بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 10 نوفمبر 2021

أنينٌ وغربة وطن. بقلم الشاعر القدير أدهم النمريـــــني

 أنينٌ وغربة وطن.

يَـغُـصُّ  بالآهِ نـايٌ يرتوي شَجَني
                   وَبَـحّةُ النّايِ تهدي للمدى حَزَني

ويَـنْـثُرُ النّـايُ وَجْـدًا رُحْـتُ أعزفُهُ
               حينًا،  وحينًا ثُـقوبُ النّايِ تعزفُني

تَرقُّ من حوليَ الأشياءُ بـاكِـيةً
                وكلُّ صَلْدٍ بَـكى في زَحْمَةِ الوَجَنِ

الطّيرُ في عُشِّها ترنو،  وأعينُها
                  تَهلُّ من لَوْعَتي دَمْعًا على الفَنَنِ

والرّيحُ مثقلةً تأتي سحائبُها
                  حينًا،  وتعصرُ قلبًا فاضَ بالمزنِ

أغمضتُ عيني لعلَّ الجفنَ يطردُ لي
                 دمعًا،  ولـكنّـهُ  بالـدّمعِ  أَغْـرَقَني

أبكي على وَطَـنٍ خارَتْ عزيمتُهُ
                 وصَبْـرُهُ مـثل طـفـلٍ تاقَ لِـلَّـبَـنِ  

أبكي عليهِ وروحي لا تفارِقُهُ
                يبقى ولو جارتِ الأيّامُ يَسْكُنُـني

حبّي فروضٌ لهُ تبكيهِ خمستُها
                والشّوقُ يَدْمعُ  من سَيّالَةِ السُّنَنِ

أفنيتُ عقدًا بعيدًا عن مرابعهِ
                   أنّى يَطيبُ لقاءُ الرّوحِ بالبَدَنِ؟

زادي بكسرةِ أحلامي أغصُّ بهِ 
            والماءُ في غَصَّتي سُقياهُ توجعني

لمّا تَمُدُ كفوفُ الليلِ مِرْوَدَها
             السّهدُ يَكْحلُني لو طابَ لي وَسَني

عندي حقائبُ ما زالَتْ مُعَبَّأةً
             بالذّكرياتِ،  وعينُ الجَيْبِ تَرْمُقُني

فيها بقايا وَداعٍ  راحَ ينثرُها
                قلبي  ، وَلَوْعتُهُ بالصّدْرِ تَحْرقُني

الذّكرياتُ لها في جُـعْـبَـتي صُوَرٌ
                فيها يفيضُ يَراعُ الرّوحِ بالحَزَنِ

كلّ الحروفِ التي دَوّنْتُها شَـجَنـًا
                   تـغُصُّ محبرتي فيها  وتَنْدبُني

متى تَحُطُّ طُيورُ السَّعْدِ في قَلَمٍ
                 يَـئِـنُّ صاحِبُـهُ في غُرْبَةِ الوطنِ؟

أدهم النمريـــــني.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

في زمن التفاهة بقلم الراقي زياد جزائري

 (في زَمَنِ التَّفاهَة) أَسفِي على الأََيَامِ كَيفَ تُبَدَّدُ والقَلبُ ظَمآنٌ ،وَفِكريَ مُجهَدُ وَمَطامِحيْ عَادَت سَرابَاً خادِعاً وَ...