بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 7 يونيو 2023

قصة (الهجرة إلى الدار ).... بقلم الكاتبة ابتسام حمود

 قصة

(الهجرة إلى الدار )

النهاية 

عندما دخلت المحل وهي تكاد تصرخ فرحة شاهدت فريد مع فتاة بوضع مخل

تسمرت في مكانها، تلاشت تعابير الفرح عن وجهها، إنطفأت لمعة عينيها وحلّت مكانها دمعة حارقة،

إنتبه فريد لدخولها، حاول الكلام ولكنه تلعثم فكيف يبرر شيئاً واضحاً وضوح الشمس، وأي كذبة ستخرجه من مأزق وضع نفسه فيه.

استدارت ماجدة بهدوء وخرجت مهرولة والدموع عمت عينيها، وما إن حاولت اجتياز الشارع حتى سمعت صوت فرامل واحست بشئ ضربها بقوة، وسقطت على الأرض مغمى عليها

استفاقت في المشفى نظرت حولها وجدت فريد على يمينها وامامها امرأة ترتدي مإزر أبيض كلمتها بهدوء واخبرتها انه تم إنقاذ حياتها بأعجوبة ولكنها خسرت جنينها بعد إصابتها بكسور في يدها ورجلها وبعض الكدمات في جسدها، لم تنطق ماجدة بحرف، فقط نظرت لفريد نظرة لوم وانكسار ولاذت بالصمت.

بعد بضعة أيام خرجت إلى المنزل

وبقي فريد بجانبها طوال الوقت، يقوم بالعناية فيها عناية كاملة، وكلما حاول أن يتكلم يصطدم بصمتها وتلك النظرة التي كانت أشبه بسكين يُغرس في صدره كل مرة فيصمت هو الآخر.

مرت الشهور طويلة ومتعبة على الإثنين وفريد لم يفقد الأمل، ظل يحاول أن يتكلم عله يكسر هذا الجدار بينهما ودائما تبوء محاولاته بالفشل.

استعادت ماجدة عافيتها، وعادت إلى عملها وعاد فريد إلى عمله أيضاً، وفي المساء يعودان إلى المنزل الذي أصبح يشبه المقبرة بالصمت الثقيل والهدوء المخيف.

وفي يوم عاد فريد كعادته فوجد ماجدة تجلس على الكنبة بكامل أناقتها وبجانبها حقيبة، وقبل أن يسأل أجابته بأنها قدمت استقالتها بعد أن تم قبول طلبها للعمل في دار الأيتام الذي جاءت منه، وكلما هم بالكلام قاطعته بنبرة حادة وصوت منخفض كان يخيفه فقد شعر بأن هذا الهدوء وراءه عاصفة بل ربما إعصار سيودي به إلى الهلاك،

وقفت ماجدة بثقة وعنفوان وبحزم طلبت منه الطلاق

فخيانته كانت رمحاً أصاب قلبها واستقر فيه وفقدانها لجنينها بسببه ذنب لن تغفره له ولن تنفع حياتها معه،

حملت حقيبتها، وغادرت

ولكنها تركت خلفها جزءا ًمن قلبها

وذكريات جميلة ستعيش حياتها القادمة برفقتها، ووطناً أحبته بكل كيانها ولكن هذا الوطن قد قتل سعادتها بخيانته، وكرامتها لن تسمح لها بالبقاء فقررت الهجرة إلى الدار لترسم حياة جديدة ولكن هذه المرة ستكون حياة تعيشها بلا أمل ولا حلم ولا أمنيات.

إبتسام حمّود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

غزة الجرح الغائر بقلم الراقي احمد محمد حشالفية

 "غزة" الجرح الغائر الظلم باد للعيان ونخاله مأزق غابت الحلول التي عنها نتفق الأمر فعلا باهت ولا يستحق كأن تقول :"للطفل العربي...