يموت الربيع
يموت الربيع
على ضفّةٍ من فصول الأماني
فتذوي الورود،
ويهوي الورق
وأرفع قبل الصباح شراعا
اذا طال ليلي وشطّ الأرقْ
تركتُ البلاد التي قد تركتُ
وقد دمّرتني مواجع عمري، ولم انعتقْ
فرحت أهيمُ
وبي قلقٌ لا يزول، مقيمُ
فيشتدُّ بيني وبيني الصراع
وتمتدُّ خلف الظلام ذراع
تضمّ الأفقْ
بقلبي صراعْ
وفي الروح شبّ لظى الالتياعْ
ليفتح جرح الأسى المنغلقْ
* * *
إلى أين أمضي؟
وأين أروحُ؟
وفي النفس سَرٌّ به لا أبوح
ركبت سروج الفصول العجافْ
ولست أخافْ
وأوغلتُ خلف ليالي الغسقْ
توغّلتُ عبر صحاري الجفافْ
وأسرجت نارا تضيء الأفقْ
وأحضرت نايي لأعزف لحنا
فتاهت خطايَ ببعض الطرقْ ...
وكنتِ تنامين في الجرح جرحا، وحزنا وفرحا
وصمتا وبوحا
ونورا بصدر الظلام انبثقْ
وأنّتْ حكايات عشقي نزيفا
وشوقا عنيفا، شتاء وصيفا
على راحتيك الشذا يحترقْ
خذيني لدَيْكِ،
دعيني وشاحا على راحتيكِ
نسيما شفيفا كهمس الفلقْ
فإنّي أحبّك حد التلاشي
وإنّي المسافر منكِ إليكِ
وأقسم أنّي أنا من صدقْ
الهادي العثماني/تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .