بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 8 أكتوبر 2021

الميْت كلب والمدعي بن كلب.... بقلم الشاعرة منبه الطاعات ( غلواء )

 الميْت كلب والمدعي بن كلب

وهذا العنوان معلل بألف سبب
ستقولون ما هذا يا غلواء
نعرفك أريبة إي ورب السماء
فضلاً اسمعوا ولا تتعجلوا
واقرؤوا القصة ولا تتململوا
هذا الحدث كان يا إخوان
في هذا العصر وليس من زمان
فقد رن جرس الهاتف الأرضي
وأسرعت أم حمزة وهذا جليّ
أن تهمّ ربّة المنزل بالردّ
لتكون المجيب وهذا ولا بد
فقال المتّصل السّيدة أم حمزة
فردّت نعم فقال اسمعيني لحظة
من مخفر الدّرك معك نتكلم
ونطلب منك المثول المُلزَم
أنت مدعوة عندنا للتّحقيق
وفي أمر نريد فيه التدقيق
بسرعة اتصلت أم حمزة بزوجها
وقالت مطلوبة للتحقيق وانتهى
فتركت أولادها في بيتها وأوصتهم
بألا يبرحوا البيت ولا أمكنتهم
وذهبت هي لتلتقي زوجها على الفور
في مخفر الدرك وانتظرت ليأتيها الدور
فدخلت والحارس على الباب للأمر استمع
وقال لها سمّمته أنّى لقلبك أن يحمّل الورع
فقالت قتلته أنا وأعطيته سمّا
وإن أردت جرعة فزدني علما
ودخلت وزوجها عند المحقّق
ووجدت جارها بلؤم واتّهام يدقّق
فبدأت تنهال عليها الأسئلة
وكادت تفقد صبرها متململة
فقالت اسمع القصة يا سيدي المحقق
وقل بعدها ما تريد وإن أردت فصفق
من شهور حضر كلب إلى الحارة
وبدأت تلقي إليه طعاماٍ الجارة
وأخذ يتردد ويمكث في المكان
وأصبح بناؤنا له ولديه عنوان
وكان يرهب الأولاد وينبحُ
ومن شدة رعبهم يذبحوا
ومؤخرا بدا عليه الجرب
وخشينا عضة منه تسبب الكلب
وأصبح من بين الكلاب كلبا مسعورا
وكل بات يمكث في بيته مجبورا
فلا يدخل أو يخرج إلا مسلّحٰا
بعصا أو بارودة أو رمحا
وكنا كثيرا ما نطلب من الجارة
أن تكف عن إطعامه أو إدراده
فما كانت للسمع تستجيب
وما عليها ملامة أو تثريب
فهي ترعى حقوق الحيوان
ولا يهمها فلان أو علان
فاستمر الكلب على هذا المنوال
ويرعب المصلين وهذا محال
فاشتريت السمّ وكانت القضيّة
أن أدسه بقطعة لحم إليه مرميّة
نعم أنا من قتله ووضع له السم
كي أجب الخوف وما عنه ينجم
وما إن انتهت أم حمزة والسلام
حتى أخذ المدعي يندد بالكلام
فقال المحقق ألديك له أوراقا ثبوتية
حتى نكمل التحقيق ونجري القضية
قال كلا لا أنا لست مالكَه
ولكني لا أرضى أن تكون نفسه هالكة
فقال المحقق بهذا أغلق القضية
في ما بدأت حتى تكون منهية
لا برهان لك ولا دليل
فالأمر ضرّه بالجيران ليس قليل
فقال المدعي سأستأنف وأستمر
كي أنصف كلابا وأقيهم ممن بهم يضر
وبدأ ينزل بالتهديد والوعيد
على أم حمزة فهو جبٰار عنيد
فردّت عليه ميْت كلْب وكذا المدّعي
فافعل ما شئت واسمع إن لم تسمع
لكل كلب له مني تدبير لمقتله
إن كان درء الضر تستدعي المسألة
حكايتي حكاية جادة حقيقية
منها نأخذ ألف عبرة وقضية
أترككم تروا ما فيها وتفكروا
ولحكمة وردت فيها تدبروا
غُـــلَواء ----------✍️

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

أين ذهبت حمرة الخجل بقلم الراقي خالد اسماعيل عطاالله

 أين ذهبت حُمْرةُ الخجل ؟!!! ذَهَبَ الحياءُ مُوَدِّعاً بدموعِهِ سُفُنٌ جَرَتْ و سَفيهَةٌ القومِ ارتَدَتْ شَرَّ القِناعِ و أسْف...