«أنَا وَأَنْتِ وَهَذَا البَحْرُ مُضْطَجِرُ»
أنـا وأنـتِ وهــذا البحـرُ مُـضطَجِـرُ
في زَحــمةِ الليلِ ليـلُ البُعدِ منتصِرُ
أنأى بأشرعتـي صــوبَ المُنـى لهفًـا
وما لموجِ النَّوى - إن هَـبَّ - مُزدجَرُ
سُـوى شراعٍ يخوضُ البحرَ منفردًا
يواجـــــهُ الدهـــرَ بالآلامِ يُخـتَــبَــرُ
يُلاطِـفُ الموجَ عَـلَّ الموجَ يصرِفُـهُ
صـوبَ المُـنى زَلَلًا إن خانـــهُ القمَرُ
ترقُـدْ عـلـى يَبَسِ الواحـاتِ أمنيــةٌ
والمــوجُ عــاتٍ يبـاعِدْهــا ولا يـذَرُ
أرنـو إلـى الدهـرِ عَلَّ الدهرَ يسعفني
قــولٌ لـديــهِ ولا أدري متـى الخـبَـرُ
كالرُمحِ أبدو إذا ما الخيلُ قد صَهَلَت
يقضي سِناني على خصمي ويحتقِرُ
والغِمدُ أنتِ إذا ما الحربُ قد وُقِدَت
يرنو إلى الرُمحِ في صمتٍ ويحتضِرُ
فِي زَحمةِ الحربِ كفُّ الشوقِ تقتُلني
تسمو بروحـيَ فـي الأحشــاءِ تندثِـرُ
أكابـدُ اللـيــلَ فـي صـمـتٍ وفي ألمٍ
والقلــبُ للطّيــفِ تــوّاقٌ ويحتـضِـرُ
أهِـنـدُ هَــلَّا تُـجـيـبـي هـائِــمًا كـلِـفًـا
عمّـا جـرى صـدفــةٌ أم أنّــــه قـدَرُ؟
متى يزورُ شِغافي الطيفُ منكِ متى
متــى يُـسَـــرُّ فـــؤادٌ لـــفَّــهُ الكـدَرُ؟
- حمزة جمعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .