صهيلٌ ، بينَ الموْجِ والشّراع.
********
اِنهضْ ! عليك السلامُ..
أيها النوتيُّ الطافح صدره
ندمًا وحيرَهْ .
فهذه ليالينا حُبالى،
حسرةً وحزْناً ، يُغشِّيها الظلامُ
لا حظَّ لنا من فرحٍ فيها ولا مسرّهْ..
في ضراءَ بغيضةٍ تضيعُ منّا الايامُ
فانهضْ !
أيها الملاح المفعمةُ مواقفُهُ
أفكارًا حرّهْ !
مُبحرًا ستظلّ في ليلِ هذا الألمِ ،
تائهًا خلف فاكهةِ الكدح المُـرّهْ ...
فهلاّ سألتَ أنّاتِ مواجِعِكَ مَــرَّهْ :
أما لمُسلسلِ العذاب هذا مِنْ آخِرْ؟.
سئِمنا إبْحارًا في افتقارٍ ظالمٍ ،
واحْتياجٍ دائمٍ ،
وترنّح يصلبنا قسْرا
بين وجودٍ وعدمِ .
نَبيتُ في يمٍّ عاصفِ الموجِ متلاطمِ
يسقينا الدّجى رُعبَهُ المَقيتَ وذُعرَهْ .
تاهَ الفكر بين أنساق شائكةٍ وعـرَهْ ،
نصطلي تبعاتهِ ، حريقَهُ وجمرَهْ ...
يختنقُ الفؤادُ نُواحًا وصهيلاَ،
ما أضْيَعنا !
يتقاذفُنا موجٌ عتيدُ الظـُّلـَمِ ،
وشِراعُ النجدة ينْأى ،
ما أدركْنا إليه هدىً ولا سبيلاَ.
في دجى ليلنا
يئنّ الصمت عويلا،
والانفاس تتلو
آيات الندامة والالمِ
في صدورنا طويلاَ...
قد أثكلتْ بناتُ الدّهْـر أيّامنا
و غَلَّـقتْ نكايةً فينا ،
برَّ الأمانِ في وجْهنا ، وبحرَهْ...
قُلْ لجراح الذّلِّ التي نخفيها سنينا ،
أيها الملاح التائهُ
يا سنْدبادَ المرحلةِ مِنْ مآسينا :
قِيئي على الوقت رتابةَ مذلّتهِ ،
و الـْعَني نخّاسًا يتيهُ بنا
وقطعانا تسيرُ بلا هدْيٍ إثْرَهْ...
قد أزْرى الدّهرُ أيامنا ،
حين ابتلانا بِشِرارِ خلْقٍ ،
لمْ يكتفوا بحروبِ إبادتنا ،
فأبدعوا وباءً يضنينا
و هذا الزمان الرّديءُ الذوقِ ،
والاصولِ و العِتْرَهْ ،
شظفٌ فيه، مُهينٌ عيْشنا
ملّ اللسانُ سيرتهُ وذِكرهْ...
ضاعتِ الآمال في الهباءْ
فتشردمنا على بقايا لوح
تقاذفه الموج
بين سماءٍ رماديّةٍ وماءْ.
وضاع نجم كنا نهتدي به
في أوج التعب والعياءْ..
فلا شط نجاة ٍ أدركناه ولا ميناءْ.
أيها الملاحُ السيءُ الحظ ،
تاهت بنا الخطى
واندثرثْ كل الافكار الحرهْ
بلا درسٍ ننهلهُ ،
ولا مغزىً نستأْثِرهُ و لا عِبرَهْ !
عبد الإله قطبي.. /المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .