بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 6 نوفمبر 2021

لكنه كان يتغابى..!! بقلم الأديب الدكتور كريم خيري العجيمي

 لكنه كان يتغابى..!!
ــــــــــــــــــــــــــــ
-قال..
وكم من جنازات لأنفسنا نشيعها كل يوم..
ثم نقف على قبور أرواحنا القديمة نبكي..
نود لو عادت الحياة لبراءتنا كما كانت قبل أن يغتالها هؤلاء..
قبل أن تمتليء الدواخل بكل هذا الزحام الذي لا خلاص منه..
نتلو ما تيسر من آيات الوجع تغلبنا الدموع تارة..
ويلطمنا الحنين تارات..
وبينهما نتمزق دون جدوى..
نتمنى لو أن الدروب كانت انقطعت بنا قبل أن تقودنا الخطى إلى الهلكات..
فنصافح في نهايتها ألف حتف..
نسأل باستغراب..
أين أولئك الذين أوصلونا إلى هنا؟!..
لماذا لم يستقلوا معنا نفس القطار حينما انطلقت الصافرة إيذانا بالرحيل؟!..
لماذا ودعونا عند كل محطة سفر ثم عادوا ببساطة إلى زحام جداولهم لا يتألمون لفراقنا؟!..
لماذا لم يصلوا معنا إلى نفس محطات النهاية؟!..
ليلقوا ذات المصائر..
يشربوا من نفس الكأس..
ويتلقوا نفس الهزائم..
ثم يأتي الدور على سؤال يرتدي الغصة على زوايا شفاهنا..
تُرى..
هل كنا بالأصل نعني لهم شيئا؟!..
وعذرا..
إن كانت هناك(تُرى) أخرى تلح باستماتة..
هل سيحضر هؤلاء مراسم جنازاتنا تلك؟!..
أم أن قلوبهم أرق من أن تحتمل مناظر النعوش المحمولة فوق أعناق البرآء بينما يسير القاتل وسط الجموع متظاهرا بالهلع والفقد..
هل..
هل سيقفون بين الصفوف لتلقي العزاء فينا بأقدام مرتعشة وقلوب أرسى من الجبال ودواخل أقسى من الحجر..
هل سيذرفون دموع التماسيح أمام الجمع ليقنعوهم أنهم ثكالى بائسون لفراقنا الطويل..
هل سيضعون أكاليل الزهور على قبور من وهبهم الحياة يوما..
عرفانا بالجميل..
فإن لم يكن..
فعلى سبيل المجاملة..
هل..
وهل..
وألف هل..
ستبقى عاقرا.. 
لن يأتي يوم وتحمل بطنها جوابا..
أتعرفون؟!..
ما عاد يعني انتظار الرد شيئا..
بينما صاحب السؤال..
حين الرد قد غابَ..
يبدو...!!!
أنه كان يعلم الجواب مسبقا..
ولكنه كان يتغابى..
انتهى..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث.. 
كريم خيري العجيمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

انا للأرض بقلم الراقي مروان كوجر

 " أنا للأرض " كلما هممت ببوح حزني أخجلني قول ربي                                      وبشر الصابرين خجول النفس من صبر جفاها     ...