......................... ( سَيِّدُ الخَلْقِ )
أَرَابَكَ الدَّهْرُ أَمْ أَزْرَى بِكَ السَّقَمُ
مَا بَالُ شِعْرِكَ لَْم يَصْدَحْ بِمَا كَتَمُوا
مَا بَالُ قَلْبِكَ ..... لاَ يَنْفَكُّ مُرْتَهَنًا
يَهْوَى العَذَابَ بِحُبٍّ كَادَ يَنْصَرِمُ
وَهَلْ رَضِيتَ بِخِلٍّ لاَ وِدَادَ لَهُ
الخُلْفُ دَيْدَنُهُ ..... وَالمَيْنُ واللّمَمُ
مَا الحُبُّ إِلاَّ كَمَا عَايَنْتَ مِنْ شَغَفٍ
فِيهِ العَنَاءُ ... وَفِيهِ الوَجْدُ يَخْتَرِمُ
فَلاَ تَرِقُّ لِهَمْسِ القَلْبِ مِنْ وَلَهٍ
وَاجْعَلْ شُجُونَكَ عِنْدَ العَقْلِ تَحْتَكِمُ
شَوْقِي عَظِيمٌ إِلَى مَنْ كَانَ خَالِقُهُ
يُزْجِيهِ قَدْرًا ... لَهُ بِالقَلْبِ مُقْتَسَمُ
مُحَمَّدٌ ... نَفْحَةُ البَارِي وَصَفْوَتُهُ
فِيكَ الرَّجَاءُ وَأَنْتَ الطَّاهِرُ العَلَمُ
مُحَمَّدٌ طَيِّبُ الأَعْرَاقِ مِنْ مُضَرٍ
مُحَمَّدٌ خَيْرُ مَنْ تَسْعَى بِهِ قَدَمُ
فَاقَ النَبِيينَ فِي حِلْمٍ وَفِي كَرَمٍ
وَاسْتَحْوَذَ الفَضْلَ لَمَّا عُدَّتِ الشِّيَمُ
مَا كَانَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ فِي كَلِمٍ
يَدْعُو إِلَى اللهِ بِالحُسْنَى لِمَنْ ظَلَمُوا
أَهْدَاهُ رَبِّي ِلأَهْلِ الأَرْضِ مَرْحَمَةً
يَعْفُو وَيَصْفَحُ ... لاَ حِقْدٌ وَلاَ نِقَمُ
بَزَّ العِبَادَ ..... بِأَخْلاَقٍ تُزَيِّنُهُ
اللهُ كَمَّلَهُ ...... وَالأَصْلُ وَالقِيَمُ
فَاخْتَارَهُ الحَقُّ مِنْ دُونِ الأَنَامِ هُدَىً
لِلْعَالَمِينَ ...... يُنِيرُ الدَّرْبَ يَلْتَزِمُ
وَفِي حِرَاءٍ أََرَاحَ الوَحْيُ فِي سِوَرٍ
صَدْرَ النَبِيِّ فَتَاهَ المَرْجُ وَالأَكَمُ
عِطْرُ الرِّسَالَةِ قَدْ فَاحَتْ نَسَائِمُهُ
وَضَوَّعَتْ نَشْرَهَا .. وَالغَارُ يَسْتَلِمُ
ثَارَتْ قُرَيْشُ عَلَى دِينٍ أُشِيعَ لَهَا
مِنْ عِنْدِ أَحْمَدَ وَانْثَالَتْ لَهُ التُّهَمُ
وَسَلَّطَ الشِّرْكُ وِلْدَانًا تُرِيهِ أَذَىً
فَرَاحَ يَخْلُقُ أَعْذَارًا لِمَنْ أَثِمُوا
يَا مَنْ سَأَلْتَ إِلَهَ الكَوْنِ مَغْفِرَةً
عَمَّنْ لَقِيتَ عَلَى أَعْتَابِهِ ... الأَلَمُ
أَنْتَ الشَّفِيعُ غَدًا يَوْمَ الحِسَابِ لَنَا
عِنْدَ المَلِيكِ إِذَا مَا اصْطَفَّتِ الأُمَمُ
وَأَطْبَقَ الصَّمْتُ بَيْنَ النَّاسِ مِنْ وَجَلٍ
يَوْمٌ عَصِيبٌ عَلَى مَنْ عَادَ يَخْتَصِمُ
فَالخَطْبُ يَعْصِفُ وَالأَلْبَابُ حَائِرةٌ
وَالهَوْلُ يُرْعِدُ فَوْقَ الخَلْقِ كُلِّهِمُ
هَذَا يُسَاقُ إِلَى الجَنَّاتِ مُبْتَسِمًا
وَذَاكَ يَهْوِي ...... بِقَعْرِ النَّارِ يَضْطَرِمُ
يَا سَيِّدَ الخَلْقِ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمٍ
كُنْتَ الصَّبُورَ إِذَا مَاالصَّحْبُ قَدْ سَئِمُوا
صُنْتَ الأَمَانَةَ لَمْ تُثْنِيكَ غَائِلَةٌ
وَمَا الْتَفَتَّ لِدُنْيَا ...... شَابَهَا النَّدَمُ
