رؤيا الياسَمين الدّمَشقِيّ/سليمان دغش
"الى احرار سورية الذين اطاحوا بالدكتاتور ونظامه الوحشي الأسوأ في تاريخ البشرية"
وكَتَبتِ بالدّمِ آيةً للياسمينِ المنزِليِّ
فصارَ أحمَرَ يا دمَشقُ
وَصرتِ أجمَلَ منكِ فيكِ
لأنَّ صبحاً آخَراً ، لا ريْبَ فيهِ ،
رمى على قَدَميكِ شالَ الأرجوانِ القُرمُزيِّ
وكنتِ نائمةً كآلهةٍ على سجّادةِ التاريخِ
من أُوغَريتَ حتّى ميسلونَ
كأنَّ آذارَ الشّهادةِ قد تأخَّرَ وعدُهُ الموعودُ في الرؤيا
فلا بَرْقٌ
ولا رعْدٌ
ولا عَبَثٌ
ولا غيْثٌ
ولا ليثٌ
ولا بَعثٌ هُناكَ على ثراكِ المُخمَليِّ
وكانت الرؤيا بياضَ الياسمينِ الحُرِّ
يَمسَحُ جَبهةَ الشُّهداءِ بالقُطنِ الإلهيِّ المُقدّسِ
ريثما تأتي البشارَةُ مريَمَ العذراء فيكِ
لكيْ يَعودَ الياسمينُ إليكِ أبيضَ
والحمامُ يطيرُ حُرّاً في المدى المفتوحِ
بينَ البحرِ والصحراءِ في وَضَحِ النّهارِ
على جبينِ الشّمسِ
ظِلُّ الأمسِ يَسقُطُ في مَهبِّ الريحِ
والجولانُ أصبَحَ قابَ قوسيهِ وأدنى منكِ
في رؤيا الفراشَةِ،
ظلَّ يَحلُمُ أربَعينَ هزيمةً وهزيمةً
يبكي على تلِّ الدّموعِ وصدّقَ البُشرى
على مرآةِ وعدٍ ضلّ في زبدِ الكلامِ النرجسيِّ
فطالَ طالَ الانتظارُ على رصيفِ الجُرحِ
إنَّ الجُرحَ بوصلةُ تدلُّ السّندبادَ
إلى شواطئ ياسمين الروحِ حولكِ
ها هوَ البحّارُ يرمي روحَهُ في الرّيحِ
يمتَحنُ النّوارسَ في جناحِ الرّوحِ
حول الساحلِ السوريِّ
يلمَحُ نورَ مشكاةٍ تبشِّرُ بالقيامةِ
ما الذي يَجري هناكَ الآنَ يسألُ يا شآمُ
وأنتِ وحدكِ في مخاضِ الموتِ
وحدَكِ في مراسيمِ الجنازاتِ البهيّةِ
طائرُ العنقاءِ يوشِكُ أن يُحلّقَ منْ رمادِ البعثِ
في الرؤيا الجديدةِ
فاكتُبي بالياسمينِ نهايةً أخرى
وصلّي الفجرَ عند المسجدِ الأُمويّ
إنّ الشمسَ قادمةٌ
وإنّ الشمسَ إنَّ الشمسَ سوريّــةْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .