حينَ يَمُرُّ العُسرُ...
نصٌ بقلم: د. عبد الرحيم جاموس
يا ابنَ الطَّريقِ الطويل،
لا تَخَفْ إن ثَقُلَتْ خُطاك،
فاللَّيلُ مهما طالَ،
يَسجُدُ تحتَ أقدامِ الفَجر،
والحَجَرُ مهما صَلُبَ،
يَستَسلمُ لِعَرقِ البُذور ...
***
لا عُسرَ يَبقَى،
كُلُّ العواصفِ تُهاجِمُ،
ثُمَّ تَخجَلُ من صَبرِكَ ...
كُلُّ المَرايا المكسورةِ تَعودُ،
تُنبتُ صُوَرًا أجمل،
وكُلُّ الجِراحِ تَصيرُ نُجومًا ...
تُرشدُ التائهين ...
***
اصبِرْ،
فإنَّ الصَّبرَ شَجرةٌ
تَخزِّنُ الضَّوءَ في جُذورِها،
وتُطلِقُ زهورَها ...
فوقَ صُخورٍ ...
ظَنَنْتَها ميّتة ...
***
كُن واثقًا أنّكَ سَتَعبُر،
فالطُّرقُ وإنْ غطّاها الغُبارُ،
لا بُدَّ أن تُفضي ...
إلى ساحةٍ أوسعَ من السِّجن،
إلى نافِذةٍ تُنادِي:
ها هُوَ الفَجرُ ...
يَفتَحُ بابَ الغَد ...
***
لا تَخَفْ،
فالمرارةُ لَحظة،
والهَزيمةُ غَيمةٌ عابرة،
أمّا إرادتُكَ فهيَ الجَبَلُ،
لا تُزَحزِحُهُ الرِّياح،
ولا تُطفِئُهُ النِّيران ...
***
امضِ...
واجعلْ مِن كُلِّ جُرحٍ مِحراثًا،
ومِن كُلِّ عَثرةٍ سُلَّمًا...
فما بَعدَ لَيلِكَ إلّا صُبحٌ،
وما بَعدَ العُسرِ إلّا يُسرٌ،
وما بَعدَ صَبرِكَ إلّا انتصارٌ ...
تَكتُبُهُ بِيَدَيْكَ،
وتَشهَدُ عليهِ ...
الأرضُ والسَّماء ...
***
د. عبدالرحيم جاموس
الرياض /الخميس
25/9/ 2025 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .