّي المَدْفُونْ،
أَنْتَ الشَّوْقُ فِيَّ، وَأَنَا ذَاكَ المَجْنُونْ.
أَنْتَ وَحْدَكْ.. لَا قَبْلَ وَلَا بَعْدَكْ،
أَنْتَ الدَّهْرُ فِي لَحْظَةِ عِشْقٍ وَإِيمَانْ.
فَخُذْنِي إِلَيْكْ.. حَيْثُ لَا زَمَنٌ وَلَا مَكَانْ،
حَيْثُ تَذُوبُ الأَرْوَاحُ فِي العِرْفَانْ.
أَنْتَ يَا أَنَا، يَا بَحْراً بِلَا شُطْآنْ،
وَيَا رَبْوَةَ سُكُونِ العِشْقِ فِي كُلِّ آنْ.
أَنْتَ مَلَاذِي مِنْ ظُلْمِ الزَّمَانْ.
وَمُبْعِدَ أَسَايَ فِي كُلِّ مَكَانْ.
إدريس البوكيلي الحسني
المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .