بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 12 ديسمبر 2024

المعادلة بقلم الراقية كريمة أحمد الأخضري

 ✨المعادلة ✨👈🏻 الجزء الثاني 👉🏻 

_________

وتبقى المرأة عالما سحريا في ذاته مليء بالألغاز اللامتناهية وبالتضاد والتناقض اللاعقلاني ....... يدخل الرجل في متاهة المد والجزر ، فلا يرسو له بر مابين هذه وتلك ، فيجد نفسه في تفكير ميتافيزيقي حول كينونتها ، ولا ينقذه من حيرته إلا العودة إلى ميثاق ربه ، فيغض الطرف عن حيرته ليحط الرحال على بر الأمان ، فيكون بذلك قد اختار بعقلانية وحب من تركب معه سفينة العمر ، فتستمر الحياة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

........هذا هو الأصل الذي جُبِلٓ عليه الرجل بالفطرة ...لكن ظروف الحياة تدخل بقوة فتأثر على قراراته سواء في الاختيار أو مابعد الاختيار ، أي بعد الزواج .....

نظرت إليّ حينها حنان نظرة ترجو من ورائها الشرح أكثر ، فاسترسلت في كلامي قائلة : 

إن الظروف تجبر الرجل و المرأة على التكيف حسب مدها وجزرها والإنسان الكيس هو من يستطيع أن يرسو على بر الأمان بعد عنفوان الأمواج ، فلا يترك رفيق دربه يغرق وحده بل يمد له يد العون ، 

فيكون بذلك ضمن الاستقرار والأمان معه .......

إن قيادة الرجل الحكيمة لسفينة الحياة هي الأمان وإن حنان المرأة الذي تغدق به رجلها ، وهو يقود السفينة ، هو الوقود الأصلي لها .

لا يمكن يا حنان أن نركب السفينة دون أن نتوقع مخاطر البحر ولهذا نأخذ معنا ما يضمن نجاتنا ونجاة من معنا .......

نظرت إلي حنان مرة أخرى وهي تبتسم ابتسامة الرضا بما قلته ، ثم أردفت قائلة : أوجزي كل ماقلته يا حكيمة بجملة واحدة تريحين بها عقلي وقلبي ....

لففت يدي حول عنقها بمحبة كبيرة وقلت لها : 

باختصار الرجل يبحث دائما عن الحنان عند المرأة (طفلها المدلل) ، والمرأة تبحث دائما عن الأمان عند الرجل ( السند والاحتواء).......

فلو فهم كلاهما هذه المعادلة ، لاستمرت الحياة بينهما دون أمواج .............

تأرجحت حنان في مكانها قليلا ثم اعتدلت ووقفت تنظر إلى السماء وتمتمت بكلمات لم تصل إلى مسامعي ....

ثم قالت لي : شكرا لك يا حكيمة .......لقد أزحت عني الغمامة ، سأحاول إنقاذ سفينتي بوقودي ، وعسى يكون بر الأمان قريبا منها .

ذهبت حنان إلى بيتها مسرعة الخطى ، وبقيت بعدها برهة من الزمان أفكر في حالي فقلت لنفسي : وماذا عن سفينتك أنت يا حكيمة زمانك ...؟؟


          07/12/2024

الجزائر 🇩🇿 

          شفہٰاء الہٰروحہٰ (كريمة أحمد الأخضري)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

المعادلة بقلم الراقية كريمة محمد الأخضري

 ✨ المعادلة ✨👈🏻الجزء الأول 👉🏻 قالت لي بنبرة مرتعشة تتخللها رغبة في البكاء : أريد أن أبثكٍ بعض خلجاتي النفسية فهل تسمعينني؟ قلت لها : كل...