بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 26 يناير 2025

كيمياء الحياة بقلم الراقي زياد دبور

 في لحظات التأمل بين أروقة المختبرات وبين المعادلات الكيميائية، تتجلى لنا الحياة في أبهى صورها... حيث تتشابه قوانين الكيمياء مع قوانين الحياة بشكل مذهل.


في هذه القصيدة، حاولتُ أن أمزج بين عالمين: عالم المعادلات والتفاعلات الذي أعيشه يومياً في مختبراتنا الجامعية، وعالم المشاعر والعلاقات الإنسانية الذي نختبره جميعاً في معمل الحياة الكبير.


من موقعي كأستاذ للكيمياء، أرى كل يوم كيف تتفاعل العناصر، كيف تتجاذب وتتنافر، كيف تذوب وتترسب، وكيف تصل إلى حالة التوازن. وفي كل مرة أشرح فيها هذه التفاعلات لطلابي، أدرك أكثر كم تشبه علاقاتنا الإنسانية وتجاربنا في الحياة.


أقدم لكم "كيمياء الحياة"... تجربة شعرية في معمل المشاعر.


كيمياء الحياة

أ.د / زياد دبور*


الحياةُ كالكيمياءِ في أسرارِها

تجاذبٌ وتنافرٌ في أطوارِها


نلتقي فنصهرُ الحُلمَ معًا

أو نفترقُ كالغريبِ عن دارِها


أرواحٌ تمتزجُ كالأثيرِ إذا

أشرقتْ في القلبِ تُزهرُ آثارَها


وأخرى تتراكمُ كالغبارِ على

زجاجِ الأملِ، يُعتمُ أنوارَها


في الحبِّ ذوبانٌ بلا انتهاءٍ

وفي الفراقِ، جروحٌ تُحرقُ نارَها


والذكرياتُ تترسبُ في وجدانِنا

كعناصرٍ ثقيلةٍ في قِرارِها


نتفاعلُ كالعناصرِ في صفوٍ

أو نتعكرُ كالعكرِ في قفارِها


وتمرُّ الأيامُ كالتجاربِ في

معملِ العمرِ تكشفُ أسرارَها


كم من تفاعلٍ غيَّرَ جوهرَنا

وكم من تجربةٍ صحَّحتْ مسارَها


والقلبُ مختبرٌ للمشاعرِ في

تقلباتِ الروحِ واختبارَها


لكنَّ أجملَ ما في الحياةِ إذا

حفظتَ فيها التوازنَ واستقرارَها


وكما معادلةُ الكيمياءِ نكتبُها

كذا الحياةُ تُدارُ بحسنِ معيارَها


*. © زياد دبور ٢٠٢٥

جميع الحقوق محفوظة للشاعر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

هذا هو العيد بقلم الراقي منصور عياد

 " هذا هو العيد"     شعر / منصور عياد            عيد أتانا      وليل الحزن تغريد     الفرح فارقنا والخوف تهديد     وكلما جاءنا غيث...