اضغاث أحلام
كغيمةٍ أنا،
أمطر حبًّا حيثما أكون،
أنثر حروفي كبذور،
وأرويها بحبرٍ من قلبي.
أبني حكايا وقصصًا،
أكون فيها البطلة حينًا،
والضحية أحيانًا،
وربما أجرّب دور الجاني.
أتنقّل بين الواقع والخيال،
وأرسم مدينة للفاضلين،
لا يسكنها إلا القلوب الرحيمة.
أرفع علم فلسطين،
وفي يدي زيتونة خضراء تعاهدني على البقاء.
ومن لبنان تأتيني أرزة شامخة، لا تهزّها الرياح.
أتنقل بين فاس وبغداد،
أدخل المستنصرية وأخبرها أن إخوتي أتوا ليتعلّموا،
وأرجع بتاريخ قديم،
وأغرف من الفراتين والنيل حبرًا لأكتب تاريخًا لا يصدأ.
من دمشق يتناثر ياسمين عابق،
ومن عمّان تلمع حجارة البتراء كأنها فجر وردي.
ومن المغرب يطل الأطلس عظيمًا، ويهتف البحر عند مضيق طنجة.
ومن الجزائر تصعد أنشودة الأوراس، يمزج صداها موج المتوسط.
ومن تونس تعود قرطاج سفينة بيضاء تشُق العباب نحو الأفق.
ومن السودان يفيض النيل بذهب وماء، يمزجان في شرايين القصيدة.
ومن الخليج يلمع اللؤلؤ، ويصعد البخور في فضاءات الحلم.
وتغمرني الكعبة بقدسيتها، ويفتح باب اليمن ذراعيه للقادمين.
وهكذا، تتوحّد الرموز كما تتوحّد الأنهار في البحر،
وتتّحد الأعلام كما تتّحد القلوب،
فنرسم معًا مدينة واحدة، لا يسكنها إلا الأحرار.
أحكمكم كبلقيس،
لا لأقسّمكم، بل لأجعلكم أمة واحدة.
أمضي فيكم على خطى القرآن، منفّذة قول ربي:
﴿واعتصموا بحبل الله جميعًا﴾.
كما تبعت بلقيس وقومها سليمان، سأزرع فيكم الود،
كما زرع نبوخذ نصر جنائنه لعشتار، إلهة الحب والخصب.
سأسنّ لكم قوانين جديدة،
لا تقولوا من هنا أو من هناك،
لا قوميّتي كذا أو كذا،
بل قولوا: أنا إنسان.
أصلي عربي، والله ربي،
سواء كنت مسلمًا أو مسيحيًا، فالرب واحد.
سأدخلُكم من بوابة عشتار،
رمز الحب والبدايات،
ونقف معًا على قمة خوفو، نطل على الأفق،
فنرى أن السماء واحدة، والأرض واحدة، والقلوب واحدة.
وسأصنع مسلّة قوانين
ي،
فيها قانون واحد:
لا تنس أنك إنسان.
بقلمي عبير ال عبد الله 🇮🇶
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .