بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021

مرآةُ النارِ ( شمعةٌ وقتيلة / ذكرى 26.10.1973 ) بقلم الأديب الدكتور عدنان الظاهر

 عدنان الظاهر                               تشرين الثاني 2013 


مرآةُ النارِ

( شمعةٌ وقتيلة / ذكرى 26.10.1973 )

أسرجتُ مرايا قُضبانِ النارِ

أعددتُ سطورَ عروجِ رؤوسِ الحِدّةِ في الِذكرى

شمعاً يتألقُّ في مَوقدِ عينِ النيرانِ 

النارُ ذبالةُ طيفِ العمرِ العابرِ في مرساةِ الأيامِ ِ 

الذِكرى ؟ .. 

مَقتلةٌ تتهرّبُ من نارٍ في دارٍ للدارِ الأنأى 

تغلقُ دُرْجاً تفتحُ في ريحِ البُرجِ العالي بابا

تلعنُ كُتّابَ شهودِ العدلِ وحُكّامَ سجالاتِ التدقيقِ  

لم تشهدْ سيّدةُ الأقدارِ الحُمرِ          

لم تحضرْ زمنَ الإنذارِ المشؤومِ  

لم ترسلْ للركبِ الباكي مرسولا

موعدُها في مشفىً يترصّدُها للموتى

الموقفُ مشلولُ لسانِ الأطرافِ

كُثبانُ الأحشاءِ نزيفُ

الكونُ عيونٌ غائمةٌ عائمةٌ حُمْرٌ ـ سُودُ

يجثو تحتَ حُطامِ عِظامِ التابوتِ الدامي 

مرآةُ رؤوسِ النارِ فؤوسٌ تتحرّى كسراً في عظمِ

تقبسُ من شمعِ حضور الجسدِ الُمصفرِّ الساجي طولا

نوراً يتحرّقُ في حمأةِ حُمّى ألوانِ النارِ

جسراً بين الماء الجاري في الدنيا والظُلمةِ في القبرِ  

نَفَساً يتقطّعُ يلهث مخنوقا  

في صدرِ قتيلةِ رأسٍ مكسورِ  

معطوبةِ سرِّ الشُعلةِ في قلبِ القنديلِ  

في النارِ مرايا صُفْرٌ حُمْرُ

 تتألقُ في حبلِ فتيلٍ من قارِ 

مرآةٌ للحسرةِ في حزنِ الآتي

مرآةٌ أُخرى جاحظةُ العينينِ 

تفتحُ صندوقَ بريدِ خطوطِ الموتى

عِرقُ رمادِ الجسدِ الباردِ في الموقدِ مَحروقُ  

الزئبقُ مِنفاخٌ مصهورُ  

لا يُبقي للراحلِ من نارٍ مرآتا

كَفنٌ في بطنِ حفيرٍ يمشي نعشا

فأسٌ مفتوحٌ في الرأسِ !

مِرآةُ النارِ بقايا أضراسِ حديدٍ يغلي 

في جسدٍ يتمزّقُ مسحوقا 

كِسفٌ في الشمسِ وخسفُ مناحةِ كوكبِ تشرينِ

فُرنُ التسخينِ صهيلُ سقوطِ نداوةِ بركانٍ في الجفنِ 

وَرَقُ النارِ ذُبالةُ تيّارٍ القَدَرِ القاسي

يتمرّى فيها ماءٌ دوّارُ 

يتوضأُ بالجمرةِ والدمعِ الجاري في الرملِ.

دكتور عدنان الظاهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

شرانق التوت بقلم الراقي عبد العزيز بشارات

 شرانقَ التّوت . ____________ طويتُ صفحةً مُن هزيع السّراب. قلَّبتُها بحِكمة جُندُبٍ يُعاركُ خيوطَ العنكبوت .. تماوجت مُتعرجةً مع وهج شُعاع....