صَلَّى عَلَيْكَ إِلَهُ العَرْشِ مَا طَلَعَتْ
شَمْسٌ عَلَى فَنَنٍ تُجْلَى بِهَا الظُّلَمُ
وَدَاعَبَتْ نَسَمَاتُ الفَجْرِ سَوْسَنَةً
وَاسْتَيْقَظَ الوَرْدُ تُبْدِي حُسْنَهُ الدِّيَمُ
فَمَا تَرَدَدَ صَوْتُ الحَقِّ فِي غَسَقٍ
إِلاَّ وَذِكْرُ رَسَولِ اللهِ ..... يَسْتَنِمُ
وَلاَ تَنَادَتْ لِفِعْلِ الخَيْرِ طَائِفَةٌ
إِلاَّ وَجَدْتَ نَبِيَّ اللهِ ....... قَبْلَهُمُ
نَفْسِي تَتُوقُ .. لِقَبْرٍ أَنْتَ سَاكِنُهُ
تَهْفُو إِلَيْهِ .... نِيَاطُ القَلْبِ وَالهِمَمُ
وَيَسْتَبِيحُ كَيَانِي وَجْدُ ذِي وَلَهٍ
وَالدَّمْعُ مِنْ حُرْقَةٍ يَجْرِي وَيَنْسَجِمُ
يَا أَشْرَفَ الخَلْقِ إِنَّا قَدْ أُحِيطَ بِنَا
مِنْ كُلِّ صَوْبٍ تَرَى الأَحْقَادَ تَزْدَحِمُ
وَالمُسْلِمُونَ شَتَاتٌ لاَ سَرَاةَ لَهُمْ
ضَاعَتْ أَصَالَتَهُمْ وَالحَقُّ مُهْتَضَمُ
صَارُوا غُثَاءً بِسَيْلٍ هَادِرٍ عَرِمٍ
يَذُوبُ فِي لُجَّةٍ وَالمَوْجُ يَلْتَطِمُ
لَهْفِي عَلَى أُمَّةٍ كَانَتْ حَضَارَتُهَا
تَشِعُّ نُورًا .... كَمَا الأَفْلاَكُ تَرْتَسِمُ
كَيْفَ اسْتَكَانَتْ إِلَى ذُلٍّ يُمَرِّغُهَا
وَالضَّيْمُ أَوْهَنَ .. أَبْنَاءً لَهَا حَكَمُوا
كَانَ الرَّسُولُ وَقَدْ جَاءَتْ بَشَائِرُهُ
بِالنَّصْرِ تُبْهِجُ أَجْيَالاً لَنَا هُزِمُوا
يُجَدِدُ الأَمَلَ المَفْقُودَ مِنْ زَمَنٍ
فِي صَدْرِ كُلِّ غَيُورٍ بَاتَ يَعْتَصِمُ
بِسُنَّةِ المُصْطَفَى خَيْرُ الأَنَامِ تُقًى
تُنْجِيهِ مِنْ خَطَلٍ إِنْ زَلَّتِ القَدَمُ
مَجْدٌ يُعِزُّ بِهِ الإِسْلاَمُ حَاضِرَنَا
وَيَسْتَعِيدُ مَكَانًا .... كَادَ يَنْفَصِمُ
وَيُبْلِغُ اللهُ هَذَا الدِّينَ مَا بَلَغَتْ
شَمْسٌ تَدُورُ وَلَيْلٌ كَانَ يَنْتَظِمُ
.. رشاد عبيد
سورية - دير الزور
x
بحث هذه المدونة الإلكترونية
السبت، 6 نوفمبر 2021
( سَيِّدُ الخَلْقِ ) بقلم الشاعر القدير.. رشاد عبيد. سورية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
المرأة المستبدة القوية العنيدة بقلم الراقية ربيعة الجزائرية
#المرأة #المستبدة #القوية #العنيدة هناك نوع من النساء يُخيفك بقدر ما يجذبك. تحمل في عينيها قوة العالم كله، وفي خطواتها إصرارٌ يكسر كل القيو...
-
لما أغفو... في ذكرياتي أرتمي. لا أرى سواها في منامي في صدر الشوق أحتمي يتغزل في تفاصيلها قلبي دون فمي بكل ألوان الحب و الغرام أرتل و أتيه...
-
----------حقيقة سراااب.... دون أن أطرق له الأبواب مفاجئ عنيف كالشهاب استهدفني من عالم الغياب أزهر في الشك و الارتياب و كثرة اللوم و العتاب....
-
وإن سألوك عني، ماذا تقول؟ طفلةٌ، تغارُ عليَّ بجنون، تشعرني بعظمتي وكأنني الملكُ هارون! لا تبغي جاهًا، بل قلبًا حنون، يحتويها ولحبها وكرامته...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .